رأى خبراء في الإرهاب وفي الاستخبارات الأميركية أن إيران سترد على أي ضربة عسكرية أميركية قد تستهدف منشآتها النووية، بإرسال عملاء استخباراتها أو فرق من"حزب الله"لشن هجمات في أنحاء العالم، تزامناً مع معلومات بريطانية أكدت أن اجتماعاً سرياً سيعقد في لندن اليوم، للبحث في احتمال توجيه ضربات جوية إلى إيران. ونقلت صحيفة"واشنطن بوست"عن خبراء لم تذكر أسماءهم أن إيران ستبادر إلى مهاجمة أهداف أميركية في العراق قبل أن تستهدف مدنيين في الولاياتالمتحدة وأوروبا وبلدان أخرى. ورفض الخبراء الكشف عن الأدلة التي تدعم هذه الفرضية. غير أن مسؤولاً كبيراً أوضح أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تخصص"الكثير من الوقت"لهذه المسألة. ولم يشأ مسؤولو أجهزة الاستخبارات الأميركية أن يوضحوا ما إذا كانوا رصدوا أي إجراءات تتخذها أجهزة الاستخبارات الإيرانية للإعداد لمثل هذه الهجمات، متذرعين بحظر مناقشة المعلومات السرية. ويعتبر خبراء الإرهاب أن المجموعات التي تخضع لإمرة إيران أو ترتبط بها، وتحديداً وزارة الاستخبارات وأجهزة الأمن والحرس الثوري و"حزب الله"، أفضل تنظيماً وتدريباً وتجهيزاً من شبكة"القاعدة"التي شنت اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. وقال السفير هنري كرومبتون منسق وزارة الخارجية لشؤون محاربة الإرهاب:"الحكومة الإيرانية تعتبر الجهاد الإسلامي ومنظمة حزب الله امتداداً لدولتها، وهي تملك فرقاً عمليات يمكن نشرها من دون فترة تحضير طويلة". ضربة بريطانية في غضون ذلك، نقلت صحيفة"ذي صنداي تلغراف"البريطانية عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية البريطانية أن الحكومة البريطانية ستعقد اجتماعاً سرياً مع مسؤولي قواتها الجوية اليوم، للبحث في احتمال توجيه ضربات جوية إلى إيران. غير أن ناطقاً باسم وزارة الدفاع البريطانية نفى ذلك، وقال:"ليس هناك أي اجتماع مع رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة وليس هناك أيضاً أي خطط لاجتماع كهذا". وأكدت"ذي صنداي تلغراف"أن الاجتماع المرتقب سيشارك فيه رئيس هيئة الأركان الدفاعية الجنرال السير مايكل ووكرز ورئيس أركان الاستخبارات الدفاعية الليوتنانت جنرال أندرو ريدجواي ومساعد رئيس الأركان العامة الميجور جنرال بيل رولو. كما يشارك في المناقشات مسؤولون من وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء. وأكدت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة تأمل في أن يكون لعملية عسكرية محتملة ضد إيران طابعاً متعدد الأطراف، لكن مسؤولي الدفاع البريطانيين يرون أن واشنطن مستعدة في حال الضرورة لشن ضربات جوية بمفردها أو بمساعدة الإسرائيليين. وقال المصدر الذي نقلت الصحيفة تصريحاته إن العملية ستقتصر على ضربات جوية ضد المنشآت النووية الإيرانية، لأن غزواً مثل الذي حدث في العراق مستبعد حالياً. ويأتي ذلك فيما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية بأن خطة أميركية لشن ضربة عسكرية ضد إيران"أصبحت في مرحلة متقدمة". وأفادت"ذي صنداي تلغراف"بأن الحكومة الأميركية تأمل في أن تكون العملية العسكرية ضد إيران متعددة الأطراف. ولكن رؤساء الأركان يعتقدون بأن الإدارة الأميركية مستعدة لشن هجوم ضد إيران وحدها أو بمساعدة إسرائيل ما لم يكن هناك دعماً دولياً كبيراً لذلك. ويرى كبار رجال الأركان البريطانيين أن هجوماً مماثلاً سيكون محدوداً أو سيقتصر على سلسلة من الهجمات الجوية ضد منشآت نووية إيرانية. إلا انه لم يبحث حتى الآن إمكان شن هجوم بري على طهران. ويتوقع أن تطلق سفن حربية أميركية مرابطة في الخليج صواريخ من طراز"توماهوك"التكتيكية، لاستهداف شبكات الدفاع الجوي الإيرانية داخل المنشآت النووية. وهذا سيشمل أيضاً ضربات جوية تشنها طائرات من طراز"بي تو"، على أن تنطلق من قاعدة دييغو غارسيا البحرية الأميركية المعزولة في المحيط الهندي وكذلك من قاعدة"فيرفورد"التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في غلوشستر البريطانية ومن قاعدة تابعة للسلاح الجوي الأميركي في ولاية ميسوري. وعلى رغم أن أي مشاركة بريطانية في الهجوم ستكون محدودة، لكنها قد تمتد لتشمل استخدام طائرات إنذار محمولة جواً. وأوضح المصدر انه"لن يكون هناك غزو لإيران ولكن سيتم تدمير المواقع النووية الإيرانية"، محذراً من أن"هذا ليس أمراً وشيك الحدوث ولكنه قد يقع خلال العام الحالي أو ربما في السنة المقبلة".