حاولت طهران استباق أي قرار يصدر عن اجتماعي وزراء خارجية الدول الكبرى في لندن ووزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسيل، بإرسال وفد يرأسه مسؤول العلاقات الدولية في مجلس الأمن القومي الإيراني جواد واعظي، حاملاً ورقة رأت فيها حلاً لأزمة ملفها النووي. لكن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أعلنت قبل انضمامها في لندن إلى الأعضاء الآخرين ممثلي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالاضافة الى المانيا، أن تجاوب إيران مع جهود الغرب في سبيل التفاوض"ليس مرضياً تماماً"، وأكدت أن"المجتمع الدولي اتفق على وجوب أن لا تمتلك إيران سلاحاً نووياً"، مطالبة الجمهورية الإسلامية ب"تعليق نشاطاتها النووية والعودة الى طاولة المفاوضات". وعبّر وزراء الاتحاد الاوروبي المجتمعون في بلجيكا عن"قلق شديد إزاء إزالة إيران الأختام عن المنشآت النووية"وطالبوها بإعادتها. واعتبروا في بيان ان النزاع"ليس بين إيران والاتحاد الأوروبي، بل بين إيران والمجموعة الدولية". راجع ص 7 وقالت وزيرة الخارجية النمسوية أورسولا بلاسينيك التي ترأس بلادها الدورة الحالية للاتحاد إن الدول الأوروبية تنسق مواقفها مع الأطراف الأخرى، تمهيداً لاجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا في 2 شباط فبراير المقبل. وأكد البيان الأوروبي"اقتناع الاتحاد بإمكان حل النزاع بوسائل المفاوضات"، مشدداً على ان الحل"يقتضي التعاون والشفافية من حكومة إيران في تعاونها مع الوكالة الدولية والعودة عن نشاطات تخصيب اليورانيوم"، لافتاً إلى أن"تدخل مجلس الأمن لا ينهي مسؤوليات الوكالة، بل العكس". وفي ختام لقاء الوفد الإيراني مع الأوروبيين في بروكسيل على هامش لقاء الوزراء ال25، رأى الديبلوماسي البريطاني جون سوريز أن طهران لم تقدم اقتراحات كبيرة خلال اللقاء. وقال عقب لقائه جواد واعظي:"لم نسمع شيئاً جديداً لم نسمعه بالفعل، وسننقل المعلومات إلى وزراء خارجيتنا، وسيتخذون قراراً نهائياً في ما إذا كان هذا الأمر سينتهي في مجلس الأمن". لكن واعظي اعتبر المحادثات"إيجابية جداً"لافتاً الى انه سيجرى الترتيب لمزيد من المحادثات. وأبلغت مصادر"الحياة"أن الفريق الإيراني حمل معه ورقة لحل الأزمة تتضمن: 1- تقديم ضمانات بأن لا يتجاوز مستوى تخصيب اليورانيوم الذي بدأت به طهران لأهداف علمية درجة 3.5 في المئة الذي تحتاجه عملية إنتاج الوقود النووي. 2- الموافقة على الاقتراح الروسي بالتخصيب على الأراضي الروسية بمشاركة علماء وخبراء إيرانيين، على أن تدخل الصين كشريك ثالث في العملية. 3- وضع جدول زمني لعملية التخصيب خارج إيران، مع ضمان أن تنتقل في مدة لا تتعدى سنتين إلى إيران، في إطار"حقها"في امتلاك دورة الوقود النووي، بعدما تكون وفرت الأساس لتبديد المخاوف الغربية. 4- في حال لم يسمح لإيران بعد انقضاء المدة المحددة بالتخصيب على أراضيها، تستأنف نشاطاتها في التخصيب الصناعي. وأعلن الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين الهام أن بلاده لا تزال مصرة على تخصيب اليورانيوم على أراضيها، لكنها مستعدة للتفاوض مع موسكو حول التسوية الروسية. ونقلت عنه صحيفة"ذي دايلي تلغراف"أن بلاده شكّلت فريقاً سرياً من الاختصاصيين النوويين لاختراق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، يديره حسين افاريده الرئيس السابق للجنة الطاقة في البرلمان الإيراني. في غضون ذلك، أفاد مسؤولون هنود أن نيودلهي تعتزم الامتناع عن التصويت في شأن برنامج إيران النووي خلال اجتماع الوكالة الدولية، بعد ضغوط اميركية، فيما شددت جنوب أفريقيا وماليزيا وكوبا على حق إيران"الكامل"في تطوير تكنولوجيا نووية"لأغراض سلمية". على صعيد آخر، أعلن مساعد حاكم الأهواز عبد الرحيم فضيلت بور اعتقال 50 مشتبهاً بهم في حادثي التفجير اللذين شهدتهما مدينة الأهواز جنوبإيران، الأسبوع الماضي. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن بور ان هناك معلومات في شأن مسببي الحادثين، مشيراً إلى مجموعات مختلفة أعلنت مسؤوليتها عن التفجيرين.