يستعد برنامج"سيرة وانفتحت"ومقدمه زافين قيومجيان لإعلان"نادي كتاب زافين"، على نمط"نادي كتاب أوبرا"، وتبث حلقته الأولى في 8 أيار مايو. لكن قيومجيان الذي يعتبر كثيرون أن برنامجه متأثرٌ ببرنامج المذيعة الأميركية الشهيرة أوبرا وينفري، يحرص على تأجيل تحري نقاط التشابه أو الاختلاف بين ناديه والنادي الأساس، خصوصاً أنه، كما صرح ل"الحياة"، لم يشاهد"أي حلقة من حلقات نادي كتاب أوبرا الذي أعرف بوجوده وبقدراته وبنشاطاته خارج الاستديو". خطوة"سيرة وانفتحت"لافتة وغريبة، وربما هي جريئة، في ظل العلاقة المتوترة بين التلفزيون، الوسيلة الشعبية، وبين الكتاب والثقافة، أو بالأحرى النخبة ولغتها وأساليب تعبيرها. الغريب في الأمر هو إقدام برنامج مثل"سيرة وانفتحت"على خطوة من هذا النوع، في الوقت الذي يعمق هويته الشبابية. ويأتي مشروع نادي الكتاب بعد أشهر قليلة على افتتاحه سلسلة"أنا الآن"التي تتوجه إلى من هم بين 18 و25 سنة، وتحديداً من لا يجد أن التلفزيون يعبر عنه، إلى تصوير يومياتهم واعترافاتهم وأحلامهم وقصصهم السرية والخاصة ومواقفهم... من دون مخرجين، أي من دون تدخل ورقابة. لا ينفي قيومجيان العلاقة بين نادي الكتاب ونادي"أنا الآن"،"فهي موجودة لكنها غير مباشرة". فكما"أنا الآن"يريد من الناس أن يشاركوا في صناعة الشاشة الصغيرة وأن يأخذوا دورهم في التعبير عن أنفسهم ويكتشفوا من هم، كذلك"نادي الكتاب"يفسح المجال للناس كي لا يبقوا متلقين وحسب، فهم يختارون الكتاب ويناقشونه، أي يشاركون في صناعة التلفزيون". أما الآلية فلم تحدد بعد، بحسب قيومجيان،"وبالتالي، لا فريق جاهزاً لإدارة النادي ولا مخطط لاختيار كتب من دون غيرها، وعلى من يشاء المشاركة أن يتصل بموقع البرنامج على شبكة الانترنت"، علماً أن هناك اتفاقاً قد حصل بين البرنامج ومشروع"دليل الكتاب"الذي يتولى توصيل الكتب إلى المنازل، كخدمة. وهو أول تجربة"وسيط ثقافي"من نوعها في لبنان، ويديرها هادي بكداش. ويعتبر قيومجيان نادي الكتاب"دعوة إلى رفع الغبن عن بُعد آخر من شخصية المشاهد، الذي لا يريد أن يكون بعيداً من الثقافة لناحية القراءة. فالقراء في الدول العربية يجدون أنفسهم خارج الدورة التلفزيونية. وفي هذه النقطة يتقاطع نادي الكتاب مع"أنا الآن"الذي يرفع الغبن عن فئة المراهقين المهمشة هي الأخرى. الناديان يلتقيان في وضع المشاهد بعلاقة تفاعلية مباشرة وخاصة جداً مع الشاشة الصغيرة. جلّ ما أريده هو أن أجعل الكتاب جزءاً من اهتمامات المشاهدين ويومياتهم". وإذ لا يبرئ"الجمهور الذي يشتري، أحياناً، الكتب ولا يقرأها"، يتهم التلفزيون حينما يقول:"الشاشة لا تقدم القراءة كأمر ضروري ومهم مثل الأغاني!"وعلى رغم ذلك يحدد شروطاً تلفزيونية و"مزاجاً"لقبول أي كتاب أو رفضه، ومن الشروط:"أن لا يدفع الناس إلى الملل، وأن يثير نقاشاً له علاقة بالمشاهدين". ويدرك قيومجيان الذي لا يملك"مخططاً"يريد أن يمرره على الهواء، صعوبة مصالحة التلفزيون والكتاب أو الثقافة،"فهناك عداء بينهما سببه عدم لقائهما". لكنه يراهن على"التعارف الذي سيؤدي، إذا حصل، إلى اعتراف متبادل، القراء يعترفون بالتلفزيون، والتلفزيون يعترف بهم وبوجودهم وبحقهم في أن تكون لهم صورة أو انعكاس أو صدى على الشاشة". ولا يخفي قلقه من الخطوة وعليها. فهناك صعوبات كثيرة تهددها، وهذا يحيلنا إلى المقارنة بين نادٍ مثل"كتاب أوبرا"ونادي كتاب على شاشة عربية، يقول قيومجيان:"الجمهور الغربي متآلف مع الكتاب أكثر من الجمهور العربي. هذا ما تشير إليه نسبة أعداد القراء في الدول الغربية، ونوعية الكتب الموجودة في السوق أكثر ارتباطاً بيوميات الناس". أخيراً، يكشف قيومجيان أن الاسم الرسمي للنادي هو:"نادي نسرين جابر للكتاب"، التي كان بدأ برنامج"سيرة وانفتحت"التعاون معها لإصدار كتاب إلا أنها توفيت إثر حادث أثناء تنفيذه 2004. "سيرة وانفتحت"يعرض اليوم في الساعة 19.30 بتوقيت غرينتش على فضائية"المستقبل"، وعنوان الحلقة:"الموت المفاجئ".