لم توفر شاشة فضائية"كردستان"العائدة للحزب الديموقراطي الكردستاني مشهداً موجعاً إلاّ وعرضته، وذلك في برنامجها الوثائقي الذي قدمته قبل أيام والذي تناول رحلة الحكومة الكردية عن كشفها للمقابر الجماعية للبارزانيين الحادثة التي وقعت أحداثها عام 1982، وراح ضحيتها 8 آلاف شخص. وبعد انتهاء البرنامج مباشرة عرضت القناة نفسها تسجيلات وثائقية لنساء وأطفال يركضون مذعورين ولا يعرفون أي اتجاه يسلكون وهو ما حصل في قضية الأنفال. تقديم البرنامج في مثل هذا الوقت لم يكن اعتباطياً خاصة أن محاكمة صدام وأبن عمه علي حسن المجيد، ابرز المتهمين بقضية الأنفال، ليست بالبعيدة وستأتي مباشرة بعد الانتهاء من محاكمة صدام بقضية الدجيل. من ضمن ما عُرض في البرنامج الوثائقي الذي استغرق قرابة الساعتين اجتماع الرئيس العراقي المخلوع بمجموعة من العائلات الكردية قائلاً لهم:"هناك من حاول التآمر على السلطة، عاونهم في ذلك بعض ممن يطلق عليهم البارزانيون إلا أنهم نالوا جزاءهم العادل وذهبوا الى جهنم وبئس المصير". والغريب أن صوت تصفيق تلك العائلات علا في شكل لم يعلُ به صوت آخر، ربما كان الخوف هو ما دفعهم إلى ذلك، فأخذوا الأمر بما يسود في الأنظمة الدكتاتورية في مثل هذه المواقف:"صفق تنج". البرنامج الذي تحدث عن رحلة البحث عن مقابر البارزانيين باللغتين الانكليزية والكردية لم يخف دور العشائر العربية التي كانت تلك المقابر على مقربة من أماكن سكناهما. احد المشاهد أوضح حديث الوزير الكردي لحقوق الانسان مع بعض مشايخ ورجالات العشائر العربية من أن المعلومة التي سيدلون بها لن تكون بلا ثمن. وبحسب ما بينه البرنامج فإنه بعد خمسة أشهر من البحث المستمر والحفر والتنقيب تم الاستدلال الى تلك المقابر ونسبت الجثث الى الأكراد البارزانيين بسبب غطاء الرأس والملابس الكردية المخططة التي يرتدونها ويتميزون بها عن الأكراد السورانيين. أما آخر مشهد في البرنامج فكان مجموعة من أكياس بيض محشوة بأكوام من عظام قد تكون لأكثر من شخص واحد لا اسم عليها ولا هوية تشير إلى صاحبها، فالموت وحَّد الجميع وان كانت الحفر العميقة مقر توحيدهم..