العروس سورية والعريس سوري ايضاً. هي من الجولان وهو ايضاً من الجولان. اما المشكلة فتبدأ حين تعرف انها هي تعيش في الجولان الواقع تحت الاحتلال الاسرائيلي فيما يعيش هو في دمشق. كانت تعرفه من خلال التلفزة. ففي الجولان السوري المحتل، كل الناس يشاهدون الفضائية السورية. وهو نجم لامع في هذه الفضائية. وحين تقدم الى خطبتها - بالواسطة - وافقت بسرعة. وبدأ الفيلم. لكن الفيلم ليس سورياً، هو فيلم اسرائيلي ممثلوه من عرف فلسطينالمحتلة. واذا كان منذ تحقيقه قبل عامين لم يتمكن من الوصول الى الشاشات العربية باستثناء عرضه في مهرجان مراكش السينمائي لدورة العام 2004 ، فإنه اليوم يصل لمن يمكنه في المدن العربية التقاط"قناة بلوس"الفرنسية. ومن خلال هذا الفيلم قد يكتشف المتفرجون سينما اسرائيلية لا تنظر بكثير من الرضا، الى ممارسات دولة اسرائيل ولا الى الحال البائسة التي يعيشها شعب بأكمله تحت الاحتلال. فالفيلم، وعنوانه"العروس السورية"يقدم، بالتحديد، موضوعه من خلال استحالة اللقاء بين ابناء الشعب الواحد السوري هنا أساساً بسبب الاحتلال الذي فرق العائلات وخرّب الافراد، وحوّل - حتى قصص الحب الى عقبات ادارية / عسكرية / بيروقراطية. طبعاً لا يفوت الفيلم ان يغمز بين الحين والآخر، ولا سيما في فصله الاخير، من قناة الروتين السوري عند"الحدود"الفاصلة بين الجولان المحتل والوطن الأم، ولا يفوته ان يتعاطف مع الجهود التي تبذلها قوات المراقبة الدولية، والتي اذا كانت ? في سبيل جمع العروسين - تصطدم بغياب التعليمات الواضحة عند الجانب السوري فانها تصطدم أكثر بالخبث الاسرائيلي. وكل هذا واضح - مرير في معظم الاحيان ولكنه مسلٍ في احيان اخرى في هذا الفيلم الذي، من خلال حكاية العروسين، يقدم صورة ما لقسوة الحياة تحت الاحتلال، وكذلك لعزم السوريين في الجولان على عدم التنازل امام المحتل منذ البداية لدينا مشاهد متميزة لتظاهرات مؤيدة لسورية ومعادية للمحتل، في قرى الجولان نفسه، كما يقدم صورة"واقعية"للحياة العائلية هناك، حيث يتوجب على الناس التعايش مع احتلال ظالم صار عمره الآن اربعة عقود. ثمة لحظات في"العروس السورية"تغيظ... ولكن فيه ايضاً لحظات مفيدة وقوية. ومن هنا فإن الدعوة لمشاهدته عبر الشاشة الصغيرة تبدو مبررة، من دون نسيان انه اولاً واخيراً فيلم اسرائيلي، حتى وإن مثّله عرب معروفون منهم هيام عباس - الفلسطينية في "ميونيخ" - وكلارا خوري - بطلة"عرس رنا"لهاني أبو اسعد، وخصوصاً مكرم خوري الذي يعتبر القاسم المشترك بين الافلام العربية والاسرائيلية التي تحقق في فلسطينالمحتلة رافضة منطق الاحتلال وممارساته. يعرض الليلة في الساعة 20.25 على "قناة بلوس" .