مفهوم"القراءة"مفهوم معاصر نسبياً، ذلك على رغم كل الإشارات السابقة إليه، والصفات المتعددة التي اقترنت به اصطلاحاً، ولكن شيوعه - بوصفه مفهوماً مركزياً فاعلاً، يجتذب الانتباه، ويثير الاختلاف - قريب العهد، سواء في اقترانه بفاعلية القارئ في إعادة إنتاج النص من ناحية، أو الدخول معه في علاقة تفاعل متغايرة الخواص من ناحية موازية. ولا يزال المفهوم يتحرك في هذا المدار المفتوح الذي يؤكد حرية"القراءة"وأفقها الذي لا سقف له، خصوصاً بعد التأثير العاصف الذي تركته فلسفة التفكيك النقضية التي قادها جاك دريدا 1930 - 2004 وتيارات ما بعد البنيوية التي انقلبت عليها، واتسعت بآفاقها، وذلك ابتداء من مقالة - بيان رولان بارت 1915 - 1980 عن"موت المؤلف"وإعلانه الصاخب - في وقته - أن موت المؤلف يعني حياة القارئ. وهو الأمر الذي أعطى الحرية كاملة للناقد في عمليات التفسير والتأويل، ومنح حق الوجود حتى لما أطلق عليه بعض المتحمسين للتفكيك اسم"إساءة القراءة"misreading التي غدت لها أهميتها في مدى صعود فاعلية القارئ، في مقابل أفول الكاتب وتشظىَ حضوره الذي لم يخل من صفات لاهوتية ميتافيزيقية. وكان ذلك بعد أن تحولت الكتابة - في الوعي ما بعد البنيوي وما بعد الحداثي على السواء - إلى شبكة لا نهائية من المتناصات التي جعلت من الكاتب وسيطاً سلبياً بمعنى من المعاني، وعنصراً محايداً بمعنى مواز، تتلاقى من خلاله النصوص التي لا نهاية لها أو حدّ، فتعيد تشكيل نفسها في كل فعل من أفعال التلقي، وذلك بما يجعل من"مقصد"الكاتب بمعناه القديم محض وهم أو سراب، ويجعل من القراءة فعلاً خلاقاً لإعادة إنتاج دلالات ومعاني النص، وذلك في كل فعل من أفعال القراءة التي غدت فعلاً من أفعال التناص بأكثر من معنى. وعندما نتحدث عن التناص، في هذا السياق، المتمرد على ثنائية"المعنى"الوحيد وپ"الدلالة"المتعددة، أو"المقصد"الثابت وپ"الدلالات"المتغايرة، فإننا ننتقل من الاهتمام بالكاتب والعمل إلى الاهتمام بالكتابة والقراءة، وذلك في السياق الذي استبدل آليات القراءة وأفقها المفتوح بمقاصد الكاتب ومعانيه الثابتة، فيما زعم أمثال هيرش، وهو الأمر الذي لا يزال يعني الانتقال من المؤلف بوصفه المصدر الأعلى الأوحد للعمل إلى القارئ بوصفه العامل الأفعل في الشبكة اللانهائية من استراتيجيات القراءة التي أصبحت أنشطة متحررة من القيود الوضعية، منطوية على استقلالها الذي لا يؤرق نفسه بمقصد الكاتب الذي ينفصل، بدوره، عن عمله أثناء إنتاجه، ويغدو نقطة تجمع لمتناصات لا حدّ لها، تنقل معنى الفاعلية منه إلى القارئ، في العملية التي لا تتوقف في كل فعل من أفعال القراءة، ولا تكف عن التجدد والتحول والإضافة الكمية والكيفية، وذلك بما يؤكد الحضور القرائي للقارئ لا الحضور النصي للكاتب الذي يتحول إلى شبح رهيف الحضور، أو إلى"أطياف"إذا استخدمنا مصطلح دريدا في كتابه الشهير عن ماركس. ويعني ذلك - عند