أظهرت النتائج الاولية للانتخابات العامة المبكرة في تايلاند امس تراجعاً في شعبية حزب"تاي راك تاي"الذي يتزعمه رئيس الوزراء تاكسين شيناواترا. واحبطت النتائج مساعي تاكسين لاسكات اصوات تطالب باستقالته بعد اتهامات وجهت اليه باستغلال النفوذ والفساد. وتدنت نسبة الإقبال على التصويت في العاصمة بانكوك حيث تقطن غالبية افراد الطبقة المتوسطة والغنية، وفي اقاليم الجنوب التي تشكل معاقل الحزب الديموقراطي المعارض، ما مثل"تحذيراً من الشعب"بحسبما صرح زعيم الحزب الديموقراطي أبهيسيت فيغاغيفا، علماً ان المقاطعة ستؤدي الى فوضى دستورية تنتج من وجود مقاعد شاغرة في البرلمان يتعين شغلها حتى يمكن تشكيل حكومة. وفيما رأى مراقبون ان الامتناع عن التصويت في بانكوك وجه"صفعة"إلى الحزب الحاكم، ابدى تاكسين استعداده لقبول كل الخيارات، ما عكس اعترافه بفشل الانتخابات المبكرة في معالجة الاضطرابات السياسية. وقال:"ان تحقيق التوافق الوطني بين كل الاطراف اكثر اهمية من احتفاظي بمنصب رئيس الوزراء"، والذي يشغله منذ عام 2005. وتعهد تاكسين تقديم استقالته في حال فاقت نسبة الرافضين لحزبه نسبة المؤيدين في الانتخابات، لكن مراقبين توقعوا ان يزيد التأييد الممنوح له من معاقله القوية في الريف في شمال وشمال شرقي البلاد، علماً ان الحملة الانتخابية لحزب"تاي راك تاي"ارتكزت على برنامج لدعم المواطنين الفقراء في المناطق الحضرية والريفية. يذكر ان الحزب الحاكم فاز في الانتخابات التي أجريت في شباط فبراير 2005 بأصوات 19 مليوناً من 32 مليون ناخب شاركوا في الاقتراع، مقارنة ب 13 مليون صوت حصلت عليها أحزاب المعارضة الثلاثة، وهي الى الحزب الديموقراطي"تشارت تاي"و"ماهاشون" ونقلت تقارير إعلامية عن مصادر في الحزب الحاكم أن تاكسين يفكر في التنحي لإعطاء الفرصة لأحد مساعديه الذين يحظون بثقته كي يصبح رئيساً للوزراء في مرحلة ما بعد الانتخابات، تمهيداً لإجراء إصلاحات سياسية. وقال كريس بيكر، أحد المعلقين السياسيين المهتمين بالشؤون التايلاندية والذي شارك في تأليف كتاب"تاكسين: حين تصبح السياسة صفقة تجارية في تايلاند"، إن"رحيل تاكسين سيسهل تعامل الحزب مع المعارضة التي يتوقع أن تستمر احتجاجات مجموعاتها التي تضم هيئات للحقوق المدنية ومنظمات غير حكومية وطلاب وأكاديميين وأنصار ترسيخ القيم والاخلاق في المجتمع". عنف في الجنوب على صعيد آخر، قتل مسؤولان مسلمان محليان في هجومين شنهما مسلحون اسلاميون في مقاطعتي يالا وباتاني جنوب. وأطلق أربعة مسلحين استقلوا دراجتين ناريتين النار على دوراهوا ماهامينغ المسؤول المحلي في يالا، في احد المقاهي، قبل ان يتوفى لدى نقله في المستشفى. وأردى آخرون بالطريقة ذاتها وانا عبد الرحيم سريتولاكارن المسؤول في مقاطعة باتاني.