تواصلت في بغداد امس المشاورات السياسية بين الأطراف العراقية واهمها الاجتماع الموسع الذي عقده"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعي لاختيار رئيس الحكومة العراقية من بين مرشحيه الأربعة، ابراهيم الجعفري وعادل عبد المهدي ونديم الجابري وحسين الشهرستاني، وصاحبته تسريبات لم يتم التأكد من صحتها تفيد بتنازل رئيس الوزراء الحالي ابراهيم الجعفري عن رئاسة الوزراء مقابل ترؤسه كتلة"الائتلاف"فيما أفاد قيادي كردي ان مفاوضات تشكيل الحكومة تصطدم بتحديد مفاهيم"الارهاب والمقاومة واجتثاث البعث والتعامل مع القوات متعددة الجنسية". وذكرت مصادر مقربة من"الائتلاف"ان الجعفري وافق على التنازل عن رئاسة الحكومة لصالح عبد المهدي مقابل رئاسته"الائتلاف"الأمر الذي يعني تخلي رئيس"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"عبد العزيز الحكيم عن رئاسة الكتلة الأكبر في البرلمان. ونقلت وكالة الانباء الكويتية كونا عن عبد الكريم العنزي وزير الدولة لشؤون الامن الوطني والقيادي في"الائتلاف"ان الهيئة العامة ل"الائتلاف"وضعت آلية لحسم اختيار رئيس الوزراء عبر الانتخاب، موضحاً ان"التوافق قد يكون صعباً في المرحلة الراهنة". واكد انه"على مرشح الائتلاف الالتزام ببرنامج الائتلاف السياسي والاقتصادي"مضيفا"نحن نؤمن بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تأخذ بعين الاعتبار الاستحقاق الانتخابي". في غضون ذلك، تتواصل المناورات السياسية والتسريبات الصحافية عن وجود اتصالات وتحالفات جديدة بين القوى السياسية. ونفى النائب عباس البياتي من قائمة"الائتلاف الموحد"وجود اتصالات سرية بين"الائتلاف"و"القائمة العراقية"التي يرأسها اياد علاوي لاستمالتها في دعم احد مرشحي"الائتلاف"لمنصب رئاسة الوزراء، موضحاً ان"مسألة ترشيح رئيس الحكومة شأن داخلي ستحدده الكتلة من دون تدخل الآخرين". ولفت النائب في"الائتلاف"جلال الصغير الى ان"التصريحات التي يطلقها بعض السياسيين في شأن تشكيل حكومة وحدة وطنية يراد منها الاتجاه نحو المحاصصة الطائفية ورفض مبدأ الاستحقاق الانتخابي"مشيراً الى ان"ما يجري وراء الكواليس هو خلاف تلك التصريحات. والحقيقة ان هناك اصراراً على الطائفية". الى ذلك، أعلن عضو"القائمة العراقية"راسم العوادي ان"حكومة الوحدة الوطنية شعار مركزي لنا ... ولا يهمنا عدد الوزارات التي سنحصل عليها بقدر ما تهمنا الصيغة الاستراتيجية والبرنامج الواضح"، مشيراً الى وجود حوارات واتصالات مع كتل برلمانية سيعلن عنها حال استكمالها. وافاد محمود عثمان القيادي الكردي ان المشكلة التي تعترض طريق المشاورات بين"الائتلاف"الشيعي من جهة و"جبهة التوافق"و"مجلس الحوار"من جهة ثانية"تتمحور حول تحديد مفاهيم الارهاب والمقاومة واجتثاث البعث وتوضيح ماهية مطلب تعديل الدستور والتعامل مع القوات المتعددة الجنسية"وأضاف ان"التحالف الكردستاني"يلعب دوراً في تقريب وجهات النظر بين هذه الكتل، لافتا الى"وجود مصلحة اميركية استراتيجية في تحقيق مشاركة سنية قوية في العملية السياسية لاعتقادهم الأميركيين بان ذلك يؤدي الى اضعاف القوى المتطرفة اضافة الى تحسين صورتهم بانتهاج سياسة جديدة في العراق ترضي الرأي العام"، وكشف ان"الاميركيين قلقون"من سيطرة"الائتلاف"الشيعي على الحكومة مجدداً في وقت لا يمكنهم تجاهل العملية الانتخابية وسيسعون الى ضمان عدم تبلور حكومة دينية". ونفى القيادي في"الحزب الاسلامي"نصير العاني ما اشيع عن مطالبة"جبهة التوافق"بحقيبتي الدفاع والداخلية شرطاً للمشاركة في الحكومة المقبلة.