خيمت على نيجيريا اجواء"حرب طائفية"دفعت السلطات الى إعلان حال طوارئ في بعض المناطق، في ظل هجمات وهجمات مضادة طاولت دور عبادة، في وقت تواجه الحكومة أزمات أخرى، أهمها استهداف انفصاليي الدلتا المنشآت النفطية، والمخاوف من تفشي أنفلونزا الطيور. وأحرق مسيحيون نيجيريون مسجدين في اونيتشا عاصمة ولاية انامبرا جنوب شرقي امس، رداً على اعمال عنف ارتكبها مسلمون في منطقة أخرى، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى. وأدت مواجهات في المدينة بعد إحراق المسجدين الى سقوط خمسة قتلى على الأقل، بحسب مصادر غير رسمية. وأضرم النار في المسجدين أعضاء في اتنية ايغبو من المسيحيين الذي يشكلون غالبية سكان المدينة في هجوم على المسلمين من اتنية الهاوسا التي تتحدر من شمال البلاد. وقال ناطق باسم شرطة الولاية ان"مواجهات وقعت بين أفراد المجموعتين وأحرق مسجدان قبل ان تتمكن الشرطة من إعادة الهدوء الى المدينة". وبدأت المواجهات لدى وصول حافلة من شمال البلاد، تنقل جثث مسيحيين قتلوا هناك الأسبوع الماضي. وأفاد أحد سكان اونيتشا انه شاهد جموعاً من المسلمين تفر نحو ثكنة للجيش بحثاً عن ملجأ، فيما طاردها مسيحيون مسلحون بالبنادق والاحجار والمناجل. وأعلن الصليب الأحمر ان مساجد أحرقت وأشعل المشاغبون النار في الشوارع. وقال مفوض الشرطة في ولاية انامبرا حيث تقع مدينة اونيتشا انه لم يتلق تقريراً عن الضحايا، لكنه أكد نشر عدد كبير من قوات مكافحة الشغب لمحاولة وقف العنف الذي بدأ في السوق الرئيسية. وقال مسؤول الصليب الأحمر في العاصمة التجارية لاغوس ان 39 شخصاً على الأقل نقلوا الى مستشفى. وينقسم سكان نيجيريا وتعدادهم 140 مليون نسمة بالتساوي تقريباً، بين المسلمين في الشمال والمسيحيين في الجنوب. لكن تعيش أقليات مسيحية ومسلمة في غالبية مدن الشمال والجنوب. وكثيراً ما يؤدي اندلاع أعمال عنف في منطقة، الى ردود انتقامية في أماكن أخرى. وأودى العنف الطائفي في البلاد بحياة الآلاف منذ تطبيق الشريعة في 12 ولاية شمال البلاد عام 2000. وأعلن الصليب الأحمر ان أعمال الشغب الاخيرة في مدن مايدوغوري وكاتسينا وباوتشي، أدت الى مقتل 38 شخصاً على الأقل في حين قال الاتحاد المسيحي النيجيري ان 50 قتلوا في مايدوغوري وحدها. واختلفت أسباب اندلاع العنف في المدن الشمالية الثلاث. ففي بوتشي اندلعت أعمال العنف بعد مشادة في شأن القرآن، فيما بدأ العنف في مايدوغوري باحتجاجات على رسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي مدينة كاتسينا كان سبب العنف جلسة علنية مزمعة في شأن الاصلاح الدستوري. ولكن بعض الزعماء الدينيين، من مسلمين ومسيحيين، عزوا العنف الى اشاعات مفادها أن الرئيس اولوسيغون اوباسانجو يعتزم ترشيح نفسه لولاية ثالثة عام 2007. وتواجه فكرة اعادة ترشيح الرئيس لولاية ثالثة، معارضة شديدة في الشمال لان العديد من سكانه يرون أنه ينبغي أن يكون الرئيس المقبل من بينهم بعد استمرار أوباسانجو وهو مسيحي من الجنوب ثمانية أعوام في الحكم. ويقول أوباسانجو انه سيلتزم بالدستور الذي يبيح للرئيس البقاء في منصبه لفترتين. ولكن بعض مؤيديه يرغبون في تعديل الدستور للسماح له بالبقاء في منصبه لفترة ثالثة. ولم يعلق الرئيس على هذه الفكرة.