بعد يوم على ترشيح الدكتور ابراهيم الجعفري لرئاسة الحكومة، بدأت المحادثات بين لائحة الائتلاف الشيعية ذات الغالبية البسيطة في البرلمان وشريكها القديم كتلة"التحالف الكردستاني". وأكد"الائتلاف"انه لن"يتنازل عن حقيبة وزارة الداخلية". وقال النائب شروان الوائلي مندوب الائتلاف الى المحادثات ل"الحياة"ان"الجولة الأولى تركزت على ثلاثة محاور: تشكيل مجلس الحل والعقد، والخريطة السياسية، وبرنامج الحكومة، إضافة الى موضوع اشتراك القائمة"العراقية"بزعامة اياد علاوي". وأضاف ان"الائتلاف"أبلغ الجانب الكردي انه"لا يرى ضرورة لإشراك العراقية والاكتفاء بمشاركة"جبهة التوافق"السنية، وبهذا يكون لمكونات الشعب العراقي تمثيل واسع وشامل". وأضاف الوائلي ان وفد"الائتلاف"أوضح مخاوفه من مشاركة كتلة علاوي"وما يمكن ان تحدثه من إرباك في عمل الحكومة وصعوبة احتواء أربع أجندات في برنامج سياسي واحد". وأوضح ان قائمته"لم تضع فيتو على أحد"، ورفض ان"يتحدث الآخرون بهذه اللهجة في إشارة الى تصريحات الرئيس جلال طالباني أو طرح أفكار لاقتسام الوزارات بمقاسات غير صحيحة". أما الجانب الكردي فأكد الإصرار على"اشراك الجميع في الحكومة، خصوصاً قائمة علاوي". وقال القيادي في حزب طالباني كمال محيي الدين:"نشم رائحة التفرد بالسلطة ومساع للهيمنة على الحكومة الجديدة"، واشار الى تمسك طالباني بإشراك كتلة علاوي، وقال ان ذلك"لم يكن من باب المجاملة أو التكتيك والمناورة لتحقيق مكاسب، بل لاحتواء الجميع في حاضنة العراق بدلاً من دفعهم الى التعامل مع جهات خارجية، يمكن ان تعمل لإجهاض العملية السياسية برمتها". ولفت الى انه في حال تمسك"الائتلاف"باستبعاد علاوي سيجعل الحكومة مهددة، وقد لا تحصل على موافقة البرلمان. وعن البرنامج الكردي الذي طرح في محادثات أمس قال محيي الدين:"عرضنا ميثاقاً وخطة عمل، بعيدة الأمد، من يتعهد تنفيذها نضع يدنا بيده، ومن يرفضها تكون نياته غير حسنة". وزاد ان لائحة"التحالف الكردستاني"غير متمسكة بموضوع مجلس الحل والعقد. إبعاد علاوي ووصف اياد السامرائي القيادي في"الحزب الاسلامي"عضو جبهة"التوافق"السنية، موقف"الائتلاف"من علاوي بأنه"قرار أولي، نسعى من خلال الاتصالات الثنائية والمفاوضات مع الكتل الأخرى الى تغييره". وقلل من مخاوف الشيعة في حال إشراك علاوي واحتمال تأثيره سلباً في أداء الحكومة، مستبعداً"حدوث أي تقاطع بين الكتل السياسية داخل الحكومة مع وجود اتفاق مسبق على برنامج واحد واضح وشامل تذوب فيه كل المصالح". واعتبر الناطق باسم جبهة"مرام"علي التميمي في تصريح الى"الحياة"محاولة إبعاد علاوي عن الحكومة بأنها"لا تنسجم مع المشروع الوطني. في ظرف يعاني منه العراق من الاحتلال". ودعا"كل القوى الى الابتعاد عن الآراء الشخصية والقرارات المزاجية". انتقادات أميركية للجعفري وطلب عباس البياتي، العضو البارز في قائمة"الائتلاف"قبول ترشيح الجعفري لرئاسة الحكومة الجديدة. وقال ل"الحياة"ان"تسمية رئيس الوزراء شأن عراقي داخلي وعلى الأميركيين أن يحترموا هذا القرار"، مضيفاً ان"هناك ملاحظات أو انتقادات أميركية لأداء الجعفري في تسيير عمل الحكومة الحالية وهذا الأمر لا ينفي ضرورة احترام قرار الائتلاف وتقبله". واستبعد ان تتأثر وحدة"الائتلاف"بعد تسمية الجعفري على المدى البعيد. وقال ان"زعيم الائتلاف عبدالعزيز الحكيم ملتزم ومؤمن بآلية التصويت المعتمدة داخل القائمة وهو الأكثر حرصاً على الوحدة الداخلية للائتلاف". وعن بدء المحادثات بين"الائتلاف"وفي قائمتي"التحالف الكردستاني"وجبهة"التوافق"قال البياتي ان مسألة توحيد مفهوم حكومة الوحدة الوطنية ستتصدر المحادثات.