أعلنت القوات الدولية للمساعدة في إرساء الأمن في أفغانستان إيساف والتابعة لحلف شمال الاطلسي ناتو أمس، أن جنودها قتلوا عدداً يتراوح بين 70 و80"طالبانياً"في معارك استمرت نحو أربع ساعات قرب بلدة قلعة موسى في ولاية هلمند جنوب. ونتجت الحصيلة من تقديرات ميدانية لقوات الحلف، إذ لم تنتشل أي جثة أو ينقل أي جريح، علماً أن الشرطة كانت أعلنت مقتل أربعة"طالبانيين". وقال الرائد لوك نيتينغ، الناطق باسم"إيساف"، إن"مروحيات مقاتلة وطائرة حربية آزرت دورية لإيساف لدى تعرضها لهجوم شنه عدد كبير من المتمردين". وأوضح نيتينغ أن المعارك اندلعت في منطقة تقع بين قلعة موسى وولاية نوزاد، أي خارج المنطقة المعنية بالاتفاق الذي وقع بين القوات البريطانية في"إيساف"وزعماء القبائل في أيلول سبتمبر الماضي، وتعهد بموجبه الأخيرون عدم تقديم ملجأ ل"طالبان"في مناطقهم، في حال انسحاب الجنود البريطانيين منها. وفي قندهار جنوب، قتل ثمانية أشخاص في تفجير انتحاري نفذ باستخدام سيارة ملغومة لدى عبور آلية لقوات حلف الأطلسي. وأفاد شهود عيان بأن ثلاثة مدنيين قتلوا بالتفجير، فيما أردى جنود"إيساف"خمسة آخرين بالرصاص، قبل أن تعلن القوات الدولية جرح ثلاثة في صفوفها ينتمون إلى كوماندوس البحرية الملكية البريطانية شخصت إصابة أحدهم بأنها"خطرة". وأعلن الرائد نيتينغ أن قيادة الحلف"ستستخلص الحقائق، في شأن رد فعل القوات"، مشيراً إلى أن جنود الحلف أطلقوا النار في الهواء لإبعاد سيارات تقدمت بطريقة ملتوية منها. وكان جنديان كنديان قتلا في هجوم انتحاري في قندهار الأسبوع الماضي، علماً أن حوالى أربعة آلاف شخص ربعهم من المدنيين قتلوا في معارك هذه السنة والذي اعتبر الأكثر دموية منذ إطاحة نظام"طالبان"نهاية عام 2001. على صعيد آخر، أفادت صحيفة"نيويورك تايمز"بأن قوات الشرطة التي تدربها الولاياتالمتحدة في أفغانستان غير قادرة على فرض الأمن. ونقلت الصحيفة عن تقرير مشترك أعدته وزارتي الدفاع والخارجية أن مديري البرنامج الذي كلف 1,1 بليون دولار لا يستطيعون تحديد عدد الضباط العاملين فعلياً في الخدم ولا يعرفون أيضاً مصير آلاف الشاحنات والمعدات التي قدمت لوحدات الشرطة الأفغانية. وخلص التقرير إلى عدم تطبيق برنامج تدريب ميداني فاعل في أفغانستان،"بسبب نقص عدد العاملين في البرنامج، وعقبات تجنيد أشخاص أميين كثيرين وتدني الرواتب وانتشار الفساد". وطالب بمكافحة الفساد المستوطن بين القوات الأفغانية. وفي باكستان، نقلت صحيفة"ديلي تايمز"عن مصادر في الاستخبارات رصد مخطط إرهابي يتضمن استيلاء مسلحين متشددين على مروحيات تستخدم لحساب شركات لنقل البضائع والبريد ومنظمات الرعاية الاجتماعية وإدارات حكومية، واستخدامها في تنفيذ هجمات إرهابية. وأوضحت الصحيفة أن وزارة الداخلية شددت إجراءاتها الأمنية حول الطائرات في أنحاء البلاد، رداً على المخططات، كما حذرت من إمكان تنفيذ عمليات خطف مماثلة لتلك التي يشهدها العراق حالياً، وكذلك اغتيال مسؤولين كبار في الحكومة. على صعيد آخر، قتل شرطي باكستاني في عملية انتحارية نفذها أوزبكي بين منطقتي بيشاور وبانو القبليتين المحاذيتين للحدود مع أفغانستان. واستقل الانتحاري سيارة أجرة أوقفتها الشرطة، قبل أن ينزل الرجل منها ويفتح النار، ما أدى إلى جرح عنصر أمن، ثم فجر نفسه بعد تطويقه وقتل شرطياً.