أعرب مسؤولون في دبي أمس، عن ارتياحهم لمروور مشروع يتيح للإمارة إدارة مصانع متخصصة في بناء مكونات طائرات ودبابات ومعدات عسكرية أميركية أخرى. وعلى عكس الزوبعة التي أدت إلى فشل صفقة"بي آند او"لإدارة شركة"موانئ دبي"مرافئ أميركية، فإن المسؤولين في دبي أجروا أخيراً نشاطات مكثفة لضمان عدم اعتراض الكونغرس على صفقة"دونكاستر"البريطانية، التي تبلغ قيمتها 1.2 بليون دولار وتتضمن إدارة تسعة مصانع قطع عسكرية أميركية، والمشاركة في برنامج لوزارة الدفاع البنتاغون لإنتاج طائرة"أف- 35"المتطورة والتي تعتبر الجيل الجديد من الطائرات السابقة من نوعها. وقبل ساعات قليلة من إعلان البيت الأبيض قراره في شأن الصفقة، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة"دبي انترناشيونال كابيتال"التابعة لمجموعة"دبي القابضة"سمير انصاري ل"الحياة":"حشدنا في الشكل المناسب لتعزيز فرص نجاح هذه الصفقة. وتعلمنا الدرس من تجربة موانئ دبي". وزاد أن المؤسسة التي تملكها حكومة دبي"اتفقت مع البنتاغون على تحديد مواقع المصانع"التي تصنع مكونات الدبابات وقطع محركات توربين أساسية للمدرعات والطائرات. وتتضمن صفقة"دونكاستر"عشرات المصانع في ألمانياوالولاياتالمتحدة ?والصين، تنتج أيضاً القطع الدقيقة المستخدمة في العديد من قطاعات صناعة الطائرات والدبابات والتوربينات. وتوقع انصاري ألا تواجه هذه الصفقة، على رغم اهميتها، معارضة من جانب اعضاء في الكونغرس كالتي واجهتها صفقة"بي آند او". وزاد :"نحن واثقون من عدم اعتراض اعضاء الكونغرس على الصفقة". وسبق أن أثار الكونغرس زوبعة سياسية - امنية ضد ادارة مؤسسة امارتية ستة موانئ اميركية في إطار صفقة"بي آند او"البريطانية، ما اضطر المسؤولين في امارة دبي الى عرض هذه الموانئ التي جاءت في اطار صفقة ضخمة بقيمة 6.9 بليون دولار لإدارة عشرات الموانئ حول العالم، للبيع، على رغم موافقة الإدارة الأميركية عليها. وعلى رغم ان صفقة"دونكاستر"لم تسترع انتباه الكونغرس الأميركي حتى وقت قريب، غير ان بوادر أزمة محتملة ظهرت قبل أسابيع عندما كشف جون بارو، وهو نائب ديمقراطي، انه بعث برسالة إلى"دونكاستر"يطلب فيها إجراء جولة في منشآتها في ولاية جورجيا. وعلى خلفية تداعيات صفقة"موانئ دبي"، سارعت إدارة بوش إلى الإعلان أن الصفقة التي تمت الموافقة عليها في شباط فبراير الماضي، ستخضع لمزيد من المراجعة، فيما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن المراجعة ستستغرق 45 يوماً، انتهت أمس. وتدخلت وزيرة الاقتصاد في الإمارات العربية المتحدة الشيخة لبنى القاسمي التي كانت في زيارة إلى الولاياتالمتحدة في الجدل الدائر، قائلة:"إن العلاقات الجيدة بين الإماراتوالولاياتالمتحدة، خصوصاً في ما يتعلق بالأمور الاستخباراتية والأمنية ما زالت لها الأولية، لكن ينبغي بذل المزيد من الجهد لتثقيف الشعب الأميركي والمشرعين الأميركيين في هذا الخصوص". وسبق ل"دبي انترناشيونال كابيتال"ان استثمرت في صفقات مهمة منذ تأسيسها في العام 2004، أهمها شراء حصة كبيرة في شركة"مرسيدس بنز"بقيمة بليون دولار، واستثمار 800 مليون جنيه استرليني لامتلاك مجموعة"توسو"في لندن. اما"دونكاستر"التي تأسست في العام 2001 فتضم بين زبائنها عملاق صناعة الطيران الأميركي"بوينغ"و"جنرال الكتريك"و"برات اند ويتني"و"رولزرويس"و"هونيول والستون"و"سيمنز"التي بلغت مداخيلها في العام 2004، 854 مليون دولار، من بينها 35 مليون دولار من جراء مبيعاتها في الولاياتالمتحدة، ويعمل في الشركة اكثر من 4500 شخص.