يتحدد مساء اليوم الطرف الاول في نهائي كأس ولي العهد، عندما يلتقي فريقا الاهلي والشباب في جدة في لقاء الاياب، بعد ان انتهت مباراة الذهاب في الرياض بفوز الأهلي بهدفين في مقابل هدف، وهذا ما منح الفريق الأهلاوي فرصتين لبلوغ النهائي، فالتعادل او الفوز سيجعل ابناء القلعة الطرف الاول في ختام المسابقة، بينما الفوز وحده ما يعيد الحسابات الشبابية، وفي حال التفوق بفارق اكثر من هدف ستكون الاحقية شبابية بالتأهل، وشاهدنا في مباراة الرياض تفوقاً فنياً للصربي موسكوفيتش، الذي نجح في تطبيق الشق الدفاعي على اكمل وجه، وحد من خطورة الفريق الشبابي وافضلية افراده الميدانية، واجاد لاعبوه تنفيذ الهجمة المرتدة بكل اقتدار، عكس المدرب البرازيلي روميو الذي فشل في استثمار حيوية ونشاط لاعبي الوسط وتوظيف امكانات ثنائي المقدمة، واكتفى بالسيطرة الميدانية من خلال الاستحواذ على الكرة في معظم فترات المباراة، ولعل المباراة السابقة كانت بمثابة الدرس العملي لروميو، لادراك ان مثل هذه اللقاءات بحاجة الى هز الشباك، وان الفرصة لا يمكن تعويضها. وعاب الفرقة الشبابية الاندفاع الهجومي المبالغ فيه، الذي خلف ثغرات عدة في الخطوط الخلفية، ما اتاح الفرصة لهجوم الاهلي لتهديد مرمى راشد المقرن اكثر من مرة، ومن المنتظر ان يتدارك روميو الاخطاء التي حدثت في المباراة السابقة وأن يلعب باسلوب التوازن والهيمنة على منطقة المناورة، في ظل الامكانات العالية لرباعي الوسط بقيادة العراقي نشأت اكرم والى جواره احمد عطيف وعبدالله الدوسري وعبده عطيف، وهو رباعي جيد ويعرف كيفية اجبار الخصم على اللعب بالطريقة التي تناسب خطط مدربه، كما ان وجود ثنائي مقدمة بامكانات فيصل السلطان وفهد فلاتة يتيح امام لاعبي الوسط امكان المشاركة الفاعلة بالوصول الى مرمى الخصم، فنجد فلاتة والسلطان يتحركان يميناً ويساراً بعيداً من اعين الرقابة الفردية، وسط مساندة مثمرة من ظهيري الجنب حسن معاذ وزيد المولد، خصوصاً الاخير بخبرته العالية وقتاليته الدائمة، حتى اصبح احد العناصر الاساسية في بناء الهجمة المنظمة، اضافة الى مهمته الاساسية في خط الدفاع. وعلى رغم الفرصتين اللتين يلعب بهما الاهلي مدعوماً بعاملي الارض والجمهور، الا ان الحيطة والحذر هما عنوان تكتيك موسكوفيتش، الذي نجح في الجولة الاولى ويتطلع الى مواصلة ذلك، وهو يدرك تماماً صعوبة خصمه وقدرته على الحسم في أي لحظة، ويعاني الفريق الاهلاوي من ضعف واضح في متوسط الدفاع حتى في حال عودة وليد عبدربه، الا ان الاخطاء الدفاعية وسوء التغطية هما ما يخشاه المدرب الاهلاوي، لذا دائماً ما يطالب لاعبي الوسط بمساندة زملائهم المدافعين، ويقف تيسير الجاسم امام متوسط الدفاع، ويشكل مدافعاً خامساً في حال ارتداد الهجمة على فريقه. ويعتمد الفريق الاهلاوي في اسلوبه الهجومي على نقل الكرة السريعة من الاطراف وارسالها مباشرة داخل منطقة الخصم، حيث يوجد دائماً الصربي داميانوفيتش، وهو نهاز جيد متى ما اتيحت له الفرصة، بينما دور مالك معاذ التحرك خارج المنطقة وازعاج المدافعين لفتح ثغرات على المستطيل الاخضر، وينجح معاذ في معظم الاحيان في مهمته. كما ان المغربي عبدالحق العريف يسجل وجوداً ملحوظاً في هجمة فريقه، ويعول عليه الاهلاويون كثيراً لقيادة فريقهم الى المباراة الختامية. عموماً الفرصة متاحة امام الفريقين وحظوظهما متقاربة بعض الشيء، فالشباب قادر على العودة الى اجواء المباراة من خلال تسجيل هدف تقدم يعيد الفريقين الى نقطة البداية، وفوز الشباب بفارق هدف سيمدد اللقاء الى الاشواط الإضافية، وفي حال استمرار ذلك سيحتكمان الى ركلات الترجيح.