سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سليمان حضر لقاءه مع مبارك ونقل عنه اشتراطه على "حماس" الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف واحترام كل الاتفاقات الموقعة معها لتكليفها تشكيل الحكومة . عباس : الحكومة يجب ان تكون منسجمة مع التزاماتنا من "اوسلو" حتى خريطة الطريق
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن فور وصوله الى مطار عمان امس آتياً من القاهرة حيث اجرى محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك ان كل حكومة فلسطينية"يجب ان تكون منسجمة تماما مع السياسة والالتزامات الفلسطينية من اوسلو حتى خريطة الطريق". ونقلت وكالة الانباء الرسمية الاردنية بترا عن عباس قوله:"حتى يكون هناك انسجام كامل في السلطة الفلسطينية، فإن هذه الامور يجب ان تراعى حتى نتمكن من العمل السياسي وصولا الى الدولة الفلسطينية". وأعلنت القاهرة أن رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل سيزور مصر قريباً، وكشف الناطق باسم الرئاسة السفير سليمان عواد أن الرئيس حسني مبارك شجع الرئيس الفلسطيني على المضي في ممارسة مهماته رئيساً شرعياً منتخباً للسلطة إلى أن تنتهي ولايته العام 2009، مشيراً إلى أن"أبو مازن كان يفكر في الاستقالة"وأن"الرئيس هو من أثناه عن ذلك ووعده بدعم مصر الكامل"في عملية السلام. ورداً على سؤال حول مستقبل العملية السياسية بعد فوز"حماس"، اجاب عباس الصحافيين في عمان قائلاً:"فوز حماس سيأتي بها الى الحكومة ... وهذا شيء مرحب به ونرجو الله ان يوفقوا في استكمال المسيرة والوصول الى شاطئ الامان". وقد اعلن مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان في وقت سابق امس في القاهرة ان عباس يشترط على حركة"حماس"الالتزام بالاعتراف باسرائيل ونبذ العنف واحترام كل الاتفاقات الموقعة معها، لتكليفها تشكيل الحكومة. وقال سليمان الذي كان يتحدث بالانكليزية بعد اجتماع بين مبارك وعباس في القاهرة:"يجب ان تلتزم حماس ثلاثة امور: اولاً وقف العنف. ثانياً الالتزام بكل الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل. ثالثاً يجب ان تعترف باسرائيل". وتابع سليمان الذي حضر الاجتماع:"اذا لم تفعل ذلك لن يكلفها ابو مازن محمود عباس تشكيل الحكومة. سيشكل ابو مازن عندها الحكومة مع اطراف اخرى". واضاف سليمان الذي قام مرات عدة بدور الوسيط بين حركتي"فتح"و"حماس"في السنوات الاخيرة:"اذا لم يوافقوا على الالتزام بهذه الأمور لن يتعامل معهم أحد" وقال:"من الصعب اقناعهم بالتغيير 180 درجة. آمل ان يحصل ذلك. انهم متشددون ومن الصعب اقناعهم". ورد الناطق باسم الحركة النائب في المجلس التشريعي مشير المصري في حديث ل"الحياة"على تصريحات سليمان بالقول:"اعتقد ان لقاءنا مع عباس لا يحتاج الى طرف ثالث"، مشيراً إلى أن قادة الحركة سيلتقون عباس في"أقرب فرصة وفور وصوله الى قطاع غزة". وقال ان"حماس""ستتوافق مع عباس على صيغة الشراكة السياسية للمرحلة المقبلة ومعالمها"، مشدداً على ان الحركة"ستضع برنامجاً حكومياً للمرحلة المقبلة قائماً على الواقعية والتدرج والمرحلية وعلى قاعدة الثوابت الوطنية والحقوق الفلسطينية التي اختارنا الشعب الفلسطيني على اساسها". ورداً على سؤال ان كانت الحركة ستلبي أياً من هذه الشروط التي أشار اليها سليمان ويضعها المجتمع الدولي شرطاً للحوار مع الحركة ومواصلة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية اعتبر المصري ان هذا الموقف من اللجنة الرباعية والمجتمع الدولي"يظهر مدى الانحياز لاسرائيل والابتزاز وسياسة الكيل بمكيالين"واصفاً إياه بأنه"موقف مجحف في حق الشعب الفلسطيني". وكان مبارك استقبل أمس عباس ووزيرة خارجية إسرائيل تسيبي ليفني كلاً على حدة. ورغم تصريحات الوزير عمر سليمان لوكالة الانباء