تلقت النيابة العامة التمييزية عند العاشرة ليل أول من أمس، برقية من الانتربول المنظمة الدولية لمكافحة الجريمة، تفيد بأن السلطات البرازيلية أوقفت المديرة التنفيذية السابقة ل"بنك المدينة"رنا قليلات على أراضيها وهي تحمل جواز سفر بريطانياً وذكر في مكان آخر انه قد يكون ايرلندياً مزوراً صادراً عن دول الكومنولث. وأبلغت النيابة العامة لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بتوقيف قليلات، كون اللجنة تملك صلاحية استردادها، وذلك انطلاقاً من القرار 1595 الذي شكلت بموجبه لجنة التحقيق، والذي يدعو كل دول العالم إلى التعاون معها لجلاء الحقيقة في جريمة الاغتيال. ويعتبر النص في هذا الخصوص فوق القرارات الصادرة عن الدول وملزماً لها، خصوصاً ان الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية القاضي الألماني ديتلف ميليس تحدث في تقريره الأخير عن تقديم مساعدة تقنية وفنية للقضاء اللبناني للتحقيق في عملية اختلاس الأموال من"بنك المدينة"والتي قد تكون استخدمت لتمويل أعمال إرهابية، قد تكون منها الجرائم التي وقعت في لبنان. ولم تشر برقية الانتربول في مضمونها إلى تاريخ تسليم قليلات للقضاء اللبناني، الذي سبق أن اصدر بحقها نشرة حمراء تحتم على الدول التي تدخلها قليلات توقيفها وإعلام القضاء اللبناني بذلك. وذكرت مصادر قضائية انه لا يوجد اتفاق تسلم وتسليم المطلوبين بين الدولتين اللبنانيةوالبرازيلية، وعلى رغم ذلك، فان على السلطات البرازيلية تسليم قليلات للقضاء اللبناني بموجب النشرة الحمراء الصادرة بحقها. وسبق للقضاء اللبناني أن اصدر مذكرة توقيف بحق قليلات، كما تمت مراسلات بينه وبين الانتربول الذي رأى أن المذكرة تستوفي الشروط الدولية للملاحقة، فعمم اسم قليلات على كل دول العالم من خلال النشرة الحمراء. ومساء أمس، تأكدت قيادة قوى الأمن الداخلي من المعلومات التي كانت واردة سابقاً، والتي تفيد بأن قليلات كانت موجودة في فندق"أكور"في منطقة سانت آنا في ساو باولو منذ 2 تشرين الأول أكتوبر 2005. يذكر أن الانتربول والسفارة اللبنانية في البرازيل تلاحقان قضية قليلات الملاحقة بعدد كبير من الدعاوى القضائية أبرزها تلك المتعلقة بجناية تزوير مستندات تتعلق بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وكانت قليلات غادرت لبنان قبل نحو 11 شهراً، بعد وقت قليل من تركها رهن التحقيق في قضية"بنك المدينة"في بيروت، ودخلت براً إلى سورية في آخر آذار مارس الماضي قبل انسحاب القوات السورية من لبنان عبر الحدود الشمالية في العريضة، مستخدمة جواز سفر مزوراً باسم فخرية سعيد وهو الذي استخدمته لعبور الحدود براً إلى تركيا ثم جواً إلى مصر. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"إن تحديد مكان قليلات ربما يكون تم نتيجة اتصالات هاتفية أجرتها. وأوضحت مصادر أخرى أن أحد الموقوفين في لبنان بتهمة مالية ساعد السلطات الامنية على تحديد مكان وجودها وساهم عبر المعلومات التي أعطاها عنها في نجاح السلطات البرازيلية الى استدراجها لتوقيفها، بعد ان طلبت السلطات اللبنانية ذلك. وذكر بيان للشرطة البرازيلية أن قليلات كانت تحمل جواز سفر مزوراً من ارلندا الشمالية وحاولت رشوة البوليس البرازيلي بما يعادل 94 ألف دولار.