سيكون ملعب سان سيرو في ميلانو مسرحاً لمواجهة نارية بين ميلان الإيطالي وصيف بطل الموسم الماضي وضيفه برشلونة متصدر وحامل لقب الدوري الإسباني اليوم في ذهاب الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وستكون هذه المبارزة مميزة جداً بين اثنين من أعرق الأندية الأوروبية وعلى صعد عدة، أولاً لوجود الكثير من أفضل نجوم العالم في صفوف الفريقين مثل البرازيلي رونالدينيو 7 أهداف في المسابقة والكاميروني صامويل إيتو 4 أهداف من جهة الفريق الكاتالوني والأوكراني أندريه شفتشنكو 9 أهداف والبرازيلي الآخر كاكا والقائد باولو مالديني في الجهة الأخرى. ثانياً، لمواجهة مدرب برشلونة الهولندي فرانك ريكارد مع فريقه السابق الذي توج معه بطلاً لهذه المسابقة عامي 1998 و1999 عندما كان يلعب مع الفريق الإيطالي إلى جانب مواطنيه ماركو فان باستن ورود خوليت، علماً بأنه تواجه سابقاً مع ميلان في نهائي هذه المسابقة عام 1995 عندما عاد إلى صفوف أياكس أمستردام وتمكن حينها من الفوز باللقب بفضل هدف من باتريك كلويفرت لاعب فالنسيا الإسباني حالياً ونيوكاسل الإنكليزي وميلان وبرشلونة سابقاً. ثالثاً، يسعى برشلونة إلى الثأر من خسارته المذلة في نهائي عام 1994 عندما لقنه ميلان درساً في فنون اللعبة بالفوز عليه 4-صفر كان اثنان منها من نصيب دانييلي ماسارو، وأضاف الصربي ديان سافيسيفيتش والفرنسي مارسيل ديسايي الهدفين الآخرين. وكان برشلونة يضم في صفوفه حينها النجمين البرازيلي روماريو والبلغاري هريستو ستويتشكوف وبقيادة المدرب الهولندي الآخر يوهان كرويف. ولم يبق في ميلان الذي يحمل لقب هذه المسابقة 6 مرات آخرها عام 2004 على حساب مواطنه يوفنتوس، إلا لاعبان من الذين توجوا أبطالاً على حساب برشلونة عام 1994 هما القائد باولو مالديني والمخضرم أليساندرو كوستاكورتا. وكان الفريقان التقيا الموسم الماضي في المسابقة نفسها في الدور الأول ضمن منافسات المجموعة السادسة، ففاز ميلان ذهاباً 1-صفر بهدف من شفتشنكو وبرشلونة إياباً 2-1 بهدفين لإيتو ورونالدينيو في مقابل هدف لشفتشنكو، لكن يبقى لقاء 1994 الأبرز بينهما. وتحضر الفريقان في شكل جيد لهذه المواجهة فحسم ميلان الذي قد يغيب عنه فيليبو إينزاغي للإصابة، مباراة الدربي مع جاره إنتر ميلان بالفوز عليه 1-صفر، ليعزز بالتالي مركزه الثاني المؤهل مباشرة إلى دوري الأبطال الموسم المقبل كما ضيق الخناق على المتصدر يوفنتوس وقلص الفارق إلى 5 نقاط قبل 4 مراحل على نهاية الدوري. أما برشلونة، بطل هذه المسابقة مرة واحدة عام 1992 على حساب سمبدوريا الإيطالي، فسيغيب عنه الأرجنتيني ليونيل ميسي والسويدي هنريك لارسون للإصابة والبرتغالي ديكو للإيقاف، لكنه يصب تركيزه الكامل على هذه المباراة والكأس الغالية، خصوصاً أنه قاب قوسين أو أدنى من المحافظة على لقب الدوري، وتحضر للمباراة بالفوز على أحد طرفي النصف النهائي الثاني فياريال بهدف سجله هدافه صامويل إيتو، الذي سيكون مصدر إزعاج كبير لمالديني وزملائه في خط دفاع"الروسونيري"، علماً بأن رايكارد أراح الساحر رونالدينيو في تلك المباراة. واعتبر المدرب الهولندي أن الفوز على فياريال كان مهماً جداً خصوصاً بعد سلسلة التعادلات التي حققها الفريق الكاتالوني، مضيفاً"ستكون معنوياتنا بعد هذا الفوز عالية أمام ميلان". وبدوره قال رونالدينيو:"إن مواجهة أي فريق في هذا الدور ستكون صعبة جداً، لكن الأفضلية التي نملكها أمام ميلان أننا نعرف طريقة لعبه". ويحمل اللقاء نكهة إضافية بسبب وجود الكثير من لاعبي المنتخب البرازيلي، فإلى جانب رونالدينيو وكاكا هناك المدافع المخضرم كافو وسيرجينيو والحارس ديدا من جهة ميلان وجوليانو بيليتي وجوزيه أدميلسون وسيلفيو سيلفينيو وتياغو موتا من جهة الفريق الكاتالوني. كما يطغى الطابع الهولندي على المواجهة في وجود كلارنس سيدورف الذي توج مع رايكارد بطلاً لهذه المسابقة عام 1995 على حساب ميلان، والمدافع العملاق ياب ستام في جانب الفريق الإيطالي، وجيوفاني فان بروكهورست ومارك فان بومل مع برشلونة. يذكر أنه تداول الحديث في الصحافتين الإسبانية والإيطالية أخيراً عن إمكان انتقال رايكارد إلى ميلان ليتولى الإشراف على تدريبه مكان المدرب الحالي كارلو أنشيلوتي، فيما سيتحول مدرب المنتخب الهولندي حالياً فان باستن إلى تدريب برشلونة، لكن رايكارد نفى هذه الأخبار مؤكداً أنه سيبقى في منصبه حتى انتهاء عقده الذي يمتد إلى 30 حزيران يونيو 2009 ولا يفكر في شيء أو أي ناد آخر. وكان ميلان وبرشلونة وصلا إلى نصف النهائي بفوز الأول على ليون الفرنسي 3-1 صفر-صفر ذهاباً والثاني على بنفيكا البرتغالي 2-صفر صفر-صفر ذهاباً.