لقي التراشق الكلامي بين رئيس"اللقاء الديموقراطي"النيابي وليد جنبلاط وبين"حزب الله"على خلفية مواقف اطلقها الاول عن المقاومة وعاد واوضح انها لا تعني الحزب وانما فصيلاً فلسطينياً في لبنان، والمواجهة بين متظاهرين وبين القوى الامنية اللبنانية اول من امس، وسقط بنتيجتها جرحى من الطرفين، تعليقات سياسية حذر معظمها من الاحتكام الى الشارع، واكد اصحابها على دور المقاومة. واعرب رئيس الحكومة السابق سليم الحص في بيان باسم"منبر الوحدة"القوة الثالثة عن اسفه"لان يبلغ الانفعال السياسي في لبنان مبلغاً يتجاوز فيه البعض حدود الكفر في بديهيات وطنية وقومية. فللمرة الاولى نسمع تهكماً على ما يسمى صراعاً عربياً اسرائيلياً، وكأنما ما كان ولم يعد ثمة قضية فلسطينية تعرف بقضية العرب المركزية. وللمرة الاولى نسمع كلاماً ينعت المقاومة بالغدر، وكأنما لم يكن ولم يعد ثمة ارض لبنانية محتلة ولا اعتداءات جوية وبحرية شبه يومية وأسرى لبنانيين في السجون الاسرائيلية ولا تهديدات من القيادة العسكرية الصهيونية بقصف منشآت لبنانية. ولا يتورع البعض في بيانات مكتوبة عن تبرئة العدو الاسرائيلي كلياً من الجريمة النكراء التي أودت بحياة الرئيس الشهيد قبل ان ينتهي التحقيق. وكأنما لا مصلحة لعدو لبنان والعرب في اغتيال الرئيس الحريري، وكأنما الموساد جهاز من الملائكة لم يرتكب يوماً في تاريخه الحافل جريمة في حق لبنان او العرب، علماً بان اسرائيل كانت هي المستفيد الأول من تداعيات الجريمة النكراء بما كان لها من ارتدادات واصداء في لبنان والمنطقة والعالم، ونحن من الذين لا يبرِّئون احداً سلفاً في انتظار نتائج التحقيق". واذ نبه الى"النشاز المقيت الذي ينضح بالمذهبية والطائفية وسائر اشكال الفئوية الرخيصة بلسان سياسيين من كل الاطراف من دون استثناء لا هم لهم سوى مصالحهم الآنية والانانية"، دعا الى"شيء من الروية والتعقل والعودة الى الضمير الوطني والقومي لا بل والى شيء من الحياء امام اجيال الشباب التي من حقها ان تتطلع الى غد افضل. ولم يعد ثمة بد من مبادرة يكون من شأنها احداث تبديل كلي في المشهد السياسي". مذكراً بمبادرة"منبر الوحدة الوطنية". واستبعد رئيس تكتل"الإصلاح والتغيير"النيابية ميشال عون امكان العودة الى"الماضي الأسود". مؤكداً"ان هناك طاقة لدى الشعب اللبناني تجعله يقلب الأوراق". وعن الانتقادات التي وجهت الى المشاورات التي اجريت في جدة قال عون انه ليس على علم بتفاصيل المبادرة السعودية وقال:"ابلغنا ان هناك بنوداً تعيدنا الى العام 1976". وشدد على"ان اللبنانيين يمنعون انفسهم من الانتقاد". ودعا الى الحوار وعدّد"القوى السبع الأساسية التي لديها تمثيل في البرلمان للحوار: القوات اللبنانية واللقاء الديموقراطي وتيار المستقبل وحركة"امل"وپ"حزب الله"وكتلة زحلة والتيار الوطني الحر. لكنه اشار الى وجود قوى اخرى مستقلة في المجلس وخارجه، ورأى"ان الحوار داخل المجلس النيابي لن يوصلنا الى نتيجة"وأن وقوفه"مع فريق من دون الآخر لن يجدي". وعما اذا كان سيأخذ موقعه داخل قوى 14 آذار قال عون:"هناك خطان متصادمان، اذا تابعنا بهذا النمط سنصل الى صدام اعمق وبالتالي الى كارثة، نحاول ان ندوّر هذه الخطوط المتواجهة، وهذا هو الحوار، والغاية من ذلك التفاهم على المستوى الوطني عندئذ نقوم بتحالفات سياسية ويختار كل طرف من يرى انه منسجم معه في البرنامج اما الآن فهناك استحالة لقيام جبهات سياسية لأن ليس كل شيء في 8 آذار نختلف عليه ولا كل ما في 14 آذار نتفق عليه على المستوى المحلي. المطلوب بداية ازالة الجبهات ولنضع آراءنا في سلة واحدة من اجل تشكيلة خلاصية، الثنائيات لا تنفع وإنما تشجع التصادم عند حصول الأزمة الكبيرة. يجب ان تذهب المواجهة الى الطاولة وضمن الغرفة المغلقة وليس في الشارع، لا يجب تغذية الشعور التصادمي في الشارع لأن الأمور تفلت منا ويتحكم