وعد رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي آلاف الصوماليين الذين احتشدوا مرحبين به في مقديشو أمس بالعمل على اقرار السلام والاستقرار، في وقت عززت القوات الحكومية، المدعومة بمئات الجنود الاثيوبيين، قبضتها على العاصمة التي اخلاها الإسلاميون قبل يومين. واتجهت الأنظار أمس إلى مدينة كيسمايو الواقعة على بعد 500 كلم جنوب مقديشو التي يتحصن فيها الإسلاميون الذين انسحبوا من مقديشو وعلى رأسهم الشيخ حسن ضاهر عويس والشيخ شريف شيخ أحمد. إذ وعد الرئيس الصومالي عبدالله أحمد بأن تُلاحق قواته الإسلاميين إلى هناك. وقال للصحافيين:"سنذهب إلى هناك ونواجههم... وإذا اعتقلناهم سنقدمهم إلى العدالة". وحلّقت طائرات اثيوبية أمس على علو منخفض فوق مدينة جيليب الواقعة على بعد 65 كلم شمال كيسمايو، مثيرة مخاوف من هجوم وشيك. لكن الإسلاميين ردوا بأنهم لن يستسلموا أبداً للاثيوبيين. وتعهد الشيخ محمد ابراهيم بلال، وهو قائد كبير في قوات"المحاكم الإسلامية"في كيسمايو، أن الأوضاع في البلاد ستتغير لمصلحة الإسلاميين"خلال أيام". كذلك قال الشيخ شريف شيخ أحمد لوكالة"اسوشييتد برس"أمس من كيسمايو:"لن نفر من أمام أعدائنا. لن نترك الصومال أبداً. سنبقى في بلادنا". وذكرت الوكالة أن مئات المقاتلين الأجانب، خصوصاً العرب ومن جنوب آسيا وبعضهم مصاب بجروح، شوهدوا في المدينة. وقال رئيس الوزراء جيدي خلال دخوله العاصمة أمس:"اليوم تبدأ حياة جديدة، استقرار جديد ومستقبل جديد للصومال". وأضاف لوكالة اسوشييتد برس ان لا مجال لمحادثات سلام جديدة الآن مع الحركة الإسلامية إذ"لا نستطيع التحدث عن سلام بعد كل هذا الدم". وأكد جيدي الذي دخل العاصمة في موكب يحرسه نحو مئة جندي اثيوبي،"القضاء على معظم القوات الاسلامية"، معتبراً ان"انتصار"قواته المدعومة من اثيوبيا سيتيح"منع امتداد الارهاب الى افريقيا برمتها". وقال رئيس الوزراء خلال مؤتمر صحافي عقده في منزل أحد اقربائه قرب وسط مقديشو ان"قواتنا قضت على معظم القوات الاسلامية، والمحاكم الاسلامية زالت من الوجود". وأضاف"ان هذا الانتصار ... يفتح الباب أمام مستقبل جديد لنا لصد الارهاب في الصومال ومنع امتداده الى افريقيا برمتها". وأكد جيدي ان الجيش الاثيوبي الذي يدعم الحكومة الصومالية،"سيبقى"في الصومال"الوقت الذي تحتاج اليه"السلطات الانتقالية الصومالية. وقال:"سيبقى الاثيوبيون في الصومال الوقت الذي تحتاج اليهم فيه الحكومة الفيديرالية الانتقالية". وأضاف"نحتاج الى ارساء الاستقرار في الصومال من اجل استقرار جيراننا". وتعتزم حكومة جيدي فرض الاحكام العرفية لمدة ثلاثة أشهر في محاولة لاستعادة النظام في المدينة.