بقيت الحوارات التي دارت على متن الطائرة الخاصة التي أقلت الوفد النيابي - الوزاري - السياسي - الروحي في رحلة التعزية الى الكويت ودبي في حدود تبريد الاجواء السائدة في البلد، لاعادة التواصل بين اللبنانيين من خلال الحوار الذي يستعد لاطلاقه رئيس المجلس النيابي نبيه بري لايجاد مخرج لعودة الوزراء الشيعة عن تعليق حضورهم جلسات مجلس الوزراء. والأبرز في شريط الحوارات كان في رحلة العودة من الكويت التي سجلت خلوة بين بري وعضو"اللقاء النيابي الديموقراطي"الوزير غازي العريضي أعقبها انضمام رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والنائبة بهية الحريري اليهما، ثم خلوة ثانية بين رئيس المجلس ورئيس كتلة"الوفاء للمقاومة""حزب الله" النائب محمد رعد، انضم اليها ايضاً السنيورة والنائبة الحريري التي كانت بادرت منذ الأحد الماضي إلى التحرك بعيداً من الاضواء في اتجاه بري ورئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط وقيادة"حزب الله". وعلمت"الحياة"ان خلوة بري - العريضي شهدت تبادلاً للعتاب في جو من المصارحة اضافة الى عرض لشريط الاتصالات بين"اللقاء الديموقراطي"وقيادة الحزب قبل ان يبلغ السجال الاعلامي بينهما ذروته. وإذ تكتم العريضي على ما جرى في اللقاء الموسع، قالت مصادر المجتمعين إنه اصبح لدى جميع الاطراف مخاوف من بلوغ الازمة طريقاً مسدوداً وبالتالي لا بد من البحث عن مخرج لاعطاء فرصة للمبادرة الحوارية التي يستعد بري لاطلاقها مدعوماً من السنيورة وكل الكتل النيابية، بدلاً من ان تترك للشارع ووسائل الاعلام التي تشهد مبارزة عنيفة بين القوى المتصارعة وتحديداً"اللقاء الديموقراطي"والثنائية الشيعية. وأقر الذين شاركوا في الحلقات الحوارية"الطائرة"بأن الحوار النيابي يتسع للجميع لكنهم رأوا ان هناك صعوبة امام اطلاق الحوار قبل تبريد الاجواء بين جنبلاط وقيادة الحزب. وطرحت في"الحوارات الطائرة"أفكار أهمها التفاهم المسبق على مجموعة من القواسم المشتركة التي لا تضمن عودة الوزراء الشيعة عن مقاطعتهم لمجلس الوزراء فحسب بل تكرس التفاهم النهائي على القضايا العالقة ومنها القرار الدولي الرقم 1559 وسلاح المقاومة ومستقبل العلاقات اللبنانية - السورية وجلاء الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري. وأكد رعد ان بري مستمر في مشاوراته لبلورة صيغة متكاملة لعودة الوزراء الشيعة عن قرار المقاطعة وان الامر متروك له لكنه ركز في المقابل على ان مشاركة الحزب في الحكومة"جاءت على أساس اننا شركاء في القرار السياسي ولن نكون"طرابيش"لأحد، وان لا بد من تأجيل حسم المواقف من نقاط الاختلاف الى حين التوافق عليها لا سيما اننا نعرف منذ دخولنا في الحكومة ان الاكثرية قادرة من خلال التصويت على تحقيق ما تريد". ولفت رعد الى ان الحزب يريد ضمانات حول الموقف من ال1559، خصوصاً ان في لحظة من اللحظات يمكن ان يطرح في مجلس الوزراء التصويت على نشر الجيش على طول الحدود اللبنانية مع اسرائيل فمن يضمن لنا عدم الوقوع في هذا المنزلق. في المقابل كان للنائبة بهية الحريري موقف لافت فاعتبرت ان"الحقن في الموقف أسهل بكثير من تفريغه، الأمر الذي يحتاج الى جهد من الجميع، والا لن يكون من جدوى للحوار". وعلى صعيد الثنائية الشيعية نقلت مصادرها عن الرئيس بري قوله ان ما جرى من مداولات لم يؤد الى تحول في المواقف لكن الجميع يؤمن بضرورة التهدئة. وأكدت المصادر ذاتها ان بري سيتواصل مع العريضي بعد ان يكون الاخير وضع جنبلاط في حصيلة لقاءات الطائرة، مشيرة الى ان رئيس المجلس لمس من الجميع استعداداً ايجابياً يحتاج الى خطوات عملية. ولم تقلل من خطورة المرحلة التي تفرض على الجميع ومنهم"أمل"التوجه بايجابية نحو الحوار لكن لا نفع لأي حوار ما لم تحل الازمة الوزارية. وأشارت ايضاً الى ان المواقف التي صدرت اخيراً تطرح السؤال:"الى أين نحن ذاهبون بالبلد، وهل من دور للحوار طالما ان الازمة الحكومية على حالها؟". وتطرح المصادر هذا السؤال حرصاً على ألا تولد المبادرة الحوارية ميتة طالما ان المشكلة ما زالت مستعصية بين"أمل"وپ"حزب الله"من جهة وبين الغالبية في البرلمان، مؤكدة انها تنتظر مبادرة وفاقية من سعد الحريري الذي يواصل اتصالاته بجميع الاطراف لإيجاد مخرج للأزمة الحكومية من اجل الولوج الى الحوار.