على رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها السلطات المصرية في شبه جزيرة سيناء عقب التفجيرات الثلاثة في منتجع دهب السياحي، فإن تفجيري أمس الانتحاريين اللذين استهدفا مركبة تابعة للقوات المتعددة الجنسية في سيناء وضابطي شرطة، أكدا أن سيناء أصبحت هدفاً سهلاً للعمليات الإرهابية. وضرب الإرهاب للمرة الأولى في شمال سيناء، وتحديداً في مدينة طابا الحدودية، في 7 تشرين الأول أكتوبر 2004، بعد يوم من احتفالات المصريين بذكرى حرب العام 1973، حين قُتل 34 شخصاً من المصريين والاسرائيليين، وجرح 105 آخرون، في ثلاثة انفجارات متزامنة، استهدفت فندق"هيلتون طابا"، ومخيمين بدويين في نويبع. وكان لافتاً أن الضربة التالية جاءت خلال احتفالات المصريين بذكرى ثورة تموز 1952، حين ضربت ثلاثة تفجيرات مماثلة فندق"غزالة غاردنز"وسوقاً سياحية وموقف سيارات أجرة في منتجع شرم الشيخ في 23 تموز يوليو الماضي، وقتل اكثر من سبعين شخصاً. وأصيبت كنديتان من أفراد القوة المتعددة الجنسية بجروح بسيطة في آب أغسطس الماضي، بسبب انفجار في مركبة تابعة للقوة المتعددة الجنسية على طريق قرب مطار الجورة. وبعيداً من سيناء، شهدت منطقة خان الخليلي هجوماً انتحارياً في نيسان ابريل 2005 نفذه طالب في مطلع العشرينات، وقُتل فرنسيان وأميركي بقنبلة المسامير التي كان الانتحاري يحملها في السوق المكتظة بالسياح. وكان آخر العمليات الكبرى ضد السياح في تشرين الثاني نوفمبر 1997، حين قُتل 62 شخصاً بينهم 58 سائحاً معظمهم من السويسريين واليابانيين، في هجوم نفذته"الجماعة الاسلامية"في ساحة الدير البحري حتشبسوت في الأقصر. وقبلها بشهرين، قُتل تسعة ألمان وسائق مصري، وأصيب احد عشر شخصاً آخرون في اعتداء استهدف حافلة سياحية كانت أمام المتحف المصري في وسط القاهرة. وفي نيسان ابريل 1996، فتح مسلحون النار على سياح يونانيين أمام فندق"أوروبا"قرب أهرامات الجيزة، بعدما اعتقدوا أنهم يهاجمون فوجاً إسرائيلياً. وقتل 18 سائحاً في العملية التي أعلنت"الجماعة الاسلامية"مسؤوليتها عنها. وتبنت الجماعة نفسها اعتداءين على سياح في الصعيد قتل فيهما سائح بريطاني وجرح خمسة اشخاص بينهم ثلاثة بريطانيين في تشرين الأول اكتوبر 1994. وفي العام نفسه، قُتل المانيان ومصريان في الغردقة، كما قُتل إسباني في هجوم على حافلة في سوهاج، وقتلت ألمانية متأثرة بجروح أصيبت بها خلال إطلاق نار على فندق عائم في النيل. أما في العام 1993، فقُتل اميركيان وفرنسي وايطالي وجرح سائحان آخران في فندق سميراميس في القاهرة برصاص اطلقه شخص مصاب ب"اختلال عقلي"، كما ألقيت قنبلة على حافلة للسياح قرب الاهرامات، فقُتل مصريان، وجُرح 15 بينهم خمسة بريطانيين. وفي شباط فبراير من العام نفسه، قتل تركي وسويسري ومصري وجرح 19 شخصاً في قنبلة وضعت في أحد مقاهي ميدان التحرير المزدحم وسط القاهرة. وكانت بداية استهداف السياح في تشرين الأول اكتوبر 1992، حين قُتلت سائحة بريطانية قرب أسيوط برصاص عناصر من"الجماعة الاسلامية".