رد الائتلاف الشيعي العراقي أمس على رفض السنة والأكراد ترشيحه رئيس الوزراء المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري للمنصب مجدداً، بمطالبة الكتل البرلمانية الاخرى بتقديم مرشحيها الى منصبي رئيس الجمهورية ومجلس النواب لدرسها، في حين أكد الجعفري تمسكه بترشيح نفسه. وعزت واشنطن التأخر في تشكيل حكومة عراقية دائمة الى"عدم وجود أي بديل واضح ومقبول"له. جاء ذلك في وقت أعلنت بغداد انها ستقاطع اجتماعاً في القاهرة تعقده اليوم اللجنة الوزارية العربية المكلفة متابعة قرارات قمة الخرطوم العربية الاخيرة حول العراق، احتجاجاً على تصريح الرئيس المصري حسني مبارك بأن الحرب الاهلية بدأت فعلاً وأن ولاء الشيعة العراقيين والعرب لايران وليس لدولهم. وأرجأت كتلة"الائتلاف"البت في مسألة مرشحها لرئاسة الوزراء الى اليوم. وأكد عضو المكتب السياسي ل"حزب الدعوة الاسلامية"علي الأديب المفاوض باسم الجعفري، ل"الحياة"، أن الهيئة السياسية العامة ل"الائتلاف"اتفقت على حل المشكلة بالتوافق بدلاً من اللجوء الى التصويت، كما حصل المرة السابقة، وعلى الدعوة الى اجتماع الهيئة العامة داخل"الائتلاف"للتشاور في شأن المرشح الجديد. وأوضح أن المرشح الجديد سيكون من"الائتلاف"ولن يسمح بإعادة ترشيح أسماء تسببت بانشقاق الكتلة الشيعية ومن بينها عادل عبد المهدي مرشح"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"، لافتاً الى أن"الدعوة"بزعامة الجعفري لا يشترط أن يكون المرشح الجديد من أعضائه. لكن عضو"الائتلاف"الشيخ خالد العطية كشف أن"المجلس الاعلى"ما زال"يطرح مرشحه عادل عبد المهدي"، في حين"قد يطرح حزب الدعوة مرشحاً آخر في حال التخلي عن مرشحه الحالي". وقال إن الهيئة السياسية لكتلة"الائتلاف"عقدت اجتماعاً أمس للبحث في مطالبة بعض الكتل بتغيير مرشحه لرئاسة الحكومة، وقررت اعتبار الجلسة مفتوحة حتى الأربعاء اليوم. وتنعقد في العاصمة المصرية اليوم، في غياب العراق، اللجنة الوزارية العربية المكلفة متابعة قرارات قمة السودان العربية حول العراق، بمشاركة وزراء خارجية كل من مصر والسعودية والبحرين والسودان والكويت، فيما لم تحدد الامارات والجزائر وسورية مستوى تمثيلها. وأكدت مصادر في الجامعة العربية ل"الحياة"أن أمينها العام عمرو موسى أجرى اتصالات مع الرئيس العراقي جلال طالباني والجعفري، ووزير الخارجية هوشيار زيباري لإقناعهم بالعدول عن قرار مقاطعة اللجنة، مشيرة إلى أنهم رحبوا بوساطته لكنهم لم يبلغوه تغييراً في الموقف العراقي. وقالت مصادر الجامعة العربية ان اللجنة ستبحث في"مخاطر الوضع الداخلي العراقي"وستطالب"كل العراقيين بالتوقف عن المشادات والعنف المتبادل درءاً للخطر الذي يخشى العالم العربي والاسلامي منه على العراق". وفي واشنطن، قال جيم جيفري، كبير مستشاري وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ومنسق شؤون العراق، إن العقدة الاساسية التي حالت دون تشكيل حكومة عراقية حتى الآن هي"غياب اي بديل واضح ومقبول"من رئيس الحكومة ابراهيم الجعفري الذي قال إنه لا يحظى بدعم ثلثي اعضاء مجلس النواب. ووصف جيفري رئيس الوزراء العراقي بأنه"رجل وطني لا يمثل مشكلة بالنسبة لنا وللمجتمع الدولي"، رافضا الاتهامات التي يتعرض لها الجعفري بأنه موال لإيران، خلافا لمقتدى الصدر الذي قال إن"له علاقات مع ايران تثير قلقنا". واوضح خلال لقاء صحافي محدود حضرته"الحياة"ان موقف الادارة هو التركيز على ضرورة الاسراع في تشكل حكومة ذات قاعدة تمثيلية واسعة تشمل مختلف القوى السياسية على الارض، مشيرا الى ان الدعوات لتنحية الجعفري جاءت بسبب عدم حصوله على اغلبية الثلثين اللازمة لحصول الحكومة على الثقة.