سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"عقوبات تصاعدية" اسرائيلية ورايس تبحث وقف الدعم المالي عن الحركة وأنباء عن "قناة سرية" لاضعافها . تسمية هنية رئيساً للحكومة الجديدة تحكم الطوق على "حماس" وعملية السلام
انتظمت أمس حلقات الطوق الذي سيُفرض على"حركة المقاومة الاسلامية"حماس بهدف اضعافها وتهميشها بعد فوزها الكاسح في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وترافقت تسمية القيادي في الحركة اسماعيل هنية رئيساً للحكومة الجديدة مع انطلاق مجموعة من"الاجراءات العقابية التصاعدية"الاسرائيلية، وعلى رأسها اعتبار السلطة الفلسطينية المنبثقة عن اتفاقات اوسلو"سلطة ارهابية بحكم الامر الواقع"حسب القائم بأعمال الحكومة ايهود اولمرت الذي اعتبر انه"في هذه المرحلة لا أمل في التوصل الى تسوية". الا ان الرئيس محمود عباس انتقد الاجراءات والمواقف الاسرائيلية، متهماً اسرائيل بأنها كانت على الدوام ترفض الاعتراف بالسلطة كشريك في المفاوضات، ومعلناً رفضه"الحلول الاحادية والحدود الموقتة". راجع ص 4 وفيما بدأت المشاورات الفلسطينية لتشكيل الحكومة الجديدة التي يرأسها هنية، تبنّت الحكومة الاسرائيلية ما أسمته"اجراءات تصاعدية"لمحاصرة سلطة"حماس"تضمنت وقف التحويلات المالية الشهرية، وتقييد حرية الحركة لمسؤولي الحركة، وتشديد التفتيش عند معبري"اريز"و"كارني"في قطاع غزة، ومنع نقل وسائل قتالية لاجهزة الامن الفلسطينية، والتوجه الى المجتمع الدولي لوقف اعطاء الدعم المالي مع انتهاء ولاية الحكومة الانتقالية. واعتبرت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ان"زيادة الضغط على السكان لن تدفع الى ضغط اكبر على حماس، انما على اسرائيل"، داعية الى اتخاذ"خطوات اقتصادية ضد السلطة يكون لها مغزى سياسي مستقبلا". في الوقت نفسه، صعّدت اسرائيل ميدانياً في الاراضي الفلسطينية حيث ارتفع عدد الشهداء الى اربعة امس، بينهم صبيان قتلا خلال عملية عسكرية استهدفت مخيم بلاطة في الضفة الغربية، بعد ان كانت قتلت شابين بصاروخ استهدف ناشطين في خان يونس. وعلى المستوى الاقليمي، تلقت قيادة"حماس"ضربة جديدة لجهودها الديبلوماسية بعد التجاهل الذي لاقاه وفدها في تركيا حيث فوجئ بأن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان اعتذر عن عدم اللقاء المرتب اصلاً، ما ادى الى اقتصار المحادثات على لقاء مع وزير الخارجية عبدالله غل وبصفته الحزبية. وكشفت مصادر فلسطينية ل"الحياة"امس ان قيادة"حماس"قررت الغاء زيارتها لعمان بسبب رفض الحكومة الاردنية ان يرأس وفدها رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل لكونه يحمل الجنسية الاردنية، واشتراطها ان يرأس الوفد نائبه موسى ابو مرزوق. اما بالنسبة الى زيارة موسكو، فقالت المصادر ان الحركة لا تريد ان يتكرر معها ما جرى في تركيا، لذلك فان الاتصالات مستمرة مع الجانب الروسي لترتيب الزيارة، قبل ان تشير الى ان عدم حصول موافقة مسبقة على لقاء الوفد مع الرئيس فلاديمير بوتين يعني ان مشعل لن يرأس الوفد. وكان اولمرت قال لاعضاء حكومته انه لمس في رسالة تلقاها من بوتين انه لن يلتقي شخصياً قادة"حماس"خلال زيارتهم لموسكو. اقليمياً ايضا، يُتوقع ان تكون قضية"حماس"، اضافة الى البرنامج النووي الايراني، على جدول محادثات وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس خلال جولتها في المنطقة والتي تشمل مصر والمملكة العربية السعودية والامارات. وستطالب الوزيرة الاميركية خلال هذه الجولة بعدم تقديم الدعم للحركة على اساس ان استمراره سيقوض اهداف التوصل الى تسوية للنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي. في غضون ذلك، كشفت صحيفة"ذي صنداي تايمز"البريطانية عن محادثات سرية فلسطينية - اسرائيلية رفيعة المستوى جرت في تكساس بمعرفة الادارة الاميركية والرئيس عباس بهدف تهميش"حماس"واضعافها. وقالت ان مستشار الامن القومي للرئاسة الفلسطينية جبريل الرجوب شارك في المحادثات، ونقلت عنه قوله في الاجتماعات ان عقارب الساعة يمكن ان تعاد الى الوراء، من دون ان يستبعد اجراء انتخابات فلسطينية في الوقت المناسب.