أكد مسؤولون في قطاع الغاز العالمي ان نمو استهلاك الغاز في الأسواق الأوروبية والسيولة المتزايدة في أسواق العقود الفورية، ستؤدي في المستقبل القريب الى عولمة الأسواق، مطالبين بتنفيذ استثمارات في البلدان المنتجة والمستهلكة على حد سواء. وقال رئيس قطاع الغاز والطاقة في شركة"توتال"الفرنسية للطاقة ايف لويس داريكاي أمام مؤتمر ومعرض"غازتيك 2006"في أبو ظبي، ان السنوات القليلة الأخيرة شهدت نمواً متسارعاً في الطلب العالمي على الغاز"ونحن نتوقع في توتال ان يستمر استهلاك الغاز العالمي في النمو بمعدل 2.5 في المئة سنوياً حتى عام 2020". وقدر إجمالي الاستثمارات اللازمة في قطاع الغاز على المستوى العالمي خلال 25 سنة بپ3.9 تريليون دولار، أو 156 بليون دولار في السنة. وقال"إن الاستثمارات الأكبر ستكون في الاستكشاف والانتاج 2.2 تريليون، تليها استثمارات بمبلغ 103 بلايين دولار لخطوط الانابيب، ومئة بليون دولار للتخزين و300 بليون دولار للغاز الطبيعي المسال. وأضاف داريكاي أن تزايد الطلب على الغاز ترافق مع النضوب التدريجي لحقول الغاز القريبة من مناطق الاستهلاك الرئيسية، ما دفع سلسلة الإمداد ابعد فابعد عن الأسواق الاستهلاكية. وقال:"وبما أن حلول أنابيب نقل الغاز باهظة الكلفة ومحدودة، فإن حصة الغاز الطبيعي المسال في سوق الغاز تنمو بنسبة ثمانية في المئة سنوياً بحيث تصل إلى 40 في المئة من الغاز المتداول عام 2020". وقال ان الشرق الأوسط الذي يقبع على ثلث احتياط الغاز الطبيعي في العالم ويقع بين منطقتين استهلاكيتين رئيسيتين هما الولاياتالمتحدة وآسيا، في طريقه إلى ان يصبح المصدر العالمي الأول للغاز الطبيعي المسال ويتمتع بمركز فريد في التحكم بالأسواق، مؤكداً ان المنطقة ستحتل أهمية كبيرة في صناعة الغاز، ليس فقط بسبب الموقع الاستراتيجي لمواردها الغازية، ولكن أيضاً بفضل الظروف المؤاتية لتنفيذ مجموعة جديدة من تقنيات الغاز. وعلى هامش المؤتمر، أعلنت شركة"اكسون موبيل"الأميركية للطاقة عزمها التقدم بعرض لتطوير حقول النفط والغاز الطبيعي في أبو ظبي الغنية بالكبريت لسد الحاجات المتنامية من الطاقة. وأفاد بيان للشركة بأنها تخطط للمنافسة على المشروع الذي يُعتبر الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط. ويتوقع أن يزداد الطلب على الغاز في أبو ظبي أربع مرات خلال ربع القرن المقبل. وكشف رئيس"بي بي"في الشرق الأوسط عبد الكريم المازمي ان الشركة قدمت عرضاً لمشروع استخلاص الغاز الصعب، وقال ان أبو ظبي ستشهد تطورات مهمة في مجال صناعة النفط والغاز، مشيراً إلى وجود اتجاه عالمي لإنتاج الطاقة البديلة من الهيدروجين والرياح ومصادر أخرى. وأعلن عضو المجلس الأعلى للبترول في الإمارات نائب الرئيس التنفيذي لشركة"بترول أبو ظبي الوطنية"أدنوك عبدالله ناصر السويدي، أن الشركة تعمل بالتعاون مع مجموعة شركاتها على تنفيذ عدد كبير من المشاريع الضخمة لبناء مصانع جديدة لتلبية الطلب العالمي المتزايد على النفط والغاز والبتروكيماويات. وقال في المؤتمر إن الاستثمارات في هذه المشاريع تزيد على 26 بليون دولار 95.42 بليون درهم منها 10 بلايين دولار 36.8 بليون درهم لشركة"أدنوك". وأكد أن"شركة أبو ظبي لصناعات الغاز المحدودة"جاسكو تنفذ مشاريع بپ16 بليون دولار 58.72 بليون درهم للسنوات العشر المقبلة. وبالنسبة إلى النفط الخام قال:"نعمل حالياً على رفع الطاقة الإنتاجية لدولة الإمارات العربية المتحدة من النفط الخام إلى أربعة ملايين برميل يومياً بحلول عام 2015". وأشار إلى وجود خطط لتوسيع شركة"أبو ظبي للدائن البلاستيكية المحدودة"بروج، فيما تقوم"أدنوك"بالتنسيق المستمر مع شركة"دولفين للطاقة"، إذ يتوقع أن تصل أول إمدادات غاز"دولفين للطاقة"إلى الإمارات صيف 2007.