بنا الشارع". وعن هواجس"حزب الله"قال عون:"ان كل تشكيل سياسي - عسكري سيتحول من حال الى حال لذلك يجب مد جسور الثقة ونتحمل معه الحال المتعبة لديه، ومن المهم ان تكون هناك بداية حوار كي لا تتفاعل المشكلات في الإعلام والشارع". وسأل:"لماذا نقول ان"حزب الله"يرفض ترسيم الحدود او اطلاق المعتقلين في السجون السورية؟". وأكد استعداد التيار الوطني الحر لدخول حكومة أقطاب. وإذ اشاد بأداء رئيس الحكومة فؤاد السنيورة قال:"نحن لا نحدد الشخص الذي سيمثل"تيار المستقبل"لكن يجب ان تكون لديه صلاحية القرار". وأكد انه لن يدافع عن رئيس الجمهورية"يبقى او يرحل لكن لا أطالب بإقالة الرئيس او استقالته لأن الأمر يعود إليه". قوى 14 اذار:جنبلاط طالما دعم المقاومة وجددت هيئة المتابعة لقوى 14 آذار"المسلمات التي انطلقت منها وهي التبني الكامل لمسار لجنة التحقيق الدولية وضرورة تشكيل محكمة دولية، ودعوة الجهات اللبنانية والسورية خصوصاً الى ضرورة التعاون الكامل وعلى كل المستويات مع مسار التحقيق". كما جددت الهيئة في بيان لها"الدعوة الى ضرورة قيام علاقات طبيعية بين الدولة اللبنانية السيدة المستقلة وبين الدولة السورية من دون تدخل من احداهما في شؤون الأخرى مع قيام تمثيل ديبلوماسي حقيقي". وأكدت"الشراكة الكاملة بين المكونات التمثيلية السياسية اللبنانية كافة وذلك عبر احترام وثيقة الوفاق الوطني وعدم محاولة فرض شروط تتجاوز البيان الوزاري ما يعتبر محاولة لتعطيل مسار بناء الدولة الواحدة". وأجمعت الهيئة"على حماية المقاومة ودورها وذلك عبر إلغاء التعارض بينها وبين الشرعية الدولية، مطالبة بترسيم الحدود بدءاً من شبعا اضافة الى تحييد المقاومة عن الصراع الداخلي". مستغربة"الرد العدواني من"حزب الله"على تصريحات النائب وليد جنبلاط الذي طالما دعم المقاومة". وفي موضوع تظاهرة السرايا الحكومية اول من امس طالبت الهيئة"ببعض العقلنة"، مشيرة الى انه"لم يعد من الجائز التجني على الحكومة اللبنانية بسبب تعاونها مع الشرعية الدولية". وكرر امس، عضو"اللقاء الديموقراطي"النائب وائل ابو فاعور توضيح ما قاله جنبلاط، بالقول:"ان النائب جنبلاط لم يقصد سلاح"حزب الله"عندما تحدث عن سلاح الغدر، بل ان تصريحات النائب جنبلاط تم تفسيرها خطأ وفي شكل متعمد لتبرير حملة سياسية معاكسة". قاسم: جنبلاط مس بالمقاومة وأشار نائب الأمين العام ل"حزب الله"الشيخ نعيم قاسم الى ان الحزب سيتوجه بسؤال الى الحكومة عبر المجلس النيابي عن سبب الحادث الذي حصل أمام السرايا الحكومية ومسؤوليته. لافتاً الى"ان الاعتداء على الشباب الرافض لاميركا هو اعتداء مقصود ومدروس". وشدد على"دور المقاومة التي ادت الى اول انجاز في المنطقة العربية بتحرير لبنان ما عدا مزارع شبعا". ورأى ان تصريحات جنبلاط"وصلت الى القمة، اذ انها طاولت المقاومة الشريفة وهو يوتر الاجواء بتصريحاته المستمرة". وعن قضية مزارع شبعا، لفت قاسم الى ان"من يشكك بلبنانية المزارع عليه هو ان يقدم دليلاً على ذلك". وقال:"المسألة ليست عادية ولا عابرة، كنا نسمع هذه التصريحات خلال الاسابيع الماضية، واتخذنا قراراً في قيادة الحزب ان لا نرد عليها مهما كانت باستثناء واحد، اذا وصلت الى المس بالمقاومة وللاسف وصلت الى ذلك. والآن، فإن ما وصلت اليه هو جزء من سلسلة. لم يعد الموضوع مرتبطاً بتصريح يمكن نفيه أو الاعتذار عنه أو ما شابه، لكن ان يصدر بهذه الصيغة. هذا خطر كبير وهذه رؤية نضع عليها علامات استفهام كبيرة ونحن لا نتحمل مثل هذا التوجه". وسأل عضو هيئة الرئاسة في حركة"امل"خليل حمدان"عن لبنانية من كان يريد نزع العلم اللبناني من قلب العاصمة بيروت في يوم من الايام ومن كان يريد ان يثبت هذا العلم؟"، غامزاً من قناة النائب جنبلاط، وسأل عن"الجريمة التي اقترفتها حركة"امل"وپ"حزب الله"حتى تقوم قيامة البعض ولا تقعد حتى هذه اللحظة؟".