رولان بارت ما بعد البنيويّ - أن المؤلف لا يوجد في النص بالمعنى الأنطولوجى لأن الموجود هو اللغة - الفضاء لا الكائن الذي اتسم بسمات الخالق. وكان مالارميه 1842-1898 أول من تنبأ بضرورة إحلال اللغة ذاتها محل المؤلف الذي كان لا يزال، إلى ذلك العهد، مالكاً لها، ومنشئاً لأعمالها، وهو لم يكن كذلك بالقطع، فاللغة هي التي تتكلم وليس المؤلف فيما يقول بارت الذي يمضى في اندفاعته الحماسية قائلاً: أن أكتب معناه أن أبلّغ من طريق محو أولي شخصي. هذا المحو هو ما ينبغي تمييزه عن الموضوعية التي كان يقول بها كتاب القصة الواقعية، وهو النقطة التي لا تعمل فيها إلا اللغة"الذات"التي يؤدي حضورها إلى خلخلة المكانة التقليدية التي كانت للمؤلف، الخالق، الصانع الأوحد لعمله، حيث تحل محله في المكانة، والرتبة، والقيمة، اللغة بوصفها منظومة مفتوحة على منظومات، متفاعلة ومتصارعة مع غيرها من الأنظمة، وذلك بما يجعلها منطوية، دائماً، على إمكانات الخروج المباغت على المعاني المتوقعة، وقرينة الإحباط المستمر للتوقعات الدلالية التي يسبق بها القراء نهايات الأعمال كما يسبق العارفون بالشعر العربي - في أدنى درجات القيمة فيه - ابتداءات البيت إلى نهاياتها، فيسبقون كلمة القافية بلفظها المتوقع. وكما أنه لا شيء من ذلك في الموسيقى الحديثة التي تنبني على إحباط التوقع أكثر من إشباعه، فلا شيء بالقدر نفسه في لغة النص الذي ليس بحال من الأحوال وصف كلمات لا يتولد عنها سوى معنى واحد، أو وحيد، فلا مجال للوحدانية في هذا المدى الذي يرفض حال وجود المؤلف الذي لا شريك له في صنع نصه، فالنص ليس رسالة هذا الواحد المفرد وإنما هو رسالة الجمع في صيغة مفرد مجازي، إذا استخدمنا بعض لغة أدونيس، فهو فضاء مفتوح وليس أثراً منتهياً أو عملاً منجزاً، فضاء لا حدود لأبعاده، أو تصارعاته، أو علاقاته المتعارضة مع أسلافه من النصوص التي ينطوي عليها ويعيد إنتاجها. هكذا، يغدو النص مجرة متعددة الأبعاد، تتمازج فيها، وتتعارض داخلها، كتابات لا أول لها ولا آخر، من غير أن يكون فيها ما هو أكثر من غيره أصالة أو تميزاً أو قيمة، فمجرة النص نسيج لا ينتهي نسجه أو يكتمل، مثل ثوب عرس بنيلوبي الشهير في"الأوديسا"، ذلك لأنه ينحل باستمرار، ولكن في شبكة من الاقتباسات المتكافئة التي تنحدر من منابع ثقافية متعددة. وكاتبه لا يملك سوى أن يحاكي - بمعنى من المعاني - ما هو متقدم عليه، وسابق له، من دون أن تكون كتابته أصلية على الإطلاق، فالأصلية - من حيث هي صفة - تعني الابتداء، والكتابة فعل لا يعرف هذه الصفة، فالمؤلف ينطوي على صفات"الناسخ"الذي لا يكف عن النسخ، لكنه مع كل فعل من أفعال هذا النسخ يعيد إنتاج المنسوخ في نصوص هي، في ذاتها، شبكة من العلامات التي تومئ إلى علامات أخرى غيرها إلى ما لا نهاية، ولذلك فالنص"محاكاة ضائعة"لا تتوقف عن العودة إلى الوراء. أما القارئ فهو الفاعل الذي ترتسم