اعتبرت طهران فشل اجتماع"الستة الكبار"في موسكو دليلاً على صواب موقفها، فيما ابلغ وفد ايراني التقى في العاصمة الروسية ديبلوماسيين اوروبيين، هؤلاء بان بلاده تعتزم قريباً تشغيل اجهزة طرد مركزية جديدة لتخصيب اليورانيوم وتدعو اوروبا الى المشاركة في جهودها، وتحدثت مصادر ديبلوماسية غربية الى"الحياة"عن صفقة محتملة بين واشنطنوطهران، تتضمن اعترافاً اميركياً بايران قوة نووية ولاعباً اقليمياً اساسياً في مقابل تخليها عن التخصيب لفترة محددة. وفي وقت جددت واشنطن اتهام طهران بمحاولة تطوير سلاح نووي سراً، وتمويل مجموعات ارهابية في الشرق الأوسط، افاد تقرير في لندن ان منظمة مرتبطة بالحكومة الايرانية تسعى الى تجنيد بريطانيين لشن هجمات انتحارية ضد اسرائيل، مستفيدة من قدرتهم على التحرك راجع ص 10. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الفرنسية طلب عدم ذكر اسمه ان ديبلوماسيين ايرانيين التقوا المدراء السياسيين في وزارات الخارجية الفرنسية والبريطانية والالمانية"افادوا ان ايران تستعد لتشغيل سلسلتين جديدتين من اجهزة الطرد المركزية". وتابع انهم"طلبوا من المدراء السياسيين ان يأخذوا علما بهذا الوضع ودعوهم الى التفاوض في مسألة مواكبة برنامج التخصيب"الايراني. من جهته، رأى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في جلسة مساءلة أمام مجلس العموم البرلمان أن الوقت حان"لتوجيه رسالة واضحة وموحدة"إلى إيران وان"لم يكن الغزو العسكري مطروحاً"، وزاد:"في الوقت الذي يتحدث الرئيس الإيراني عن محو إسرائيل عن الخريطة، ويتطوع شبان لشن اعتداءات انتحارية ضد أهداف أميركية وبريطانية وإسرائيلية بموافقة ضمنية من النظام الإيراني، إن لم يكن بتحريض منه، لا اعتقد بأنه وقت توجيه رسائل ضعف". الى ذلك، دفعت الازمة الايرانية اسعار النفط الى مستويات جديدة امس، اذ بلغ سعر البرميل الخام في نيويورك 71.80 دولار، فيما تخطى سعر برميل برنت عتبة 73 دولاراً في لندن، في ظل تراجع في مخزون الخام والبنزين في الولاياتالمتحدة. وتستعد وزير الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لزيارة انقرة في 26 الشهر الجاري، اي قبل ثلاثة ايام من اجتماع مجلس الامن لدرس احدث تقرير للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي عن تطورات الملف الايراني. ولاحظت المصادر الديبلوماسية الغربية التي تحدثت الى"الحياة"ان الزيارة تتقاطع مع معلومات عن مساعٍ تركية -خليجية لعقد اجتماع اميركي - ايراني بعيداً من الاضواء. وأشارت الى اقتراح تقبل بموجبه طهران تعليق تخصيب اليورانيوم لفترة سنتين كحد اقصى، في مقابل اعتراف واشنطنبايران قوة نووية ولاعباً اقليمياً رئيسياً. ويعني ذلك انضمامها الى القوى النووية ال8 التي تحظى بعضوية دائمة في لجنة الطاقة النووية وشريكة في القرار داخل الوكالة الدولية. ولفتت المصادر الى زيارة مساعد سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني محمد نهاونديان للولايات المتحدة اخيراً، اضافة الى وجود محمود سريع القلم مستشار سكرتير المجلس علي لاريجاني في واشنطن مطلع الاسبوع، وأعلن في الحالين ان الزيارتين خاصتان. في طهران، اعتبر وزير الخارجية منوشهر متقي ان فشل اجتماع موسكو للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا، في التوصل إلى موقف موحد لفرض عقوبات محتملة على بلاده، دليل على صواب الموقف الإيراني الداعي الى إعادة البحث في الملف النووي أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الدول الست اتفقت على"مواصلة كل أشكال الاتصال حتى رفع تقرير البرادعي لإبلاغ القيادة الإيرانية ضرورة إعلان أجوبة واضحة عن"المطالب الدولية"، معتبراً أن"هذا فقط يفتح الطريق لاستئناف المفاوضات حول كل المسائل المتعلقة ببرامج إيران النووية"، مع احترام حق طهران في الاستخدام"السلمي"للطاقة. وأوضح لافروف أن المطلوب من الإيرانيين"تقديم أجوبة عن المسائل العالقة في السابق وإعلان موقف واضح بتجميد كل نشاطات التخصيب". تزامن ذلك مع وصول وفد إيراني رفيع المستوى يضم نائب وزير الخارجية عباس ابراغيتشي الى موسكو للقاء"ديبلوماسيين أوروبيين موجودين في روسيا". وأصدرت الخارجية الروسية بياناً أكدت فيه أن الدول الست"أعربت عن قلق عميق بسبب عدم استجابة طهران مطالب المجتمع الدولي". وحض البيان طهران على التعامل بإيجابية مع هذه المسألة بحلول نهاية الشهر. وفي فيينا، أفاد مصدر ديبلوماسي أن البعثة الأميركية لدى الوكالة الدولية تجري اتصالات بالبعثات الأخرى في محاولة لعقد اجتماع للوكالة للضغط على إيران، بعدما فشلت الولاياتالمتحدة في كسب تأييد المجتمعين في موسكو لفرض عقوبات. وأكد المسؤول الثالث في الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز أن واشنطن تعرف أن إيران"تحاول بطريقة سرية إعداد سلاح نووي"، متهماً إياها أيضاً ب"تمويل كثير من المجموعات الإرهابية في الشرق الأوسط".