تمهيداً لتجاوز الأزمات الرئيسية في السعودية، اختار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أول من أمس، محور"التعليم"ومشكلاته الحالية، لمعالجته في"اللقاء الوطني للحوار الفكري"في دورته السادسة، التي ستستضيفها منطقة الجوف شمال غربي البلاد. وتشهد المملكة منذ ما يزيد على عقد، سجالاً يتناول التعليم وقضاياه، إلى أن تصدّر"ملف التعليم"الاهتمام الوطني منذ ما يزيد على أربعة أعوام، نتيجة حملة الإعلام الغربي بعد هجمات 11/9، على واقع العملية التعليمية في السعودية. وناقشت الدورات السابقة أبرز القضايا الوطنية المصنفة سبباً قوياً في نشوب أزمات خانقة مستقبلاً، إن لم يتم تداركها في الوقت الراهن، وعلى رغم أن الدورات الأولى اشتملت على محاور رئيسية عدة، فإنها كانت مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالتعليم. وكان للدورة الأولى التي عقدت في الرياض أن ناقشت معالجة الضمور اللافت في التواصل بين التيارات الرئيسة في المجتمع، تحت مظلة"الوطن للجميع"، ثم تبعتها الجولة الثانية في مكة، ثم انتقلت هموم المرأة وقضاياها إلى الحوار الموسع في المدينةالمنورة، ليتصدر ملف الشباب السعودي عنوان الدورة الرابعة في المنطقة الشرقية، وتحت عنوان"نحن والآخر"ناقش المؤتمرون في الجولة الخامسة من الحوار الفكري الوطني في أبها، العلاقة بين السعوديين و"الآخر". بدوره، أوضح رئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين أمس، أنه تم اختيار موضوع"التعليم... الواقع وسبل التطوير"، ليشكل محور اللقاء الوطني السادس للحوار الفكري. وقال إنه"جاء اختيار هذا الموضوع المهم والحيوي، بعد اجتماعات ومشاورات وتأملات مستفيضة من اللجنة الرئاسية في المركز، وذلك بهدف قياس مدى استجابة واقع التربية والتعليم لمتطلبات المرحلة الحاضرة والمستقبلية، في سياق التطور والتنمية البشرية التي يتم إنجازها، أو التطلع إلى ذلك بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده". كما أوضح الشيخ الحصين أن"اختيار هذا الموضوع يجيء في الوقت الذي تتنادى فيه الأصوات بوجوب اللحاق بالركب العالمي، للتقدم في المجال المعرفي والتقني، في نطاق الحفاظ على قيمنا الإسلامية". وأضاف:"كذلك يأتي هذا اللقاء تنفيذاً لمقترحات وأفكار بارزة، طرحت في اللقاءات الوطنية الماضية، خصوصاً في اللقاء الوطني الثالث الذي ناقش قضايا المرأة وعلاقة التعليم بذلك، واللقاء الوطني الرابع الذي لامس بعض النقاط الجوهرية من الناحية الثقافية، في المحور الخاص بقضايا الشباب والتعليم". من جهته، أوضح وزير التربية والتعليم عضو اللجنة الرئاسية في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور عبدالله بن صالح العبيد، أن عقد اللقاء الوطني السادس للحوار الفكري، الذي تم تخصيصه لمناقشة واقع التعليم العام وسبل تطويره في البلاد"يأتي متزامناً مع الوقت الذي تدخل المملكة فيه عهداً من التقدم والنمو في ظل اهتمام الدولة".