دعا الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان في افتتاح الاجتماع الثاني لمجموعة الاممالمتحدة لتحالف الحضارات، في الدوحة أمس، الى مواجهة التطرف بالأفعال وليس بالأقوال فقط، واقامة جسور تفاهم بين الغرب والشرق، داعيا المشاركين الى"الخروج باقتراحات ملموسة ومحددة لسبل المضي قدما بحوار الحضارات حتى يصل حقا الى الوجدان الشعبي". وتطرق انان الى الأزمة التي نجمت عن نشر رسوم مسيئة الى النبي محمد ص في صحف اوروبية، فقال انه"بصرف النظر عما اذا كان الذين نشروا الرسوم قد فعلوا ذلك لاستفزاز المشاعر، فلا ريب في أن بعض الردود شجعت الجماعات المتطرفة في المجتمعات الغربية، وهي الجماعات التي تريد تصوير المسلمين على أنهم أس بلاء، بل وتريد طردهم". ولفت الى أنه"بالمثل، فان اعادة نشر الرسوم وما أعرب عنه بعض القادة الأوروبيين من تأييد في هذا الاتجاه عزز موقف ذلك الفريق من المسلمين الذين يرون أن اوروبا والعالم الغربي يكنان للإسلام عداء مستحكما". وخلص الى أن"التصورات الخاطئة تغذي التطرف". ورأى انان ان المشكلة"ليست مشكلة ايمان، بل مشكلة مجموعة من المتطرفين الذين يسيئون فهم الايمان لخدمة أهدافهم، مستندين في ذلك الى التوراة أو القرآن أو الانجيل". وشدد على انه"يجب ان لا نسمح للآراء المتطرفة بالسيطرة على الغالبية والشارع"، ونبّه الى أن"حوادث مثل نشر الرسوم الكاريكاتورية أو التهديد بقتل الفنان الذي رسمها تترك في الوجدان الشعبي أثراً أبعد مما تتركه البيانات الورعة التي يصدرها وزراء الخارجية". وشارك في اجتماع الدوحة عدد من الشخصيات الدولية بينها خصوصاً الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي والأمين العام ل"منظمة المؤتمر الاسلامي"اكمل الدين احسان اوغلو والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وفي روما ا ف ب، عبر البابا بنديكتوس السادس عشر أمس عن"الشجب الصارم"لأعمال العنف ضد اماكن العبادة بعد المواجهات بين المسلمين والمسيحيين في نيجيريا والاعتداءات على مساجد ومواقع مقدسة في العراق خلال الاسبوع المنصرم. وقال البابا خلال صلاة الاحد بالايطالية ان"الاخبار المأسوية حول العنف في العراق تتوالى منذ ايام، وبينها اعتداءات على مساجد". واضاف"في نيجيريا، تواصلت المواجهات بين مسيحيين ومسلمين لأيام عدة وأوقعت عدداً كبيراً من الضحايا وأدت الى تدمير كنائس ومساجد". وتابع:"مع التعبير عن الشجب الصارم لانتهاك اماكن العبادة، استودع الله كل الموتى والذين يبكونهم".