يعقد مجلس النواب العراقي جلسته الاولى غداً فيما لا يزال الجدل يدور بين القوى السياسية العراقية حول تشكيل الحكومة. وعلمت"الحياة"من مصدر في"الائتلاف"الشيعي ان السنة يرضون بإبراهيم الجعفري رئيساً للوزراء مقابل"موافقتنا على تشكيل مجلس للأمن القومي". وينتظر أن تكون الجلسة الأولى للمجلس برتوكولية يؤدي خلالها الاعضاء المنتخبون القسم القانوني. واعلنت الحكومة حظر تحرك السيارات في بغداد ابتداءً من مساء اليوم الاربعاء. ويتوقع تأجيل الجلسة مدة كافية لمنح الكتل السياسية مزيداً من الوقت للاتفاق على شكل الحكومة الجديدة. وكانت الكتل السياسية عقدت سلسلة اجتماعات مكثفة امس بحضور السفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد وقررت تشكيل لجنة تتولى صوغ اسس تشكيل الحكومة. وقال الرئيس جلال طالباني خلال مؤتمر صحافي عقب الاجتماع ان"قادة الكتل البرلمانية قرروا تشكيل لجنة تضم ممثلين عنهم لوصوغ الاقتراحات التي تم بحثها". واضاف ان اللجنة"ستصوغ الافكار وتقدم الاقتراحات بأسرع وقت الى رؤساء الكتل الذين سيواصلون اجتماعاتهم لبحث مسائل اخرى، لتتم المصادقة على ما اتفق عليه وحل الامور التي لا تزال موضع خلاف". وعقدت الاجتماعات في مقر رئيس"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"في العراق عبدالعزيز الحكيم، وشارك فيها ممثلون عن"الائتلاف العراقي الموحد"و"جبهة التوافق"العراقية و"التحالف الكردستاني"و"القائمة الوطنية"بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي و"الجبهة العراقية للحوار الوطني"بزعامة صالح المطلك و"الاتحاد الاسلامي الكردستاني". واكد الرئيس العراقي"اننا قادة الكتل سنعمل معا لتشكيل حكومة وحدة وطنية تتصدى للارهاب وحل المشاكل التي يواجهها الشعب العراقي". وأشاد بتقارب"وجهات النظر حول موضوع تشكيل حكومة وحدة وطنية ومشاركة الجميع فيها، بشكل حقيقي". وقال طالباني ان كل الكتل السياسية متفقة على مفهوم الوحدة الوطنية واهميته في تشكيل الحكومة الجديدة. واضاف ان اجتماعهم أقر هذا المبدأ بالاجماع. وتابع ان"التوافق على مبدأ الوحدة يجعلني متفائلاً بإعلان الحكومة هذا الشهر، فالجميع يعلم ان التأخير سيوقع المزيد من الضحايا بين العراقيين حيث يستغل الارهاب الفراغ الحكومي وانشغال السياسيين". واستمرت مشاورات"الائتلاف"الشيعي مع"جبهة التوافق"السنية للبحث في موضوع تشكيل"مجلس الامن القومي الاعلى"يأخذ على عاتقه ضنع القرار السياسي في المرحلة المقبلة. وقال خلف العليان، القيادي في الكتلة السنية ل"الحياة"ان"جبهة التوافق"قدمت الى"الائتلاف"اقتراحاً لتشكيل هذا المجلس بعدما اخذت موافقة"التحالف الكردستاني"وقائمة اياد علاوي. واوضح ان المجلس، بحسب هذا الاقتراح، سيشكل من رئيس الجمهورية ونائبيه ورئيس الوزراء ونائبيه ورئيس البرلمان ورئيس اقليم كردستان ورؤساء الكتل السياسية، وستكون مهمته دراسة القضايا الامنية والاستراتيجية والموافقة عليها. وأضاف العليان ان"الائتلاف"لا يمانع في تشكيل هذا المجلس على ان يكون مجلساً استشارياً من دون صلاحيات تنفيذية او تشريعية، لكن الكتل الاخرى تصر على جعله"مطبخ القرار"لتفعيل مبدأ الوحدة الوطنية. وتابع ان الفيديرالية تعيق المحادثات مع الكتلة الشيعية"فهم يلوحون بها في كل مرة ويطالبوننا بالموافقة عليها اذا شكل هذا المجلس، وحددت صلاحيات رئيس الوزراء المنتخب من قبل كتلتهم". وقال مصدر بارز في"جبهة التوافق":"لسنا متفائلين على الاطلاق. ولن يسفر هذا الاجتماع عن أي نتائج ولا أحد مستعد لتقديم تنازلات". واكد القيادي في"الائتلاف"علي الاديب ان المحادثات مع"جبهة التوافق"تحرز تقدماً. وقال ان طلب السنة والاكراد تشكيل مجلس للامن القومي ليشرف على عمل الحكومة"يتنافى مع ثوابت الدستور، لذا فإن الموافقة عليه تتطلب مخرجاً قانونياً ملائماً"، وأوضح ان"الدستور ينص على أن الحكومة العراقية تتشكل من ثلاث مؤسسات هي: مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء والبرلمان الذي يشرع القوانين بالغالبية على ان يضطلع رئيس الوزراء بتنفيذها بموافقة هيئة الرئاسة". واكد ان"الائتلاف"لا يؤيد"حكومة انقاذ وطني والا ماذا كان الغرض من اجراء الانتخابات؟ وقال انه"لا يمكن غض الطرف عن هذه النتائج". من جهة اخرى قال فلاح شنيشل، عضو"الائتلاف"عن"الكتلة الصدرية"ان التيار لا يوافق على اقرار الفيديرالية في الوقت الراهن. وربط قيادي في"الائتلاف"رفض الاشارة الى هويته موافقة كتلته على"مجلس الامن القومي"بقبول أصحاب هذا الاقتراح بإبراهيم الجعفري رئيساً للوزراء من جهة وبمبدأ فيديرالية اقاليم الوسط والجنوب من جهة ثانية. وأكد احد القياديين الشيعة ان السنة سيرضون بالجعفري اذا تم الاتفاق على مجلس الامن القومي، لكنهم رفضوا الفيديرالية في محادثات امس على أمل استكمال الحوار في الاجتماعات اللاحقة.