شرعت حركة المقاومة الاسلامية حماس اعتبارا من يوم امس في عقد سلسلة لقاءات ومشاورات مع القوى الوطنية والإسلامية في منزل رئيس كتلتها"التغيير والاصلاح"في المجلس التشريعي الدكتور محمود الزهار في مدينة غزة. وحلقت طائرة مروحية اسرائيلية من نوع"اباتشي"فوق المنطقة التي يقع فيها منزل الزهار أثناء انعقاد اللقاء ما جعل حراسه يستنفرون، خصوصاً ان المنزل أعيد بناؤه في اعقاب قصفه وتدميره بصاروخ ضخم قبل أكثر من عامين. وتهدف هذه اللقاءات الى تقديم عروض رسمية الى الفصائل والكتل النيابية المختلفة المشاركة في الحكومة التي يعمل القيادي في الحركة المكلف اسماعيل هنية على تشكيلها خلال الايام او الاسابيع القليلة المقبلة. وتسعى حركة"حماس"الى تأليف حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل القوى بما فيها حركة"فتح"التي ستعقد مع عدد من ممثليها لقاءات خلال الساعات او الايام القليلة المقبلة عندما يصل الى قطاع غزة رئيس كتلتها عزام الأحمد للمشاركة في المشاورات في شأن تشكيل الحكومة. وافتتحت حركة"حماس"لقاءاتها بعقد لقاء مع قياديين من"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، قبل الظهر تلاها لقاء مع حركة"الجهاد الاسلامي"بعد الظهر، وثالث مع"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"عصراً. وختمت الحركة لقاءاتها بلقاء مع الرئيس عباس مساء استمر حتى ساعة متقدمة من ليل الاحد - الاثنين. ويعتبر اللقاء بين عباس و"حماس"الاول من نوعه في القطاع منذ ترسيم المجلس التشريعي الجديد السبت الماضي وابلاغه بقرار الحركة ترشيح هنية لرئاسة الحكومة اول من امس، أثناء لقاء عقده مع وفد من الحركة برئاسة رئيس المجلس التشريعي المنتخب الدكتور عزيز الدويك. وأعلنت"الجبهة الشعبية"في اعقاب اللقاء مع قادة"حماس"امس انها تنوي المشاركة في الحكومة، مشيرة الى"توافق كبير"بين مواقفها ومواقف"حماس". وقال عضو اللجنة المركزية ل"الجبهة"كايد الغول في مؤتمر صحافي مشترك مع النائب من"حماس"صلاح البردويل في اعقاب اللقاء ان"الجبهة أبدت استعدادها المشاركة في الحكومة بعدما يتبلور الاتفاق حول البرنامج السياسي"، مشيراً الى ان الطرفين سيعقدان لقاء آخر لاستكمال المشاورات بعد أن تحاور"حماس"بقية الفصائل. ولفت الغول في حديث ل"الحياة"الى"توافق كبير"بين"الجبهة"و"الحركة"إزاء القضايا السياسية التي طرحت أثناء اللقاء. ووصف أجواء اللقاء بأنها"ايجابية". ورداً على سؤال ل"الحياة"حول ما اذا كانت"حماس"ستطلق سراح الامين العام ل"الجبهة الشعبية"احمد سعدات من سجنه في مدينة أريحا في اعقاب تشكيل الحكومة، قال الغول ان وفد"الشعبية"بحث مع"حماس"مسألة الاعتقال السياسي واستمرار اعتقال سعدات، وتبييض السجون الفلسطينية. واضاف ان"حماس أكدت رفضها سياسة الاعتقال السياسي، وانها ستطلق جميع المعتقلين السياسيين"لدى السلطة بمن فيهم سعدات. وبدوره، وصف البردويل اللقاء بأنه كان"ودياً وعملياً وناجحاً". واشار الى ان قادة"حماس"استمعوا الى"طرحهم قادة الجبهة حول الموضوعات السياسية والداخلية". وأوضح انه"كانت هناك نقاط التقاء كبيرة جداً ورحبنا بطرحهم"، مرحبا بمشاركة"الجبهة الشعبية"السياسية في اطار اوسع. واشار الى ان"حماس"طلبت من"الجبهة"إعداد ورقة حول إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية التي تعتبر الاخيرة الفصيل الثاني فيها بعد حركة"فتح". من جهتها، جددت"حركة الجهاد الاسلامي"رفضها المشاركة في الحكومة العتيدة، مبررة موقفها من ان هذه الحكومة ستكون تحت سقف اتفاق اوسلو، وهو السقف الذي جرت تحته الانتخابات التشريعية الاخيرة التي رفضت الحركة المشاركة فيها للسبب نفسه. وقال القيادي في"الجهاد الاسلامي"نافذ عزام في مؤتمر صحافي مع البردويل في اعقاب اللقاء ان"الحركة تعتذر عن عدم المشاركة في الحكومة لأسباب يعرفها الجميع"في اشارة الى اتفاق اوسلو. واضاف عزام ان الحركتين اتفقتا على قضايا عدة تهم المجتمع الفلسطيني، مشدداً على ان رفضها المشاركة في الحكومة"لن يمنع التعاون مع"حماس"من اجل تعزيز الجهود". واكد ان"الجهاد ستكون في الخندق نفسه مع حركة"حماس"للتعاون ومواجهة الضغوط الدولية والاسرائيلية". وعبر عن عدم قلقه ازاء المقاومة، مشيراً الى ان"اجتماعات عقدت بين قيادات الحركتين في الخارج والداخل اكدت التمسك بخيار المقاومة". بدوره، اشار البردويل الى ان"الباب سيظل مفتوحاً امام كل المخلصين للمشاركة في الحكومة، وان الحوار مع الجهاد سيبقى مفتوحا للبحث في آليات المشاركة السياسية".