إذا رغبتم في طعام مغذ وشهي في آن معاً فما عليكم الا بالهليون، فهذا النبات الذي ينتمي الى الفصيلة الزئبقية يملك مواصفات تجعله يحتل مكانة مرموقة على المائدة. وفي القرن السابع عشر لاقى الهليون شهرة واسعة النطاق لدى نبلاء أوروبا الذين وجدوا في رأسه المدبب الشكل مقوياً جنسياً من الطراز الرفيع. ومنشأ الهليون بلاد آسيا الغربية، والمصريون القدامى عرفوه واستعملوه كهدية لآلهتهم، واليونانيون كانوا يأكلونه كمقو جنسي. ووصفه الطبيب اليوناني جالينوس لمرضاه المصابين بأمراض كبدية. الأطباء القدامى نصحوا مرضاهم بالهليون وقالوا ان المسلوق منه مفيد للشيوخ، ونافع للصدر ولأوجاع الظهر والورك، ومدر للبول، وملين للمعدة، ومزيد للحيوانات المنوية، ومهدئ للمغص، وطارد لليرقان ابو صفار، اما مسحوقه فيحد من وجع الاسنان اذا وضع مباشرة عليها. ماذا يمكن القول عن الهليون غذائياً وصحياً؟ ان الهليون يتمتع بالمزايا الآتية: فقير بالسكر والدهن، لذا يعتبر من بين أهم الخضروات الفقيرة بالسعرات الحرارية، فمئة غرام منه لا تعطي سوى 25 سعرة لا غير، ما يجعله الغذاء المفضل للذين يتبعون انظمة تخسيس. يحتوي على كمية معتبرة من فيتامين حامض الفوليك المهم جداً للانسان، لأنه يساعد في توالد الخلايا. ان خمسة رؤوس من الهليون تعطي 28 في المئة من الحاجة اليومية للجسم. وكما هو معروف، فإن هذا الفيتامين مهم جداً للحوامل لوقاية الجنين من التشوهات الولادية خصوصاً الدماغية والظهرية. ايضاً فحامض الفوليك مفيد في حماية الاشخاص من الامراض القلبية الوعائية من خلال تنظيمه مادة الهيموسيستيئين في الدم، فهبوط حامض الفوليك يزيد من مستوى هذه المادة التي تسبب أذيات شريانية تحرض على وقوع ازمات قلبية ودماغية. - والى جانب حامض الفوليك، يوجد في الهليون الفيتامين أ، والفيتامين ث، والفيتامين E، وهذا الاخير له دور في حماية الجسم من الامراض القلبية الوعائية، وكذلك من الداء السكري الكهلي الذي بات مستفحلاً في ايامنا هذه، فالابحاث كشفت انه يساعد في تنظيم استقلاب سكر الدم. يحتوي الهليون على مركبات معقدة لها دور في تعطيل المسرطنات المحرضة على نشوء الاورام الخبيثة، ومن بين هذه المركبات نذكر مركب الغلوتاتيون الذي يقوم بصيد الجذور الكيماوية الضارة المذبذبة التي تحاول النيل من خلايا الجسم. وقد أوضحت الدراسات المخبرية ان الهليون الطازج يحتل المرتبة الاولى بغناه بمركب الغلوتاتيون المذكور. ان الهليوم غني بالألياف الغذائية التي يتحملها الجسم بسهولة، وهذه الالياف مشهورة بطولها ومقاومتها لمحتويات الامعاء، ما يجعلها مهمة للاطفال الذين يبلعون اشياء ضارة يمكنها ان تلحق الاذى بجدار الانبوب الهضمي. ان ألياف الهليون تعمل على التحليق حول الاشياء الضارة حاملة اياها الى الخارج مع البراز. يعرف عن الهليون أنه يجعل رائحة البول وخاذة، بسبب غناه بمعدن البوتاسيوم. كذلك يحتوي الهليون على مشتق بروتيني يدعى اسبارجين ميزته انه مخرش للكلية والمثانة وبالتالي فهو مسؤول عن الرائحة القوية للبول الى جانب معدن البوتاسيوم. اخيراً، ان الهليون مفيد لكل الناس شرط اختياره جيداً، والجيد منه يجب ان تكون ذيوله طرية تكسر بيسر وسهولة، وان تكون رؤوسه خضراً وبنفسجية اللون، وان يحفظ بعيداً من الهواء والضوء لحماية الفيتامينات فيه. ويجب التنبه الى طبخة على نار هادئة، منتصباً في الطنجرة ورؤوسه موجهة الى الاعلى.