سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
منافسها الثري يتعهد استخدام خبرته في الأعمال لتأمين وظائف ... وفرض الأمن . تشيلي على عتبة اختيار رئيسة للمرة الاولى ... متحررة لكن مستمرة في نهج اليسار المتماسك
توجه الناخبون في تشيلي الى صناديق الاقتراع امس، الإدلاء بأصواتهم في الدورة الثانية والحاسمة في الانتخابات الرئاسية التي تتنافس فيها المرشحة الاشتراكية ميشيل باشيليه مع المرشح اليميني الثري سيباستيان بينييرا. ودلت آخر استطلاعات الرأي أن باشليه الطبيبة والوزيرة السابقة ستحصل على 53 في المئة من الأصوات في مقابل 47 في المئة لمنافسها. غير أن غالبية المحللين يعتقدون أن الفارق سيكون أضيق. وتأمل باشليه التي تمثل ائتلاف اليسار - الوسط الذي يحكم التشيلي منذ انتهاء عهد الديكتاتور السابق اوغوستو بينوشيه عام 1990، في أن تصبح اول إمرأة تصل الى سدة الرئاسة في بلادها، بفضل الفارق الذي ستحدثه الاصوات النسائية. وقالت المرشحة الإشتراكية المعروفة ببساطتها وصراحتها:"أن تكون إمرأة في اللعبة السياسية يضيف وينقص: صورة المرأة لدى الناخبين، أنها أكثر تحسساً لمشكلات الناس واهتماماً بمعالجتها". وأضافت:"القيادة التي تمارسها المرأة تختلف عن اسلوب الرجل، لذا يفكر الرجال مرتين أو ثلاثاً قبل إعطاء صوتهم الى إمرأة... تلك هي قصة النساء مع السياسة، وهذا معطى في حياة النساء اللواتي يمارسن العمل العام". وتعهدت باشليه الحفاظ على السياسات الاقتصادية السليمة التي ساعدت ثلاث حكومات ائتلافية متعاقبة، في تطوير اقتصاد البلاد، وتقليص نسبة الفقر الى أكثر من النصف. أما بينييرا فيتزعم تحالفاً يمينياً، ويعتبر ان اليسار فقد صلته بتشيلي، مشيراً الى ان خبرته في مجال قطاع الاعمال تساعده في تحقيق وعوده بتوفير وظائف. كما تعهد نشر 12 الف شرطي اضافي في شوارع تشيلي، في محاولة لتهدئة مخاوف المواطنين من الجريمة. وكان المرشحان انهيا حملتهما الانتخابية مساء الخميس الماضي. وجمعت باشليه، مرشحة ائتلاف"التنسيق الديموقراطي"، أكثر من مئتي ألف مناصر لها في مهرجان في العاصمة سانتياغو، فيما فضل بينييرا، مرشح"التحالف من أجل الشيلي"التوجه إلى مدينة فالبريزو، تعبيراً عن رغبته في تطوير اللامركزية. وأشارت باشليه في مهرجانها، إلى وفاة أبيها، مستعيدة قساوة اللحظات الاولى في حياتها السياسية. وأهدت فوزها الى"كل الذين يعملون من أجل حقوق الإنسان". أما بينييرا، فقال إن الائتلاف الحاكم الذي تمثل باشليه استمراراً له، لا يستحق ولاية جديدة، وطالب الناخبين بإنجاز عملية التداول على السلطة. وحاول ائتلاف اليسار - الوسط بدعم من الرئيس لاغوس، التلميح الى أن بينييرا لا يمون على نواب ائتلافه لإقرار الإصلاحات التي طالب بها في حملته الانتخابية. في المقابل، شنّ الائتلاف اليميني هجمات قاسية على شخصية المرشحة الاشتراكية تناولت معتقداتها الدينية العلمانية، ووضعها العائلي كمطلقة. وكانت باشليه احتلت الصدارة في الدورة الاولى من الانتخابات في 11 كانون الاول ديسمبر الماضي، بحصولها على 49.5 في المئة الاصوات، فيما حصل بينييرا على 25.4 في المئة. استحقاقات أيّاً تكن هوية الفائز، تواجه تشيلي تحديات جديدة، لخصها الباحث السياسي خوان غافيتون بثلاثة:"دستور جديد، مساواة جديدة، أميركا لاتينية جديدة". ويتعلق الأول، بتصفية الإرث الدستوري لنظام بينوشيه الذي ما زال قائماً، على رغم التعديلات الكبيرة التي أدخلت عليه. ومنه قانون الانتخاب المجحف الذي يضمن لليمين تمثيلاً يتخطى وزنه الانتخابي ويحرم أحزاباً كالحزب الشيوعي خارج الائتلافات الرئاسية، من التمثل في مجلسي النواب والشيوخ. ويطاول التحدي الثاني مسألة توزيع الثروة التي تجعل من تشيلي، على رغم تقدمها الاقتصادي، مجتمعاً يتميز بفوارق اجتماعية وبسوء واقع الأقلية الهندية التي تمثل نحو خمسة في المئة من السكان. اقليمياً، سيتعاطى الرئيس الجديد في قضيتين أساسيتين: الأولى تتعلق بمطالبة بوليفيا بالحصول على منفذ بحري بعدما احتلت تشيلي منفذها الوحيد خلال حرب المحيط الهادئ في القرن التاسع عشر. والثانية تتعلق بالتقرب من"المركوسور"بعد الفتور الذي لحق بتوقيع تشيلي معاهدة تجارة حرة مع الولاياتالمتحدة. ميشيل باشليه 54 سنة: إبنة جنرال موال للرئيس السابق سلفادور أليندي، توفي على إثر التعذيب في سجون الديكتاتور اوغوستو بينوشيه. ممثلة الإتجاه اليساري في الحزب الإشتراكي ومرشحة ائتلاف"التنسيق الديموقراطي". طبيبة صحة عامة ووزيرة صحة في حكومة الإشتراكي لاغوس عام 2000 ووزيرة للدفاع عام 2002. مطلقة مرتين ولديها ثلاثة أولاد من زوجين مختلفين. سيباستيان بينييرا 56 عاماً:رجل أعمال ناجح ومن أغنى رجالات التشيلي، إذ تقدر ثروته بنحو 1.2بلايين دولار. من ممتلكاته: شركة الطيران التشيلية وقناة تلفزيونية. إقترع ضد بقاء بينوشيه في إستفتاء عام 1988، عضو في حزب التجدد الوطني يميني تحديثي ومرشح"الإئتلاف من أجل التشيلي"بعدما هزم في الدورة الأولى مرشح اليمين التقليدي خواكيم لافين.