رحب رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت بالانتخابات التشريعية الفلسطينية التي فازت فيها"حماس"معتبرا إياها"لبنة أساسية لبناء الدولة الفلسطينية"وربط شكل التعاون مع الحكومة الجديدة ببرنامج وأسلوب عملها. وقال البخيت في بيان مكتوب تلاه في جلسة مجلس النواب امس:"ان الحكومة ستتعامل مع السلطة الوطنية الفلسطينية بكل مكوناتها ومؤسساتها التنفيذية والتشريعية وبغض النظر عن الانتماءات السياسية للتنظيمات الفلسطينية او لأشخاص الحكومة والمجلس التشريعي". وتمنى البخيت على"حماس"أن"تشكل حكومة تلبي طموحات الشعب الفلسطيني وأن تنجح في مواجهة المسؤوليات الكبرى الملقاة على عاتقها في هذه الظروف الاستثنائية التي تواجه فلسطين وشعبها". وأكد ان علاقات بلاده مع حركة"حماس"في الداخل"متوازنة مثلها مثل أي فصيل فلسطيني وان أسلوب التعامل المستقبلي معها مرهون بأجندة الحكومة الجديدة وبرامجها في المرحلة المقبلة". لكن رئيس الوزراء فرق بين قيادة"حماس"في الداخل التي اعتبرها فصيلاً فلسطينياً والقيادة في الخارج مشيرا الى ان"قيادة حماس في الخارج، يوجد مع بعضهم إشكالات قانونية وسياسية أملتها ظروف معينة وان أي تغير في أسلوب التعامل معهم يتطلب إنضاج ظروف معينة وتغير واقع معين وهذا لا يشمل العلاقات الإنسانية". واعتبر مراقبون ان هذه العبارة تشير بوضوح إلى ان قادة"حماس"الذين يحملون الجنسية الأردنية وسبق وأبعدتهم الحكومة الأردنية في عام 1999 الى قطر، بعد ان خيرتهم بين الجنسية الأردنية او العمل مع تنظيم غير أردني، لا يمكن استقبالهم رسميا في عمان اذا ما قررت الحركة إرسال وفد لزيارة عمان، فيما قال آخرون ان الحكومة الأردنية تفضل استقبال وفد من تنظيم"حماس"في الداخل. ووجه البخيت رسالة تحذير الى جماعة الإخوان المسلمين في الأردن عقب تصريحات لرئيس كتلتها البرلمانية اعتبرتها الأوساط الأردنية"استفزازية"وقال البخيت:"لا بد من التمييز بين ما هو تنظيم فلسطيني مثل حماس وما هو أردني مثل جماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي... ولا يجوز ان يتشدد البعض في حماسة ظاهرة للمزايدة على مواقف أصحاب الشأن والخيار في فلسطين بعيدا عن الواقعية". ورفض البخيت ان"يستعير البعض الظروف السياسية والجغرافية والتاريخية لتجربة الشعب الفلسطيني وإسقاطها على الوضع المختلف في الأردن، والتوصل لاستنتاجات وإطلاق تصريحات مدفوعة بقدر كبير من العاطفة يدل على التسرع وتجاوز المصالح الأردنية العليا ولا يخدم مصالح الشعب الفلسطيني".