سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قرار للحزب و "أمل" يمدد اعتكاف الوزراء الشيعة ... وولش يرفض "أي صفقة على حساب سيادة لبنان" . جرحى بين متظاهرين وقوى الأمن في بيروت وجنبلاط يهاجم "حزب الله" و "عصابات" جبريل
اتجه الوضع اللبناني نحو مزيد من التصعيد السياسي بالتزامن مع زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش لبيروت أمس، ومع حصول مواجهة عنيفة بين قوى الامن اللبنانية ومتظاهرين من منظمات شبابية تابعة لأحزاب موالية لسورية، أثناء احتجاجهم على زيارة ولش بعد ظهر أمس أمام السرايا الحكومية، ما أدى الى سقوط جرحى من الطلاب وقوى الأمن. وفيما أعلن المسؤول الأميركي خلال زيارته السريعة لبيروت ان بلاده"لن تؤيد أي جهود او صفقات من شأنها ان تودي بسيادة لبنان في مقابل العودة الى شيء مشابه للااستقرار هو في حقيقة الأمر تدخل أجنبي"، تعددت مظاهر التصعيد السياسي ومنها قرار"حزب الله"وحركة"أمل"عدم العودة عن قرار الاعتكاف عن حضور جلسات مجلس الوزراء، وإبقاء الوضع معلقاً من دون الاستقالة، رداً على قرار قوى الأكثرية الحكومية عدم القبول بوضع أي نص يشكل مخرجاً لحل الازمة الحكومية حول الموقف من سلاح"حزب الله"والاكتفاء بما نص عليه البيان الوزاري للحكومة في هذا الشأن. وشن رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"النائب وليد جنبلاط هجوماً جديداً على النظام السوري أمس، وصعّد ضد"حزب الله"وحركة"أمل"واعتكاف وزراء الثنائية الشيعية. وقال ان قوى 14 آذار مارس"ستبقى أقوى من السلاح الذي يدّعون انه للتحرير"، مهاجماً بذلك"حزب الله"، ووصف"عناصر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة"الذين يتمركزون في بلدة الناعمة بأنهم"عصابات". راجع ص 6 و7 وعلمت"الحياة"ان قيادتي"حزب الله"وحركة"أمل"قررتا الرد على الحملات التي تستهدفهما بعد صمت خلال الأسبوعين الماضيين. وتأتي مظاهر التصعيد المتنوعة بعد إعلان قوى الأكثرية الحكومية والنيابية عدم موافقتها على النقاط السبع التي طرحتها دمشق أثناء اللقاءات السورية - السعودية والمصرية - السورية حول العلاقات مع لبنان، وعشية استماع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، الى رئيس الاستخبارات السورية في لبنان سابقاً العميد رستم غزالي والضابط المتقاعد سميح القشعمي غداً في فيينا، إضافة الى طلب اللجنة استجواب الشاهد السوري هسام هسام وبعض أفراد عائلته في مقر اللجنة في لبنان أي في"مونتيفردي". وقالت مصادر مواكبة للتحقيق الدولي ان هدف الجولة الجديدة من الاستجوابات الحصول على أجوبة حول اجتماعات محددة عقدها غزالي، وحول مدى صحة حرق أرشيف الاستخبارات السورية في لبنان، إضافة الى الحصول على أجوبة عن خالد طه الذي كان على علاقة بأحمد أبو عدس الذي ظهر في شريط فيديو يعلن عن تنفيذه اغتيال الحريري في عملية انتحارية، إضافة الى ترتيب مقابلة اللجنة للرئيس السوري بشار الأسد، ووزير خارجيته فاروق الشرع. وكانت زيارة ولش السريعة للبنان حملت عنوان"دعم الولاياتالمتحدة لوحدة لبنان وازدهاره وأمنه وحريته". وخص ولش البطريرك الماروني نصرالله صفير بزيارة مقره في بكركي متجاهلاً رئيس الجمهورية اميل لحود، مشدداً على"دور صفير في قيادته لطائفته". وأنهى ولش جولته بلقاء رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بعدما زار العماد ميشال عون وجنبلاط في المختارة، والتقى وزير الخارجية فوزي صلوخ في المطار عند وصوله، من دون الادلاء بتصريحات، لكنه عقد مؤتمراً صحافياً بعد اجتماعه المطول مع السنيورة تحدث فيه عن التحقيق في اغتيال الحريري قائلاً انه"يتقدم وفق تقرير رئيس اللجنة الدولية القاضي الألماني ديتليف ميليس، والآن مع الرئيس الجديد القاضي البلجيكي سيرج براميرتس، ونريد أن نرى الى أين سيؤدي هذا التحقيق من دون أي اعاقات