كنت احسب أن وعاظ السلاطين قد قبروا في أقبية الماضي، الا ان الواقع يكشف أنه ما زال منهم الكثير، أولئك الذين يجترون اساطير التاريخ البالية، ليقدموها في حلة جديدة، في الوقت الذي يعيش المسلمون اعسر الازمات، في ظل ايديولوجيا القومية العربية، التي أول ما اضاعت من يدها، قضيتها المركزية فلسطين. اما آن الاوان للمثقف العربي كي يكون اداة لاستنطاق التاريخ، وفق اسلوب علمي، يغلب عليه العقل والمنطق والحكمة، لوضع الحقائق التاريخية في نصابها الصحيح، بعيداً عن فلسفة التهجم والاعتداء على الآخرين، بتحميلهم ما لا ذنب لهم فيه. آمل ان تنبري الاقلام التي تقدس الحق وتحترم الحقيقة، للبدء بتشذيب التاريخ من كل ترهات الباطل التي الصقها به الحاكمون، لتنطلق امتنا الاسلامية من جديد، في ركب الحضارة والتقدم، لأنها تمتلك زخماً حضارياً تفتقر اليه بقية الحضارات العالمية، علماً ان سرّ هذا الزخم يكمن في روح التسامح واحترام الآخر، لا في نبذ الآخرين وتخوينهم في دينهم ووطنيتهم. محمد جواد سنبه - العراق - بريد الكتروني