فيه كل الاقتباسات التي تتألف منها الكتابة من دون أن يضيع أي منها ويلحقه التلف، فليست وحدة النص في منبعه وأصله الذي هو شبكات هائلة من النصوص التي يعاد صنعها أو نسخها، وإنما وحدة النص في اتجاهاته التي تتعدد، ويمكن أن تتنوع إلى ما لا نهاية. وكل ذلك متعلق بالقارئ الذي يناط به حل شفرات هذه"المحاكاة الضائعة"، التي تردد أصداء غيرها الذي لا يكف عن التجاوب في وعي - أو لا وعي - القارئ أثناء فعل القراءة. خصوصاً حين يوازي وعي - أو لا وعي - القارئ النص في حرية علاقاته التي لا تنغلق في مدار بعينه، بل تظل محافظة على إمكانات إنتاجها وإعادة إنتاجها بلا توقف، فتقود إلى ما قبلها، وما حولها، وما بعدها. ويلزم عن ذلك أنه لا سبيل إلى معالجة النص بوصفه شيئاً يتبعض، أو ينتهي إلى حد، أو يقبل الاختزال في صفة واحدة، أو يتجزأ أو يسكن هامداً، ثابتاً، في تصنيفات مانعة جامعة جامدة، فالنص، دائماً، كما يقول بارت ما بعد البنيوي، يوجد على حدود قواعد الكلام من معقولية وقابلية للقراءة، ومن ثم يضع نفسه وراء حدود الرأي السائد وضدها، فهو بدعة وخروج على الآراء السائدة والأحكام المسبقة. وحال وجوده قرين مراح دواله الحائمة التي لا تكف عن إرجاء المعاني، وتحويل مدلولاتها إلى دوال تواصل انطلاق التحليق ذاته في مدى الوعي القرائي، ذلك الوعي الذي يتلقى النص بوصفه بنية حقاً، ولكنها بنية مفتوحة بلا مركز، لا تعرف الثبات، ولا الواحدية، وإنما التعدد والانفتاح والمجازية التي لا تكف عن الاختلاف والالتباس وإرجاء ما يمكن أن يؤدي إليه مراح الدوال. وإذا كان النص لا يوجد إلا في اختلاف وصراع عناصره، فإنه يتأبى على القراءة الواحدة، ويظل غاوياً مغوياً بتعدد القراءة إلى ما لا نهاية، كاشفاً في كل مرة عن إمكانات جديدة للكشف عن ما يظل، دائماً، في حاجة إلى الكشف. ولذلك فالخطاب حول النص لا يمكن إلا أن يكون هو نفسه نصاً في ما يقول رولان بارت المؤمن بلذة النص، وذلك في السياق الذي يجعل من كل قراءة للنص نصاً موازياً، يؤدي دور مرآة سحرية، ترينا في الأصل ما لا نراه، وتلفتنا إلى حضورها الموازي بقدر ما تلفتنا إلى حضور أصلها الذي يتحول على صفحتها التي يمكن أن تشدنا إليها، وتدخلنا - عبرها - إلى عوالم لم نكن على علم بوجودها. ويحدث ذلك ما ظل النص هو مدى الفاعلية والتفاعل الذي لا يدع أي لغة بمعزل عنه أو خارجه، ولا أي فاعل في عملية التعبير موضع سلطة عليه أو على غيره من النصوص التي لا تعرف سوى النصوص المجانسة لطبيعتها، والمدركة لحال وجودها من حيث هي نصوص بلا أب تنسب إليه، أو كاتب واحد تختزل فيه، فقيام التناص يلغي معنى الأبوة أو الولاية لمصدر واحد، ويحل محلها الاندماج الفاعل في حركة العلاقات التي تفضي إلى شبكات لانهائية من فاعلية النصوص التي لا تتوقف تجاوباتها في وعي القارئ أو لا وعيه. هكذا، يغدو فعل الكتابة"محاكاة ضائعة"لا تنفك ترجع القهقرى لو استخدمنا