توقعت مصادر قيادية في"تحالف قوى 14 آذار"، ان تتسارع الاتصالات بينها وبين قيادتي حركة"أمل"و"حزب الله"خلال الأيام المقبلة في شأن حملتها لإقالة رئيس الجمهورية إميل لحود، وقبيل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الذي دعا اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري الخميس المقبل، وذلك في محاولة لتنسيق المواقف والتوافق على صيغة لإزاحة لحود وانتخاب رئيس جديد والاتفاق على عناوين المرحلة السياسية المقبلة. وذكرت هذه المصادر ل"الحياة"ان رئيس كتلة"المستقبل"النيابية النائب سعد الحريري سيتولى هذه الاتصالات مع قيادتي"أمل"و"حزب الله"على قاعدة ان لا عودة عن مطلب إقالة لحود في مقابل ترك مسألة سلاح المقاومة الى الحوار بين اللبنانيين، ضمن مهلة قرر المجتمع الدولي تمديدها كي يتمكن اللبنانيون من معالجة قضية السلاح وفقاً لقرار مجلس الأمن الرقم 1559. راجع ص 7 و8 وأمس كرر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تمنيه على الرئيس لحود ان"يبادر الى اتخاذ موقف وطني ويستقيل لأن في ذلك مصلحة لكل اللبنانيين". وقال السنيورة انه يسعى الى عقد جلسة لمجلس الوزراء قبل الخميس المقبل، بعد ان تعطلت الجلسة الماضية بفعل مقاطعة وزراء 14 آذار لها لأن لحود كان سيترأسها في القصر الجمهوري. وكانت مصادر لحود قالت انه سيحضر الجلسة إذا دعا اليها السنيورة في القصر الحكومي. وأجرى السنيورة اتصالاً بالرئيس المصري حسني مبارك للتدوال في تحريك المساعي العربية حيال التأزم في لبنان. وكانت الاتصالات بين الحريري وقيادة"حزب الله"ومع قيادة حركة"أمل"تواصلت خلال الأيام الماضية. وأفادت المعلومات ان الاتصالات مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ستشمل أيضاً التحضيرات لمؤتمر الحوار، بفعل اشكالات نشأت ازاء تمثيل بعض الأحزاب والكتل النيابية. وقالت مصادر تحالف 14 آذار ان بري أضاف الى الشخصيات المدعوة الى الحوار كلاً من نائب رئيس الحكومة السابق ميشال المر، فيما كانت الأكثرية موعودة بتمثيل الارثوذكس بالنائب غسان تويني أو بنائب رئيس البرلمان فريد مكاري. وفيما تقرر تمثيل الأرمن بحزب الطاشناق الذي لديه نائبان فقط في البرلمان، استبعدت الأحزاب الأرمنية الأخرى المنضوية في تحالف 14 آذار والممثلة بأربعة نواب. كما ان بري قرر دعوة أربعة نواب يمثلون 3 أحزاب التنظيم الشعبي الناصري - السوري القومي الاجتماعي والبعث بواحد منهم على طاولة الحوار، فضلاً عن أنه تقرر تمثيل الكاثوليك بالنائب إيلي سكاف كزعيم للكتلة الشعبية في زحلة وهو في الوقت نفسه من ضمن"تكتل التغيير والاصلاح"الذي يتزعمه العماد ميشال عون. ورأت مصادر قوى 14 آذار وجوب تعديل التمثيل لأنه يجعل عدد الشخصيات الممثلة لأحزابها وكتلها متساوية مع القوى الأخرى. وظهرت مواقف عدة ازاء الحوار الذي دعا اليه بري. فأعلن رئيس الهيئة التنفيذية في"القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع ان"رحيل لحود من الرئاسة لا يحتاج الى حوار وسنكمل التحرك حتى النهاية". وقال ان"هذا الموضوع كان يجب ان ينتهي مع انتهاء الوجود السوري". ورفض جعجع اعتبار الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله ان الحملة لإقالة لحود بأنها من ضمن منطق"الغلبة". أما الرئيس السابق أمين الجميل، الرئيس الأعلى لحزب الكتائب، فأكد مشاركته في الحوار، فيما شكك رئيس الحكومة السابق سليم الحص في نجاح هذا الحوار. وعلم ان اجتماعات تنسيقية ستعقد أيضاً بين قيادات قوى 14 آذار لتنسيق المواقف قبل الذهاب الى طاولة الحوار ولطرح بعض الأسئلة عما هو مقصود من بعض العناوين المطروحة فيه مثل معرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومتفرعاتها، وما هو مقصود بهذه المتفرعات مثل المحكمة الدولية وإذا كانت ما زالت تحتاج الى الحوار. كما ان قيادات الأكثرية ستسعى الى المشاركة في الحوار بمواقف موحدة من معظم القضايا، وتحديد القضايا التي يمكن أن يحصل خلاف عليها.