سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدير الاستخبارات السودانية يؤكد الموافقة على منح المتمردين منصباً رئاسياً ويتعهد صد الأميركيين في غرب البلاد . أنان يبلغ البشير بترتيبات تسلم الأمم المتحدة مهمة السلام في دارفور
كشف في الخرطوم أمس عن رسالة بعث بها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إلى الرئيس عمر البشير تتعلق بالترتيبات التي تجريها المنظمة الدولية لتسلم مهمات حفظ السلام في دارفور من بعثة الاتحاد الأفريقي التي ينتهي تفويضها في نهاية أيلول سبتمبر المقبل، فيما أعلن مسؤول حكومي كبير أن حكومته أوشكت على التوصل إلى اتفاق مع المتمردين وأقرت منحهم منصباً رئاسياً، ولكنها ستواجه القوات الأميركية إذا حاولت التدخل في غرب البلاد عبر المنظمة الدولية. وأشارت المصادر الى أن أنان حض في رسالة الحكومة السودانية على التعاون في هذا الشأن، مبيناً أن الجهود الدولية في الإقليم يجب أن تهدف إلى حماية المدنيين وخلق مناخ يؤدي إلى مصالحة وطنية والى تمكين اللاجئين من العودة إلى ديارهم في أمن وكرامة. وطالب جميع الأطراف بالتوصل إلى حل عبر المفاوضات التي تجري في أبوجا حالياً بين الحكومة والمتمردين. وحض أنان، في تقريره الشهري عن دارفور الذي قدمه إلى مجلس الأمن ليل الأربعاء - الخميس ووزعته البعثة الدولية في الخرطوم أمس، المجتمع الدولي على تركيز جهوده لحماية المدنيين هناك. وأكد أنان أن العمل جار لتحويل بعثة الاتحاد الأفريقي الحالية إلى بعثة دولية بإشراف الأممالمتحدة. وأضاف"ان الخطط جارية بالتشاور مع الأطراف وعلينا أن نأخذ في الاعتبار العنف المستمر والانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان والأشخاص المشردين مع انعدام الأمن بالقرب من الحدود التشادية". ورأى أن الجهود الدولية في دارفور يجب أن تهدف إلى حماية المدنيين وخلق مناخ يؤدي إلى مصالحة وطنية واحترام حقوق الإنسان وليتمكن اللاجئون والعائدون من العودة إلى ديارهم في أمن وكرامة. وذكر أن نجاح مثل هذه المساعي يتطلب تعاون حكومة الخرطوم، مشيرا إلى أن الحكومة السودانية في الوقت الحالي لديها بعض التحفظات. إلا أنه أعرب عن أمله في تجاوز الخلافات، مؤكداً أن تعاون الحكومة شرط أساسي لتحويل البعثة إلى قوة دولية. وقال إنه من دون وجود اتفاق فعال لوقف إطلاق النار فإن أي قوة أمنية دولية في دارفور يجب أن يكون لديها التفويض اللازم وان تكون مجهزة لاتخاذ الإجراء المناسب لحماية المدنيين. وفي سياق متصل، أعلن المدير العام لجهاز الأمن والاستخبارات الفريق صلاح عبدالله أن حكومته موافقة على منح دارفور منصباً رئاسياً، لكنها لم تحدد اسمه وسلطاته بعد. وكشف أن المحادثات الجارية بين الحكومة والمتمردين في أبوجا منذ أربعة أشهر أوشكت على التوصل إلى اتفاق، موضحاً أن رئيس وفد الحكومة إلى المفاوضات مستشار الرئيس الدكتور مجذوب الخليفة الذي استُدعي إلى الخرطوم، توجه إلى مقر التفاوض قبل يومين يحمل أفكاراً واقتراحات لتسوية القضايا العالقة التي عطلت المحادثات. وقال عبدالله الذي كان يتحدث عقب افتتاحه مقر جهاز الأمن في ود مدني في وسط البلاد، أن حكومته لن تقبل بنشر قوات دولية في دارفور تحت البند السابع لأن ذلك يعني احتلالها"وهو ما تريده الولاياتالمتحدة ولكننا مستعدون للتصدي لهم"، موضحاً أن القوات الدولية التي تراقب اتفاق السلام في جنوب البلاد تعمل وفق البند السادس من ميثاق الأممالمتحدة. إلى ذلك، أنهى 66 قائداً ميدانياً يمثلون حركتي"تحرير السودان"و"العدل والمساواة"المتمردتين في دارفور، وسط سرية تامة ولكن بعلم الحكومة، مؤتمراً تداولياً في مقر الاتحاد الإفريقي في الفاشر كبرى مدن الإقليم، ودعوا الى عقد اجتماع عاجل للجنة المشتركة الخاصة بمراقبة وقف إطلاق النار بهدف محاصرة التدهور في الأوضاع الأمنية في الإقليم. وطالب القادة الميدانيون المجتمع الدولي بتقديم الدعم اللوجستي لبعثة الاتحاد الإفريقي حتى تتمكن من أداء مهماتها، متعهدين بالتعاون الكامل مع البعثة لإنجاح عملها في دارفور. وطالبت التوصيات التي خرج بها مؤتمر القادة الميدانيين للمتمردين، بعد انعقاد دام يومين، بوضع سقف زمني محدد لمفاوضات أبوجا إلى جانب تفعيل اللجنة المشتركة لوقف النار ودعوتها الى الانعقاد في مدة أقصاها أسبوعان لوقف الخروقات. ودعت التوصيات إلى زيادة عدد المراقبين من بعثة الاتحاد الأفريقي في دارفور وتوفير الحماية لمخيمات النازحين إلى جانب نزع سلاح الميليشيات والتزام الاتحاد الإفريقي إجراء تحقيقات سريعة وعاجلة في كل الانتهاكات. في غضون ذلك، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في بيان أمس، أن مسلحين هاجما مجمعها في جنوب السودان وقتلا بالرصاص حارساً سودانياً وألحقا إصابات خطيرة بموظف أجنبي عراقي وحارس آخر. وقُتل أحد المسلحين أيضاً واعتُقل الثاني. وأضافت المفوضية في بيان وزع أمس في الخرطوم أن الهجوم وقع ليل الأربعاء في مدينة ياي في جنوب السودان وهي قاعدة عسكرية ل"الجيش الشعبي لتحرير السودان". لكنها ذكرت أن المصابين نقلا إلى مستشفى في جوبا كبرى مدن الإقليم وسينقلان إلى نيروبي. وذكرت المفوضية أن الموظف الأجنبي أصيب في بطنه فيما أصيب الحارس الثاني في ساقه. وتابع البيان انه بسبب الهجوم أوقفت المفوضية عملية كانت ستبدأ الأسبوع المقبل لترحيل اللاجئين السودانيين من جمهورية الكونغو الديموقراطية إلى منطقة ياي.