ما هو المنتخب الاول لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2006 في المانيا؟ سؤال لا يعرف أحد إجابته، والتوقعات المبدئية بين الخبراء والنجوم، تعطي البرازيل المساحة الكبرى في الترشيحات، وهو الأمر الذي أقلق المسؤولين واللاعبين في منتخب الساليساو حامل اللقب. المدير الفني للبرازيل كارلوس البرتو باريرا هو الأكثر قلقاً في مواجهة الترشيحات، ويرى ان البطولة مفتوحة أمام المنتخبات القوية من أوروبا واميركا الجنوبية من دون تفضيل، وكأس العالم لا تميل ابداً للمرشح الاول، بدليل سقوط أحسن تشكيلة برازيلية في عصر زيكو وسقراط وفالكاو، مع المدرب العبقري تيلي سانتانا في اسبانيا عام 1982. ويتفق لاعب وسط المنتخب البرازيلي ونادي يوفنتوس الايطالي ايمرسون مع باريرا، ولا يميل ابداً لتلك الترشيحات، ويراها غير صحيحة وغير ايجابية، وكرة القدم لعبة صعبة وشاقة، وتحتاج جهداً وتوفيقاً كبيرين، والترشيح لا يعتبر لقباً ولا ميزة، بل العكس صحيح، لأنه يضع ضغوطاً هائلة على اللاعبين، والفريق المرشح أو الأقوى هو الذي يفوز بالمباريات، ولكن البرازيل لم تحرز نصراً واحداً حتى الآن، ويتفق الهداف الأول لكأس العالم الأخيرة 2002 والأول للبرازيل في تاريخها في"المونديال"مع بيليه برصيد 12 هدفًا، نجم ريال مدريد الاسباني رونالدو، مع ايمرسون تماماً في أن الترشيحات المكثفة للبرازيل لإحراز اللقب تزيد من الضغوط على كاهل اللاعبين، وهو عنصر تظهر سلبيته ضد المنتخب، ولا يدركه إلا من عاش الضغوط الصعبة في عالم الرياضة، سواء خارج الملعب أو داخله، ويشير رونالدو الى أنه يتعرض منذ كان عمره 17 عاماً لكل أنواع الضغوط، عبر مشوار طويل من كأس العالم 1994، ومع أندية ايندهوفن الهولندي، وبرشلونة الاسباني، وانترميلان الايطالي، وريال مدريد الإسباني. الأمور في المنتخب البرازيلي ليست سلبية في مواجهة الترشيحات والضغوط، أو النقد العنيف الموجه ضد اللاعبين، وعلى رأسهم رونالدو، او الغياب وهبوط المستوى الذي لاحق عدداً من اللاعبين، أمثال كافو وروبرتو كارلوس. الايجابيات في منتخب البرازيل كثيرة، وعلى رأسها وجود نجمها رونالدينيو في سماء كرة القدم، وهو اللاعب الفائز بكل الألقاب الكبرى في عام 2005، لأحسن لاعب في"الفيفا"، وأحسن لاعب في أوروبا لپ"فرانس فوتبول"، وفي معظم الاستفتاءات العالمية. وعنه يقول هداف"مونديال"1986 الانكليزي غاري لينيكر:"إنه اللاعب الذي يجمع الأداء الفعال واللعب الممتع، وهو نموذج للهداف القدير في استغلال الفرص، وكذلك صانع الألعاب الأول عالمياً، وهو الملك الثالث لكرة القدم بعد بيليه ومارادونا". ويتفق معه تمامًا ايمرسون بقوله:"إن رونالدينيو يعيش في السماء السابعة بين لاعبي كرة القدم، لأنه مصدر الإلهام لزملائه، والسعادة للجماهير على اختلاف الوانها، وهو يجمع بين أعلى قدر من المهارات الفردية، وتحمل المسؤولية عن أي فريق يتولى اللعب معه، وهو يدرك بذكاء الفارق بين إمتاع الجماهير والتسلية الشخصية التي تدمر صاحبها وفريقه". وعن رونالدينيو يتكلم كارلوس باريرا قائلاً:"إنه مفتاح مهم لأي فريق، اذا كان لائقاً ومزاجه جيداً، وهو لاعب تكتيكي نموذجي، لقدرته على التحرك الايجابي في اكثر من مكان في الملعب، وشاهدنا فاعليته مع المنتخب البرازيلي في كأس القارات، التي توج أبطال العالم بكأسها بجدارة في المانيا". ويأتي الهداف رونالدو على رأس نقاط القوة ايضاً في منتخب البرازيل في كأس العالم، ويتحدث عنه هذه المرة رونالدينيو، مؤكداً أنه سيكون أحسن لاعب في"مونديال"2006، وان رونالدو هو المثل الأعلى لكل لاعبي البرازيل، والنموذج الأنجح لكل المواطنين، وهو متأهب لتقديم أحسن دورة في تاريخه، وسيكون في قمة مستواه ويقود البرازيل الى الكأس السادسة. ويكرر كارلوس باريرا في حديثه مع الموقع الالكتروني لأسطورة الكرة بيليه، ما قاله رونالدينيو عن رونالدو، مشيراً الى أنه سيقدم أحسن"مونديال"له، وسيكون العمود الفقري لطموحات وتشكيلة وانتصارات المنتخب في المانيا، وان رونالدو يتألق بشكل لافت في البطولات الكبرى والمباريات الصعبة. ورفض باريرا حملة النقد الشديدة التي تعرض لها رونالدو أخيراً - وشملت نقداً من بيليه، والفرنسي ميشيل بلاتيني - حول زيادة وزنه، أو تقدمه في السن، أو نقص لياقته البدنية، وقلة اهتمامه ودوافعه في المباريات، أو إقحام مشكلاته الشخصية، وقال باريرا إن رونالدو انسان رائع ومسؤول، ويعرف جيداً الفصل بين أموره العائلية ووظائفه كلاعب محترف، ويزيد من فرص تألقه أنه صاحب خبرة عملاقة، ولديه موهبة القيادة وجمع زملائه حوله، وهو من أكثر اللاعبين امتلاكاً للدوافع العامة والخاصة في"المونديال"، ومن المهم ألا ننسى انه بصدد تحقيق رقمين قياسيين جديدين لأكبر عدد من الاهداف لأي لاعب في تاريخ"المونديال"، فرصيده الحالي 12 هدفًا، والرصيد القياسي للالماني غيرد مولر 14 هدفًا منذ عام 1974، والفوز يضع رونالدو على قدم المساواة مع بيليه في الفوز بالميدالية الذهبية لكأس العالم 3 مرات، وأحرزها بيليه اعوام 58 و62 و1970، بينما نالها رونالدو عامي 1994 و2002. وفي رده على الاتهامات الموجهة اليه، تحدث رونالدو بلهجة بالغة العنف الى صحيفة"اوغالوبو"البرازيلية، قائلاً إنه سيغلق كل الأفواه التي هاجمته عن طريق الاستعداد الجيد، وأنه لا يعبأ كثيراً بالنقد الذي لا يحترم كل الأطراف، وعلى رغم شعوره بالضيق من وجود نقد من نجمين كبيرين مثل بيليه وبلاتيني، إلا أن الإحباط الذي أصابه بعد كلمات بيليه كان الأكبر، ولم يكن بيليه موفقاً في الحديث عن المشكلات الشخصية للاعب كرة، لا سيما أنه يعاني ايضاً من بعض المشكلات العائلية، واذا كانت اتهامات بلاتيني بزيادة الوزن غير صحيحة وفقاً للارقام، إلا أن المسألة يمكن أن تذهب الى زوايا سلبية مثل الغيرة.