أكدت ست جماعات عراقية مسلحة براءتها من"أعمال"زعيم"القاعدة في بلاد الرافدين"ابي مصعب الزرقاوي و"وقف التعاون"معه، ودافعت عن تنظيم"خلايا الشعب"الذي تم تشكيله في الأنبار"لحفظ الأمن في المحافظة". فيما يحاول الزرقاوي الالتفاف على هذا التحول في صفوف حلفائه بتشكيل"مجلس شورى المجاهدين"وتسليم رئاسته الى عبدالله رشيد البغدادي. وأكدت مصادر عسكرية عراقية أمس ما نشرته"الحياة"من ان الزرقاوي غادر الأنبار وأصبح قريباً من بغداد في محافظة ديالى. على صعيد آخر جددت ايران دعوتها القوات الاجنبية للخروج من العراق. جاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي بدأ زيارة"رسمية"لطهران أمس. وترددت معلومات ان لزيارته علاقة بالمفاوضات الشيعية - الشيعية حول تشكيل الوزارة العراقية. وجاء في بيان وقعته ست جماعات عراقية مسلحة نشر الجمعة على مواقع الانترنت انها شكلت فصيلاً واحداً أطلقت عليه اسم"خلايا الشعب"للتصدي للزرقاوي وللمحافظة على الأمن في الأنبار، ويحمل البيان توقيع الجماعات الست وبينها"الجيش الاسلامي"و"كتائب ثورة العشرين"و"جيش المجاهدين"و"كتائب ثوار الرمادي". ودان البيان"العمليات المسلحة التي تستهدف الأبرياء"، مؤكداً"وقف التعاون مع تنظيم القاعدة". وكان"مجلس شورى المجاهدين"الذي أعلنته جماعة الزرقاوي أصدر بياناً تلقت"الحياة"نسخة منه أعلن فيه رئاسة عبدالله رشيد البغدادي للمجلس الذي يضم خمسة فصائل هي"تنظيم القاعدة"و"جيش الطائفة المنصورة"و"سرايا أنصار التوحيد"و"سرايا الجهاد الاسلامي"و"سرايا الغرباء". وكان المجلس أغفل عند تشكيله قبل اسبوعين اسم رئيسه، واعتقد يومها ان الزرقاوي نفسه يرأسه، باعتباره زعيم أكبر فصائله. وجاء اعلان اسم عبدالله رشيد البغدادي ليلقي المزيد من الضوء على الخلافات التي ربما طاولت"القاعدة"، ولم تؤكد المصادر من هو رئيس المجلس، تاركة المجال لتأويلات كثيرة، منها ان الرئيس الجديد ربما هو نفسه عبدالله الجنابي الذي رأس"مجلس شورى المجاهدين"سابقاً، لكن مقربين الى الجنابي، وهو أحد كبار رجال الدين في الفلوجة، أكدوا انه انشق عن الزرقاوي ويتزعم جماعة مسلحة تعارضه. الى ذلك، أكدت معلومات متطابقة في الأنبار قرب اعلان تشكيل"ميليشيا قبلية"تتولى حفظ الأمن في مدنها مقابل انسحاب القوات الاميركية من المدينة، الى اربعة معسكرات رئيسية في القائم والحبانية والرمادي والفلوجة، على ان تكون القوة المحلية المشكلة من حوالي اربعة آلاف من أبناء كبرى العشائر، معظمهم ضباط وجنود سابقون في الجيش السابق. وقالت مصادر مطلعة ان الجماعات المسلحة تساندها حركة عشائرية ودينية ناشطة لا تريد الإنزلاق الى مواجهة مع المتطرفين نيابة عن الاميركيين والقوات العراقية، لكنها ستمتنع عن تقديم أي دعم لهم ما يعرقل الإمداد اللوجستي الذي تمتعت به طوال مرحلة ما بعد الاحتلال، وستنذرها بضرورة مغادرة الأراضي العراقية وعدم اتخاذ المناطق السنية ساحة حرب ضد الشيعة. الى ذلك، نقلت صحيفة"صنداي تايمز"البريطانية أمس عن زعيم"جيش الطائفة المنصورة"الشيخ أبو عمر الانصاري ان الزرقاوي"حي وبخير"ويسعى الى اقامة تحالفات جديدة بين الجماعات السنية المسلحة. وأضاف الأنصاري، الذي شارك في مفاوضات استمرت يومين في الآونة الأخيرة حول التعاون بين"القاعدة"والمسلحين، ان"زعيم تنظيم القاعدة يرتدي حزاماً ناسفاً طوال الوقت حتى وهو نائم". وتابع:"قال لي الزرقاوي أفضل تفجير نفسي والموت شهيداً وقتل بضعة أميركيين في الوقت نفسه على ان يذلونني". وقال:"أظهر الزرقاوي تواضعاً خلال الاجتماعات التي استمرت يومين لتأمين تعاون جماعة الطائفة المنصورة والجماعات الأخرى". من جهة أخرى، أعلنت الخارجية الايرانية امس ان الصدر بدأ زيارة رسمية لطهران، وجددت دعواتها لخروج القوات الأجنبية من العراق. ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن متقي، الذي التقى الصدر، قوله:"ان القوات الاميركية موجودة هناك للهيمنة على المصالح العراقية". وأضافت ان الصدر قال:"نحن سعيدون بتطور العلاقات بين الشعبين الايرانيوالعراقي كل يوم، ونحن ندعم دائماً تعزيز علاقات العراق بجيرانه، خصوصاً جمهورية ايران الاسلامية". وأكد بعد لقائه رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني انه"إذا تعرضت دول اسلامية مجاورة لهجوم فإن جيش المهدي سيدعمها"، لكنه لم يحدد تلك الدول بالاسم.