كما أنتَ دعني أقبل مسار الدموع التي عبرتْ ذات حُزنٍ على وجنتيكْ وألقتْ نخيلاتُ بيتي العتيق جدائلَ أحزانها في يديك كما أنتَ لا شيء أطلبهُ في ظلام المتيهِ سوى بسمةِ الحبِ في مقلتيكْ ولا شيء يُحزنني غيرَ أن تعبرَ الأمنياتُ على شاطئيكْ لا شيء يقتلني غير أن البعادَ المعتقَ صار لذيذاً لديك ولا شيء غير أنك صرت قريباً كرفّةِ جَفنْ وصرت عزيزاً كمقلةِ عينْ وصرتَ كما كنتَ نهري عذابٍ جميلٍ ووجداً تلفعَ بالحزنِ والهمهماتِ الحبيباتِ للسامعينْ كما أنتَ تأسرني غفوةُ القلبِ بعد العشية في جانبيكْ وتملكني أنجمٌ تستحمُ مساء الهوى في ضفافك تجدلُ أضواءها باقةً من حنين كما أنتَ يا وطناً أتعب العمرَ أشعله غربةً واشتياقاً لبيتٍ هناك لسجنٍ هناك لتمتمةٍ في زوايا الأزقةِ ترنو إليك كما انتَ لستَ لنا دائماً يعتليكَ الظلامُ المقامرُ والسافلونَ لا شمسَ تكشفهُ لا الرصاصُ المعبأ بالثأر يكسرُ أعناقهم هكذا أنتَ لستَ لنا... دائماً رغم أنّا نموتُ عليك ونحيا عليك مفاتيح أعمارنا منذ آدمَ بين يديك لمن سوف نشكوكَ يا وطنَ الحبِ... والحقدِ والوجدِ... والصدِ والقربِ... والبعدِ والنهرِ... والقهرِ والنخلِ... والقتلِ يا وطناً آه يتعبني الوصفُ والتسميات الكثيراتُ ضاعت لديك لمن سوفَ أشكوكَ... إلا إليك لمن سوفَ أشكوكَ... إلا إليك. مصطفى المهاجر شاعر عراقي مقيم في أستراليا