اعطى نائب رئيس الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، اشارة البدء بإنشاء مجمع ضخم لصناعة الطائرات وخدمات الطيران في امارة دبي، يعد الاول من نوعه في المنطقة. ويضم المشروع ست شركات متخصصة تابعة تنشط في 14 مجالاً مختلفاً ضمن قطاع صناعة الطيران، وتوفر منظومة متكاملة من الخدمات والتسهيلات المرتبطة بهذا القطاع الحيوي، وبتكلفة إجمالية تتجاوز 15 بليون دولار. ويأتي إطلاق المشروع في ظل معدلات نمو كبيرة في الطلب على صناعة وخدمات الطيران في المنطقة، حيث باتت منطقة الشرق الأوسط أكثر المناطق في العالم شراءً للطائرات، ويتوقع أن تتزايد معدلات الطلب في هذا القطاع بحيث تصبح حصة الشرق الأوسط وآسيا 60 في المئة من إجمالي الطائرات المباعة حول العالم خلال السنوات القليلة المقبلة. وجاء الإعلان عن إطلاق المشروع خلال احتفال كبير قام خلاله أعضاء اللجنة التأسيسية بتوقيع اتفاق تأسيس الشركة، وحضره نخبة من كبار رجال الدولة والمسؤولين والشخصيات الرائدة في قطاع الطيران. وتضم قائمة الأعضاء المؤسسين للمشروع الذي سيطور على مراحل عدة كلاً من حكومة دبي، دبي انترناشيونال كابيتال الذراع الاستثماري لدبي القابضة، إعمار العقارية، شركة"استثمار"، مركز دبي المالي العالمي، أملاك للتمويل، وسلطة المنطقة الحرة لمطار دبي. وفي كلمة القاها خلال الاحتفال، قال رئيس مجلس إدارة"دبي لصناعات الطيران"الشيخ أحمد بن سعيد، أن الشركة ستعمل خلال الفترة المقبلة على تعزيز نشاطاتها وتوسيع أعمالها عبر تأسيس تحالفات استراتيجية مع نخبة من أبرز الشركات العالمية الرائدة في قطاع الطيران. ولفت الى ان المشروع يجسد توجهات دولة الإمارات لتكون إحدى أبرز القوى الفاعلة في الاقتصاد العالمي، ويؤكد على"الإمكانات الضخمة التي تتمتع بها دولتنا وقدرتها على تحويل الأحلام إلى حقائق ملموسة". ويأتي اطلاق هذا المشروع بالتزامن مع بناء مدينة"مطار جبل علي"التي تعد إحدى أكبر مجمعات الطيران العالمية، اضافة الى احتضان الامارة معرضاً ضخماً للطيران مرة كل عامين. وحول تفاصيل المشروع، قال مدير عام سلطة المنطقة الحرة في مطار دبي پوالعضو المنتدب في شركة دبي لصناعات الطيران محمد الزرعوني، انه سينفذ على مراحل، على اعتبار انه يستهدف تطوير بنى أساسية متكاملة وبيئة ملائمة تهيئ لنمو صناعات وأبحاث وخدمات الطيران على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. ويستهدف المشروع مبدئياً قطاعاً حيوياً تبلغ استثماراته العالمية أكثر من 100 بليون دولار، وذلك من خلال بناء وتشغيل المطارات، وتأجير الطائرات، إلى جانب توفير مناهج تعليمية وتدريبية متخصصة تقوم بإعدادها جامعة علوم الطيران التي ستؤسس ضمن المشروع. وستركز استراتيجية الاستثمار ضمن"دبي لصناعات الطيران" على قطاعات منتقاة، بحيث يمثل المشروع مركزاً متكاملاً لعمليات تشغيل وتطوير المطارات والخدمات في قطاع صناعة الطيران في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة. محاور المشروع وسيكون العمل على محاور عدة تتضمن تطوير وتشغيل المطارات، تمويل وتأجير الطائرات، علوم الطيران ومراكز التطوير والأبحاث، الصيانة والتصليح والفحص الدقيق وتصنيع وتجميع المحركات. كما ستركز أعمال التمويل وتأجير الطائرات على الاستثمار ضمن أسواق الطائرات العملاقة التي تشهد نمواً كبيراًپ في منطقة الشرق الأوسط وآسيا مثل ايرباص A380 و پA350 ، وبوينغ 777 و 787. أما نشاطات التعليم والأبحاث فستعتمد على جامعة متخصصة ومركز للتطوير والأبحاث توفر تشكيلة واسعة من الاختصاصات الأكاديمية وبرامج الدراسات العليا في مجال علوم الطيران، وذلك في مدينة مطار جبل علي، التي يتوقع أن تكون أكبر مركز للملاحة الجوية في العالم. وسيطور قسم الصيانة والإصلاح والفحص الدقيق بالتوازي مع الأعمال الأخرى، ويجري اطلاقه في نهاية عام 2006، يليه تأسيس خط إنتاج لتجميع محركات الطائرات في دبي. كما تتضمن خطط المشروع إقامة مركز لخدمات الفضاء، وتفعيل أعمال السمسرة المتعلقة بشراء وبيع الطائرات. ويهدف المشروع الى خلق أكثر من 30 ألف فرصة عمل جديدة أمام الطاقات والمواهب العربية خلال السنوات العشر المقبلة. وقالت مصادر ان حصة حكومة دبي تبلغ 12,5 في المئة، ومثلها لشركة اعمار وذراعها املاك، كذلك تبلغ حصة دبي إنترناشيونال كابيتال التابعة لپ"دبي القابضة"12,5 في المئة، ومركز دبي المالي العالمي 12,5 في المئة، وسلطة المنطقة الحرة لمطار دبي دافزا 12,5 في المئة، والباقي يوزعه الشيخ محمد على مؤسسات اخرى. وستسجل الشركة في مركز دبي المالي العالمي، مع امكانية طرح اسهما للاكتتاب العام في بورصة دبي المالية العالمية خلال السنتين القادمتين، بعد تحولها الى شركة قابضة تضم 6 شركات، في مقدمتها مشروع دبي إيروسبيس والذي سيستقطب 100 بليون دولار لتطوير وتشغيل مطار عالمي، اضافة، الى تاجير وتمويل الطائرات والاختصاص في قطاع التدريب والتعليم.