عبارة بارت. ولكن بالمعنى الذي يتسع بدلالات الضياع الملتبسة، فيبسطها على الماضي والحاضر والمستقبل، ويصلها بكل ما قبلها، في الوقت الذي يصلها بما حولها في زمن كتابتها، وبما بعدها في المستقبل الذي لا يخلو من تجاوبات ممكنة أو توازيات محتملة لهذه المحاكاة الضائعة. والنتيجة هي ما نجد بعضه في ما كتبه لورنس داريل 1912-1990 في مستهل الجزء الثاني من"رباعية الإسكندرية"واصفاً كتابته بقوله:"كل الكتابة اقتبستها عن الأحياء والأموات، حتى غدوت أنا نفسي حاشية فوق رسالة لم تنته أبداً". وهو قول يكتمل بأن نضيف إلى عبارة"لم تنته أبداً"عبارة"ولن تنتهى أبداً"، فالرسالة المقصود بها فعل الكتابة رسالة مفتوحة على كل الأزمنة، تجذب إليها - كأحجار المغناطيس - كل ما يتجانس معها، أو تتجانس معه، قبل وأثناء وبعد كتابتها، فتنطوي على احتمالات المعاودة بالمعنى الذي قصد إليه موريس بلانشو 1907 - 2003 في تأكيده"أن الكاتب لا يعرف أبداً ما إذا كان العمل قد تم، فما أتمه في كتاب يبدأه من جديد في كتاب آخر، أو يدمره". وفعل الإتمام كفعل التدمير في هذا السياق، كلاهما ينطوي على دال النص المفتوح على كل الاحتمالات، ابتداء من فعل الكتابة الذي لا تمام له، وانتهاء بفعل القراءة الذي لا حد لحرية القارئ فيه. أقصد إلى تلك الحرية التي لا يكف معها القارئ عن إشعال شرارة التناص، واعياً أو غير واع، فتتحرك تجاوبات التناص، هازئة من أي مدار مغلق. ولا معنى - والأمر كذلك - في القول بأن الكاتب قصد إلى ذلك أو لم يقصد، فمثل هذا السؤال لا محل له من الإعراب في المفاهيم ما بعد الحداثية، أو ما بعد البنيوية، أو التفكيكية، للقراءة. وهي مفاهيم تؤكد، ضمناً أو صراحة، ما يقوله دريدا من أن الكاتب حين يكتب ينتج علامة، تؤسس نوعاً من الآلية الإنتاجية المستقلة التي لا يمنعها غيابه عن أداء وظيفتها بأن تمنح نفسها للقراءة وإعادة الكتابة على السواء، فشرط الكتابة هو أن"تفعل"وأن تستمر في الفعل، حتى لو كان ما نسميه المؤلف غائباً، أو لم يعد يدعم ما كتبه، وما يبدو أنه إرشاد لقارئه. إن هذا الإرشاد لا وجود له، فقراءة الكاتب لعمله، بعد كتابته، هي معنى يضاف إلى المعاني اللانهائية التي ينتجها القراء، وذلك على أساس أنه لا ميزة للكاتب على القارئ في الرتبة بالقياس إلى معنى الكتابة، أولاً: لأن الكاتب يفقد سلطته على عمله فور الانتهاء منه، وثانياً: لأن هذه السلطة مشكوك فيها منذ البداية، وثالثاً: لأن أي محاباة للكاتب في ترجيح أحد التفسيرات هو عودة إلى مركزية العلة، أو أحادية الأصل التي دمرها أمثال رولان بارت ودريدا تدميراً، وهجرها النقد ما بعد الحداثي في مدى تأكيده دور القارئ الذي جاء على حساب موت المؤلف. ولا غرابة - والأمر كذلك - في أن يهتم هذا النقد بإنطاق المسكوت عنه، واكتشاف علاقات الغياب المراوغة التي تنطقها ثغرات النص، ويبين عنها صمته، وذلك على نحو