استعرض قادة الكتل السياسية الرئيسية الفائزة في الانتخابات في اجتماع مشترك، تم في مكتب رئيس الجمهورية جلال طالباني، تشكيل الحكومة الجديدة في ضوء الأوضاع السائدة في البلاد. واكد القيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية عمار الحكيم ل"الحياة"ان الاحد المقبل"سيكون حاسماً لاختيار رئيس الوزراء بالتوافق"و"الا سيتم اللجوء إلى التصويت". وفي مؤتمر صحافي عقد بعد الاجتماع أعرب الجميع عن"الامل بالوصول الى اتفاق يتناول الوحدة الوطنية من خلال حكومة تمثل الأطياف العراقية"ودافع طارق الهاشمي، الأمين العام للحزب الاسلامي، عن تهديد لائحة جبهة التوافق، التي يتزعمها، بعصيان مدني وإضراب عام وقال ان"خطاب جبهة التوافق امس لم يميز بين الطوائف واننا نرى واجب الحفاظ على ارواح المواطنين وتحديد مسؤولية وزارة الداخلية عن ذلك". وتمنى رئيس الوزراء المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري ان تكون المرحلة المقبلة مرحلة مشاركة واسعة ووصف هواجس ومخاوف الهاشمي بأنها"مشروعة"وقال ان الحكومة"تحترم وجهات نظر القوى التي تنتقدها"واشار الى ان الاتهامات لدى بعضهم تعبر عن مخاوف مشتركة و"لدينا متابعات لمثل هذه الاتهامات". واكد انه لا يوجد شيء يعلو فوق القانون ودعا الى توحيد الصف واحترام نتائج الانتخابات وعدم السماح بالإساءة الى أي من مناطق العراق. مشيراً الى ان عدونا مشترك ويجب ان يكون الرد مشتركاً أيضاً. وعن منصب وزير الداخلية ذكر انه"كان توافقياً بيننا وبين التحالف الكردستاني وتمت مساءلة وزير الداخلية عن الشكاوى التي وردت في شأن تجاوزات". من جهته طالب خلف العليان رئاسة الوزراء إصدار بيان تمنع فيه المداهمات الليلية وان تكون نهارية مصحوبة بقوات متعددة الجنسية وخلاف ذلك يسمح للمناطق التي تتعرض للمداهمة بأن تضرب الجهة المهاجمة. أما اياد علاوي رئيس القائمة العراقية فذكر ان قائمته تسعى تشكيل هيئة لاتخاذ القرارات في الحكومة المقبلة ووضع خطة عمل لحكومة وحدة وطنية وأعرب عن أمله بأن تتوصل الاجتماعات المقبلة مع بقية الكتل الى التوصل الى حكومة تمثل طموحات الشعب العراقي. من جانب آخر لمح عمار الحكيم نجل زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الى ان اجتماع الهيئة العامة لقائمة الائتلاف الشيعي الأحد"سيفضي الى تسمية المرشح لرئاسة الحكومة الجديدة". وقال"لا استبعد بموجب خريطة القوى المتوافقة داخل الكتلة ومشاورات الائتلاف العراقي الموحد خلال الأيام الماضية ان يتوصل اجتماع الأحد الى توافق في شأن المرشح لرئاسة الوزراء وان تحسم لجنة السبعة الأمر باختيار رئيس الوزراء". وأضاف:"في حال، قُدر ان يصل الأمر الى التصويت في الهيئة العامة فان احد المرشحين الأربعة يحصل على نصف زائدا واحدا من الأصوات، ما سيُغني عن استمرار الاقتراع الى مرحلة ثانية وبحسب الآليات التي اتفقت عليها مكونات الكتلة ستنحصر المرحلة الثانية بين مرشحين حصلا على العدد الاكبر من الأصوات". وكشف الحكيم ان من شروط رئيس الحكومة المقبلة ان تكون له القدرة على التعاطي مع القوائم الاخرى كون هذه الحكومة ستتميز بمشاركة حقيقية وستضم قاعدة عريضة ما يلقي على عاتقها مواجهة تحديات النهوض بالمشروع السياسي العراقي الجديد ولفت الى ان الخريطة الجديدة لمراكز القوى العراقية أكثر توازناً ما يجعل فرصة اشتراك الجميع في إدارة البلاد اكبر. وقلل الحكيم من مخاوف بعض الكتل السياسية من التهميش والإقصاء في المرحلة المقلبة وأشار"مثلما كنا ضحية التهميش على مدى زمن طويل من تاريخ العراق فإننا لن نقبل بتهميش احد ونعرف جيداً مرارة الإقصاء"مؤكداً جدية الائتلاف"في الدفاع عن حقوق الجميع بما لا يقل عن مستوى دفاعنا عن نفسنا". من جهته، عد علي الأديب القيادي في حزب الدعوة اجتماع الأسبوع المقبل موعداً نهائياً لاختيار رئيس الوزراء من قبل الائتلاف مشيرا الى ان الائتلاف الشيعي والتحالف الكردي سيدخلان ككتلة واحدة في المفاوضات مع الكتل الأخرى بشأن تشكيل الحكومة بعد ان وضعا ثوابت لحوار جدي ومثمر مع هذه الأطراف. وكشف الأديب عن اتصالات تجري مع جبهة التوافق العراقية بزعامة الدليمي والهاشمي ونفى أي اتصال مع جبهة الحوار التي يرأسها صالح المطلك. وكان رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية رئيس قائمة الائتلاف السيد عبدالعزيز الحكيم قال"من المبكر ان يُحسم موضوع تسمية مرشح القائمة لمنصب رئيس الوزراء لعدم توصل الكتل السياسية المنضوية داخل القائمة الى اتفاق في شأن الموضوع اضافة الى اصرار كل كتلة على تسمية مرشحها". وجاء تأكيد الحكيم خلال مأدبة عشاء اقامها في منزله بمنطقة الكرادة وسط بغداد وبحضور قادة القوى السياسية اضافة الى رئيس الجمهورية ومسعود برزاني رئيس اقليم كردستان وطارق الهاشمي الامين العام للحزب الاسلامي وعدنان الدليمي زعيم قائمة جبهة التوافق العراقية وصالح المطلك رئيس قائمة الحوار الوطني وحميد مجيد موسى الامين العام للحزب الشيوعي. وتغيّب اياد علاوي عن المأدبة لأسباب قال عنها الحكيم انها"خاصة".