برلين، روما، تونس - ا ف ب - دانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل امس الاعتداء على كنيسة القديسين القبطية في الاسكندرية. وقالت في برقية الى الرئيس حسني مبارك نشرت الاثنين «علمت برعب وهلع بنبأ هذا الاعتداء الرهيب على الكنيسة في الاسكندرية الذي اوقع الكثير من الضحايا الابرياء خصوصاً من الاقباط المسيحيين». واضافت ان «الحكومة الفيديرالية تدين باقصى شدة هذا العمل الهمجي المرعب الذي اودى بحياة مسيحيين ومسلمين». ودعت ميركل مبارك الى العمل على عدم تكرار مثل هذا الهجوم الذي وقع ليلة راس السنة. واكد متحدث باسم وزارة الداخلية شتيفان باريس، في المؤتمر الصحافي المعتاد للحكومة، ان الانبا دميان، رئيس الكنيسة القبطية في المانيا اشار الى وجود تهديدات لاقباط المانيا لا سيما بمناسبة عيد الميلاد ليل السادس والسابع من كانون الثاني (يناير). وقال «ان الانبا دميان بعث رسالته هذه قبل اعتداء الاسكندرية». واضاف ان «قوات الشرطة تسعى الى تحديد مستوى الخطر» الذي يُهدد نحو ستة الاف قبطي في المانيا. ونقلت صحيفة «بيلد» عن الانبا دميان قوله ان تحذيراً وجه الى طائفته خصوصاً خلال اعياد نهاية السنة. واوضح ان «الانترنت ملىء بتهديدات من هذا النوع ضدنا. والشرطة الجنائية حذرتنا اكثر من مرة من هجمات يشنها متطرفون. وارسلت لوزارة الداخلية رسالة اطلب منها الحماية». وفي روما رفض الفاتيكان، مساء الاحد، اتهامات شيخ الازهر للبابا بنديكتوس السادس عشر بالتدخل في الشؤون الداخلية المصرية بسبب دعوته العالم الى حماية المسيحيين بعد الاعتداء على كنيسة الاسكندرية. وقال المتحدث باسم الفاتيكان الاب فديريكو لومباردي، لوكالة «انسا» الايطالية، ان «البابا تكلم عن التضامن مع المجموعة القبطية التي تعرضت لضربة قاسية، ثم عبر بعدها عن القلق من تداعيات العنف على كل السكان اكانوا مسيحيين ام مسلمين». وتابع «لذلك لا نرى كيف يمكن ان يعتبر هذا الموقف من البابا الراغب ببث روحية اللاعنف امام الجميع تدخلا». واضاف «اعتقد ان هناك سوء تفاهم في التواصل»، مضيفا «اشرنا الى تعرض كنيسة مسيحية للهجوم وهذا يعني اننا اعربنا عن القلق ازاء الاقليات المسيحية التي يضربها العنف، وهذا لا يعني اننا نريد تبرير او التقليل من شأن العنف الذي يستهدف مؤمنين من ديانات اخرى». وكان البابا قال في قداس رأس السنة في كاتدرائية القديس بطرس «في مواجهة اعمال التمييز والتجاوزات، خصوصا مظاهر التعصب الديني، ان الاقوال لا تكفي، بل يتعين على مسؤولي الامم ابداء التزام ملموس وثابت». وردا على البابا قال شيخ الازهر في مؤتمر صحافي «انني اختلف مع البابا في هذا الرأي، واتساءل لماذا لم يطالب البابا بحماية المسلمين عندما تعرضوا لاعمال قتل في العراق؟». واعتبر الشيخ احمد الطيب ان كلام البابا يعتبر «تدخلاً غير مقبول في شؤون مصر» مشددا في الوقت نفسه على ان «كل علماء المسلمين يعلمون ان ذلك الحادث لا يقره دين او نظام اجتماعي». وفي تونس نددت منظمة التربية والثقافة والعلوم (الالكسو) الاثنين بشدة ب»الاعتداءات الاجرامية» التي يتعرض لها المسيحيون العرب وعبرت عن قلقها «للخطر المهدد لمكاسب الحضارة العربية الاسلامية». واعربت «الالكسو» في بيان عن «استيائها الشديد للاعتداءات الاجرامية التي يتعرض اليها اشقاؤنا العرب المسيحيون في مصر والعراق». كما عبرت عن «تضامنها الكامل مع عائلات الضحايا في هذا الظرف الاليم» الذي «تسبب فيه الارهاب الناتج عن التطرف الديني»، حسبما اضافت المنظمة التي تأسست في 1970 والتابعة للجامعة العربية. وقالت المنظمة، التي تتخذ من تونس مقرا، انها «قلقة للخطر المهدد لمكاسب الحضارة العربية الاسلامية»، مؤكدة «عزمها على مواصلة الجهود للتصدي للسلوكيات المنافية لقيم التسامح والاعتدال والوسطية» وذلك «بوصفها بيت الفكر العربي المستنير».