يظهر"البصيرة"في"العمى"لو استخدمنا مصطلحات بول دي مان 1919 - 1983 في كتابه الذي أصدره في آخر عام في حياته، والذي يؤكد قدرة القراءة على الوصول إلى ما يبطنه النص، بل ما يتناقض مع ما يعلنه، تماماً كالأنساق التي تبدو مكتملة في أعمال كبار المبدعين من النقاد والأدباء، ولكنها - بالقراءة الفاحصة التي تسلم نفسها إلى مراح الدوال وقرائن الإرجاء - يمكن أن تكشف عن نقيض المعلن في الأنساق التي تغدو قرينة العمى، مبرزة، نقائضها المضمرة فيها، حيث البصيرة التي تزيد النصوص ثراء، وتكشف أن نصوص الإبداع الأدبي كنصوص النقد الأدبي هي كتابة ضد الإيديولوجيا، وضد نفسها عندما تستسلم إلى الأنساق التي لا تخلو من إيديولوجيا. وقد يلجأ الناقد الماكر - في سياقات هذا المنظور - إلى البدء بمصطلحات أو مفاهيم مألوفة في المدارس السابقة عليه، كالشعرية التي تنتسب إلى البنيوية، انتساب النظرة السينكرونية إلى نصوص المؤلف الواحد، من حيث هي نصوص موجودة في الآن، بعيداً من دلالات التعاقب أو التتابع التاريخي الدياكروني ولكن بما يجاوز هذه المفاهيم، ويدخلها في سياقات جديدة، تتفاعل وإياها، بما يحبط التوقعات التي ترهص بها العلامات الاستهلالية، وذلك في انتقالات مفاجئة مربكة في غير حالة، تمضيى من نقيض إلى نقيض، أو تهدف حتى إلى نقض المفاهيم التي يحتاج بعض السابق منها إلى خلخلة، أو تفكيك، يفتحها على المرجئات التي يمكن أن تنقلب بالمفاهيم المعلنة إلى نقائضها، وذلك على نحو ما فعل دريدا مع مفهوم"البنية"المنتسب إلى دي سوسير في دراسته الشهيرة عن"البنية واللعب والعلامة في خطاب العلوم الإنسانية". ولا يفارق هذا النوع من المراوغات القرائية - إذا جاز استخدام هذه الصفة - عملية النقض المتعمد للمفاهيم التقليدية بعناصرها التي تذهب بدداً، خصوصاً حين يغدو الحديث التقليدي عن تناسق الفصول، أو البناء المنطقي المغلق للأقسام أو الفصول، في البحث النقدي أو الكتاب المؤلف، نوعاً من تجاهل فاعلية القراءة ما بعد الحداثية التي تدخل إلى فضاء النص المفتوح من أية زاوية من زواياه، ولا تتردد في معاودة النظر في اتجاه الزاوية نفسها من منظور مغاير، ما ظلت معاودة النظر قرينة نوع مضاف من التبصر، أو إمكان تقديم منظور مواز في جماع المنظورات المتفاعلة والمتداخلة دلالياً، لا المتمايزة المنفصلة المستقلة منطقياً. وأحسب أن هذه الخاصية هي واحدة من أهم أسباب صعوبة فهم النقد ما بعد البنيوي وما بعد الحداثي على القارئ الذي ليس معتاداً عليه، ولم يتمكن، بعد، من فك شفرات هذا النقد الذي لا يسلم دواله ولا مدلولاته إلى قارئ كسول، قانع بما هو فيه، مكتف بما يعرفه، نافر من خوض تجارب مغايرة في الفهم والتعلم، فينتهي به الأمر إلى صرخة تشبه صرخة طه حسين عندما وصف نقد الشباب المحدث الذين تمردوا عليه - أمثال محمود أمين العالم وعبدالعظيم رمضان في منتصف خمسينات القرن الماضي - بأنه كلام"يوناني لا يقرأ".