أعرب مسؤول أميركي رفيع المستوى أمس، عن قلقه حيال وجود رابط محتمل بين تنظيم"القاعدة"و"حركة المقاومة الاسلامية"حماس، وخصوصاً بعد دعوة زعيم التنظيم أسامة بن لادن أنصاره في شريط الى شن عمليات تتعلق"بالأوضاع الراهنة"في الأراضي الفلسطينية. وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ولش في لقاء مع"الحياة"في مبنى سفارة بلاده في لندن إن"حماس شنت كثيراً من العمليات الارهابية ولا يمكنني استبعاد أن تكون تلقت دعماً من جهات في الخارج وبينها تنظيمات ارهابية"، مشيراً الى جهود أميركية"لمحاولة عرقلة قدرتها على ذلك عبر العمل مع حكومات صديقة لمنع وقوع الأموال والأسلحة والمتفجرات في أيديها". لكن المسؤول الأميركي اعتبر أن أعضاء الحركة"أناس أذكياء ومتفانون جداً وقد يكونون اكتشفوا طريقة للقيام بذلك لا نعلم بها، لذا أنا متأكد من أننا سنرى مستقبلاً مزيداً من نوعية العمل الذي كشفه الأردنيون"، في اشارة الى خلية مفترضة ل"حماس"اعتقلتها السلطات الأردنية أخيراً. ورأى ولش أن هناك"بالتأكيد جهداً ايرانياً خطيراً وطموحاً في العراق وسورية ولبنان"، قائلاً:"نعتقد بأنهم الايرانيين يحاولون أيضاً استخدام بعض الفصائل الارهابية الفلسطينية التي تعمل من دمشق، للوصول الى المناطق الفلسطينية وشن عمليات ارهابية". ورجح وجود"تنسيق ما"بين القوى الموالية لطهران في العراق وسورية ولبنان والأراضي الفلسطينية. وتابع أن هذا التحرك الايراني باتجاه الأراضي الفلسطينية سيتواصل في ظل حكومة"حماس"لأنها"لم تظهر تصميماً على وضع حد لهذا العنف والارهاب". ولفت الى اعتبارها الهجوم الانتحاري الأخير في تل أبيب"عملاً دفاعياً"ورفضها ادانته. ورأى أن"وظيفة حماس أن توفر القانون والنظام وليس وضع ميثاقها في المقام الأول، فالناس يجب أن يأكلوا ويريدون وظائف وأن ينتقلوا في أمان من منازلهم الى مدارسهم. هذه وظيفة حماس الآن". وفي خصوص العلاقات اللبنانية - السورية، قال ولش رداً على سؤال ل"الحياة"خلال لقاء موسع مع صحافيين عرب إن"لدى لبنان جارين هما سورية واسرائيل، لكن ليست لديه علاقات مع أي منهما. يمكن فهم هذا الأمر، لكنني كديبلوماسي أميركي لا يعجبني أنه ليست لديه علاقات مع اسرائيل... والغريب هو أن لا علاقات مع سورية، فكلاهما عضو في الجامعة العربية ويعترفان ببعضهما بعضاً ولكن لماذا ليس بينهما علاقات ديبلوماسية رسمية؟". ورداً على سؤال عن رفض طهران إجراء حوار مع الولاياتالمتحدة حول العراق، أبدى ولش حيرته حيال المواقف الايرانية في هذا الصدد"اذ لم يقدموا رداً في البداية ثم وافقوا. واليوم رفضوا وغداً ربما يكون هناك موقف آخر". وفي مقابلة أخرى مع وكالة"يو بي آي"، قال ولش إن بلاده مستعدة لدعم تغيير النظام إذا أراد السوريون ذلك، مع أن"بلاده لا تميل الى هذا الخيار". كما اعتبر أن علاقات واشنطن مع دمشق تسير"من سيئ الى أسوأ"، مستبعداً إعادة السفيرة الأميركية الى دمشق.