من أي كان، سواء من سورية أو من آخرين؟". وأضاف:"ان مجلس الأمن استلم تقارير مزعجة ومقلقة عن التعاون السوري، ويبدو ان سورية ما زالت لا تستجيب المتطلبات، لذلك يجب أن يستمر التحقيق ويتقدم ولا نعرف ولا نفهم اذا لم يكن هناك أي ذنب من جهتهم السوريين لماذا لا يبادرون بالتعاون؟". وعن الموقف الأميركي من النظام السوري قال المسؤول الأميركي:"من الجيد أن نسمع بعض الأصوات وأصواتاً أخرى تخرج من سورية ومن خارجها، عما يحصل هناك، ونعتقد بأن على سورية أن تغيّر سياساتها. وكما قلنا في مناسبات كثيرة أيضاً، نحن قلقون من تصرفاتها ودعمها الارهاب وتدخلها في لبنان، وأيضاً تصرفاتها مع بعض الجماعات الفلسطينية، وهذه هموم يشاطرنا اياها آخرون. على السوريين تقويم تصرفاتهم، وهذا وضع صعب لدمشق وهم يزيدون عزلتهم من الأكثرية". وسئل عن تطبيق القرار الدولي الرقم 1559 واصرار الولاياتالمتحدة على تنفيذه، فقال:"ان متطلبات القرار 1559 واضحة وهناك مجال لتطبيق بعض أجزائه، ونتوقع ان يحصل حوار بين اللبنانيين طالما لا تحصل أي مساومة بالنسبة الى هذا القرار". ورافق ولش في زيارته مستشار البيت الأبيض للأمن القومي اليوت ابرامز، وأوضح أنه شدد واياه، أمام السنيورة على التزام قوي تجاه الشعب اللبناني"وهذه الحكومة بالذات". وأشار الى تناول المحادثات الاصلاحات التي تنوي الحكومة القيام بها لدفع الدول المشاركة في مؤتمر دعم اقتصاد لبنان الى مساندته. وقدم تعازيه لخسارة جبران تويني"المأسوية". وأكد الاصرار"على دعم لبنان لانهاء الممارسات والاغتيالات السياسية بالكامل"، وزاد:"على سورية ان توقف اعاقتها التحقيق الدولي وتتعاون في شكل كامل واذا تابعت اعاقتها لن نتردد في تحويل الأمر الى مجلس الأمن". وحذر من استخدام سورية حلفاءها المحليين للتدخل في الأمور الداخلية. وقال انه لا يعتقد بأن نية المملكة العربية السعودية ومصر كانت الوصول الى أي صفقة. ونفى الاتهامات الموجهة الى واشنطن بالتدخل في شؤون لبنان"، وقال:"يسرنا ان نسمع ما يقال حتى لو فيه اعتراض على سياستنا ونحن مع حرية التعبير بطريقة سلمية". وأوضح انه لن يلتقي لحود"لأننا نؤمن بانطلاق المسار الديموقراطي"، واستقبل المسؤولان الأميركيان مساء الوزيرة نايلة معوض والنائب بطرس حرب والنائب السابق نسيب لحود في السفارة الأميركية. وبالعودة الى المواجهة بين الطلاب المعتصمين أمام السرايا الحكومية والقوى الأمنية قال منظمو"الاعتصام ضد زيارة ولش والذي شارك فيها طلاب من"حزب الله"وحركة"أمل"والحزب السوري القومي الاجتماعي، ان عدد الجرحى بين الطلاب 16 فيما ذكرت مصادر قوى الأمن ان الجرحى من عناصرها سبعة أصيبوا في رؤوسهم بالحجارة التي رشقها المعتصمون عليهم، وأن أربعة من الطلاب جرحوا بإطلاق القوى الأمنية قنابل مسيلة للدموع، واستخدام خراطيم مياه. ولام كل فريق الآخر لبدء أعمال العنف، فيما طالب"حزب الله"الحكومة بتوضيح أسباب ما جرى، وتولى"تلفزيون المنار"التابع له بثاً مباشراً لحصول المواجهة وأوقف برامجه لاستصراح سياسيين معارضين للحكومة في حملة تعبئة واسعة. ودعا الحزب في بيان له قوى المجتمع الى رفض الممارسات"القمعية". ودعا أمين سر"الحملة الشبابية لرفض الوصاية الأميركية"، هشام طبارة المنظمات الشبابية التي"تنادي بالسيادة الحقيقية"الى اجتماع طارئ عصر اليوم، للبحث في التحرك المقبل ضد"التدخل في شؤون لبنان من النظام الأمني اللبناني - الأميركي الجديد". وقال:"لينتظروننا في الشارع وكل مكان ونعني ما نقول". واتهم وزير الداخلية حسن السبع بالاعتداء على اعتصام سلمي، مشيراًَ الى توقيف ثلاثة من الطلاب. وليلاً، أصدر الحزب الشيوعي اللبناني بياناً نفى فيه مشاركته في الاعتصام الشبابي أمام السرايا، وان قطاع الشباب فيه انسحب أصلاً من"الحملة الشبابية"ضد الوصاية الأميركية"لوجود شخصيات ورموز تسيّرها".