الفرنسية، لم يأت الناطق باسم الرئاسة المصرية على ذكر أي شروط وأكد في تصريحات للصحافيين عقب اللقاء أن مبارك حريص على أن يظل الباب مفتوحاً أمام عملية السلام، وقال:"إن هناك ردود أفعال عدة إزاء فوز حماس في الانتخابات وموقف مصر هو أن فوز حماس جاء نتيجة لعملية ديموقراطية"، وشدد على أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار فأياً كان الفائز في الانتخابات الفلسطينية وأياً كان الفائز في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة عليه أن يتعامل مع التوافق الدولي العام على قضية السلام في الشرق الأوسط وقضية شعب فلسطين وحقه في قضيته. وأشار عواد إلى رؤية الرئيس الاميركي التي طرحها في حزيران يونيو 2002 و"على من فاز، ومن سيفوز في إسرائيل، أن يعمل من أجل التوصل إلى تحقيق هذه الرؤية". وفيما وصل الى القاهرة وفد من"حماس"في الداخل عبر منفذ رفح لإجراء مشاورات مع القاهرة رد عواد على سؤال حول ما إذا كان الرئيس مبارك يعتزم لقاء أحد من"حماس"قائلاً:"خالد مشعل سيزور مصر قريباً". وأعرب عن ثقته في أن"حماس"وكل الفصائل تعي المسؤولية في أن يتم التدليل على أن هناك شريكاً فلسطينياً يتحدث بصوت واحد قادر على تنفيذ خريطة الطريق وتحقيق السلام والتسوية النهائية. وعما إذا كانت المحادثات تناولت شكل الحكومة الجديدة بزعامة"حماس"قال عواد إنه تم التشاور حول كل هذه الأمور وإن"أحداً لا يستطيع أن يعاقب الشعب الفلسطيني على خياره الديموقراطي"محذراً من حجب الدعم عن الشعب الفلسطيني الذي صوت لمصلحة سيادة الديموقراطية. وعن وجود الرئيس الفلسطيني ووزير خارجية إسرائيل في مصر في اليوم نفسه قال عواد إن"هذا محض صدفة والتقى مبارك مع أبو مازن الذي غادر القاهرة بعدها ثم التقى مبارك الوزيرة الإسرائيلية ولم يكن هناك اجتماع مشترك بين الضيفين". ورداً على سؤال عن السيناريوهات المقبلة للوضع الفلسطيني قال عواد إن ما أفرزته الانتخابات الفلسطينية وما ستفرزه الانتخابات الإسرائيلية يمثل واقعاً جديداً يتعين التعامل معه. ورداً على سؤال عن موقف مصر إذا أصرت"حماس"على موقفها من إسرائيل قال عواد:"لا يتعين أن نستبق الأحداث ولا ينبغي اتخاذ مواقف مسبقة من حماس والسوابق تشير إلى احتمال تعديل القادة في مواقفهم ولا بد منأخذ التحولات في المنطقة في الاعتبار". وكان عباس عقد اجتماعاً مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لبحث المساعدات المالية العربية للسلطة الفلسطينية، تحدثا بعدها للصحافيين داعيين الى استمرار الدعم العربي والعالمي للشعب الفلسطيني. من جهة أخرى أعربت الوزيرة الإسرائيلية عقب اللقاء عن شكرها للرئيس حسني مبارك لدعوته، مشيرة إلى أن زيارتها للقاهرة هي الأولى لها خارج إسرائيل عقب توليها منصب وزيرة الخارجية. وقالت إن المحادثات مع الرئيس مبارك"مهمة للغاية نتيجة لحساسية الموقف في الشرق الأوسط". وأضافت أنها تلقت من قبل تهنئة بتوليها الوزارة من السيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الذي طلب منها الإسراع بزيارة القاهرة. وطالبت مصر الحكومة الاسرائيلية بالافراج عن كل الاموال الفلسطينية التي جمعت لحساب الضرائب أو الجمارك، مشددةً على انها لا توافق على عقاب الشعب الفلسطيني، وطالبت بالعمل المشترك من اجل التوصل الى وضع يحقق بدء المفاوضات بعد تشكيل الحكومتين الفلسطينية والاسرائيلية. وقال ابو الغيط في مؤتمر صحافي عقب محادثاته في مقر الخارجية مع نظيرته الاسرائيلية امس انه تم الاتفاق على قيامه بزيارة الى اسرائيل قبل نهاية الشهر المقبل لتفعيل اعمال اللجنة المشتركة. وأقام ابو الغيط غداء عمل في مقر الوزارة لليفني حضره مسؤولون مصريون من بينهم المستشار السياسي للرئيس المصري الدكتور اسامة الباز ووزير التجارة والصناعة المهندس رشيد محمد رشيد.