تسعة أهداف من ركلات حرة مباشرة، شهدتها 64 مباراة في نهائيات كأس العالم الاخيرة لكرة القدم في كوريا الجنوبية واليابان، وكان اشهرها للبرازيلي رونالدينيو في مرمى الحارس الانكليزي ديفيد سيمان في الدور ربع النهائي، وجاء منها هدف الفوز الثمين الذي فتح الطريق للبرازيل للفوز بكأس العالم الخامسة. الرقم تسعة هو الاكبر لعدد الاهداف المسجلة من الركلات الحرة المباشرة في تاريخ اي بطولة لكأس العالم منذ انطلاقها عام 1930، وهو الامر الذي يعكس ازدياد قيمتها واهميتها وفاعليتها لدى الكثيرين، ولم تشهد نهائيات 1938 في فرنسا اي هدف من الركلات المباشرة، وشهدت نهائيات 1930 و1934 و1950 هدفاً واحداً في كل دورة من هذا التخصص، وارتفع العدد الى هدفين فقط في دورات 58 و66 و1986، وزاد نسبياً الى ثلاثة أهداف في دورات 54 و62 و74 و1978، ومع مرور الوقت وازدياد التدريب على هذه الالعاب وصل العدد الى أربعة أهداف في نهائيات 1990 في ايطاليا، وارتفع في الدورتين التاليتين 1994 في الولاياتالمتحدة و1998 في فرنسا الى خمسة اهداف. واستفادت نهائيات 1970 في المكسيك من وجود مجموعة من اللاعبين المتخصصين في التسديد، ومعها نهائيات 1982 في اسبانيا، ووصل العدد في كل دورة الى سبعة اهداف، واخيراً ارتفع الرقم الى الذروة في النهائيات الماضية. ومن المتوقع ان يتخطى الرقم حاجز العشرة في نهائيات 2006 في المانيا، مع وجود اكبر عدد من المتخصصين في تسديدها، وهم نجحوا في ترجمة تلك الضربات الى اهداف في كل المسابقات المحلية والدولية عبر السنوات الماضية. ويتصدر البرازيلي جونينيو قائمة احسن لاعبي العالم حالياً في هذا التخصص، وسجل 26 هدفاً في أربعة مواسم مع ناديه الفرنسي ليون في المسابقات المختلفة، ولم يخسر ليون بطولة الدوري منذ قدوم جونينيو في عام 2001، ونسبة احرازه للاهداف من الضربات الحرة من مسافة 25 متراً واقل تصل الى 50 في المئة، ولكن فرصته ستكون اقل في نهائيات"المونديال"، لانه لا يجد مكاناً اساسياً في منتخب بلاده، وغيابه لن يحرم البرازيل من المتخصصين، وهي الدولة الأغنى عالمياً بنجوم الركلات الحرة، ولديها اثنان من البارعين في التصويب القوي من مسافات بعيدة، وهما الظهير الايسر روبرتو كارلوس، وتجمع تسديداته بين القوة الهائلة والدوران الكامل، ولا ينسى أحد هدفه الاسطوري في مرمى الفرنسي فابيان بارتيز في دورة ودية في فرنسا عام 1997، ودارت الكرة حول حائط الدفاع الفرنسي بشكل لم يصدقه احد. ومع البرازيليين نجم آخر في التسديد القوي بعيد المدى وبالقدم اليسرى ايضاً، وهو مهاجم وهداف انترميلان الايطالي ادريانو، وعندما تقترب الكرة في الركلات الحرة من منطقة الجزاء يظهر رونالدينيو في دائرة الضوء، وهو المتخصص الاول مع ناديه الاسباني برشلونة، ولكنه لا يتقدم ابداً للتسديد اذا وجد جونينيو في الملعب. والانكليزي ديفيد بيكهام هو اللاعب الاشهر عالمياً في تسديد تلك الركلات، ويزيد عدد الاهداف التي احرزها في السنوات العشر الماضية عن اي معدل لأي لاعب آخر، وبينهم جونينيو الذي تفوق في الاعوام الاربعة الاخيرة. وهدف بيكهام من ركلة حرة في اليونان في الوقت بدل الضائع من تصفيات مونديال 2002 كان حاسماً في تأهل بلاده، وتجمع تسديدة بيكهام بين القوة والسرعة والدقة والمفاجأة، ولا يتمكن الحراس من منعها حتى ولو توقعوا اللعبة، وعلى غرار ألعاب بيكهام ظهر أخيراً عدد من النجوم الذين يسددون على الشاكلة نفسها، وابرزهم هداف فرنسا وارسنال الانكليزي تييري هنري. ولدى كابتن المانيا مايكل بالاك نسبة عالية من احراز الاهداف في هذا التخصص مع ناديه بايرن ميونيخ، وهو ما ينطبق على كابتن الارجنتين خوان ريكيلمي، ويتبادل الايطاليون كابتن المنتخب فرانشيسكو توتي، وهداف يونفتوس اليساندرو ديل بييرو، ولاعب وسط روما بيرلو التسديد في منتخبهم، والاخير هو الاكثر توفيقاً في الموسم الحالي، ولا يمكن تجاهل النجم الفرنسي زين الدين زيدان او المخضرم الهولندي فان هويدونك. ويعود تاريخ تلك الالعاب، وتحولها من مجرد مصادفة الى تخصص، الى البرازيليين في الخمسينات، واحرز قائدها في مونديالي 58 و1962 ديدي اكثر من 50 هدفاً في تلك الحقبة من الركلات الحرة، وهو اول لاعب يرتدي حذاءً خفيفاً ليتمكن من الحصول على أعلى درجة من الاحساس بالكرة عند التسديد، وهو اعتمد على تغيير طريقة التسديد بين داخل وخارج القدم لخداع حراس المرمى قبل ظهور الحائط الدفاعي الذي يقف بين الكرة والمرمى. ومع مرور الوقت قدم البرازيليون اكبر عدد من النجوم المتخصصين في احراز الاهداف من الركلات الحرة، وكان ابرزهم ريفيلينو في السبعينات، ولا تنسى جماهير السعودية اهدافه الممتعة عندما ارتدى قميص الهلال الازرق، وظهر بعده فالكاو وايدر وزيكو وريفالدو، وقدمت هولندا للعالم اثنين بين افضل المتخصصين وهما اري هان ورونالد كومان، ومعهما الالمانيون بونهوف ونيتزر وماتوس، والايطاليان فرانكو زولا وروبرتو باجيو، والفرنسيان بلاتيني وسوزيه، واليوغوسلافي ميهايلوفتيش، والبلغاري متويشكوف، والروماني جورج هاغي، والاوروغوياني الفارو ريكوبا.