بعد مرور سنتين على أمواج تسونامي التي اجتاحته، يواجه إقليم اتشيه الإندونيسي فيضانات كارثية تسببت بسقوط عشرات القتلى وآلاف المنكوبين. وعلى غرار ما حصل في أعقاب أمواج المد العاتية في 26 كانون الأول ديسمبر 2004، تبذل فرق الإسعاف جهوداً جبارة للوصول إلى المناطق الشاسعة التي ضربتها هذه الكارثة الطبيعية الجديدة. وأدى ارتفاع منسوب المياه بعد أسبوع من الأمطار الغزيرة جداً شمال جزيرة سومطرة، إلى مقتل تسعين شخصاً على الأقل وإرغام نحو 300 ألف شخص على الفرار من منازلهم. وطمرت قرى بكاملها في شكل كامل تقريباً. وأظهرت صور التقطت من الجو لإقليم أتشيه تاميانغ مساحات واسعة من برك المياه حيث لم يكن ظاهراً سوى أسقف المنازل فقط وقباب المآذن. ولجأ قرويون يعانون من الفقر المدقع إلى المناطق المرتفعة في حين عام آخرون على جذوع الأشجار. وقال مسؤول إن أربعة آلاف شخص علقوا هكذا في إقليم غايو لويز. وأعلن الناطق باسم الإقليم نور الدين جونز:"غطت سيول الوحل عدداً كبيراً من محاور الطرق بينما بات علينا إلقاء المساعدات من الجو". ونقلت إذاعة الشينتا عن انتو أحد سكان قرية تنغولون قوله:"لم نتلق أي مواد غذائية. ولم نأكل الرز منذ خمسة أيام ونعيش على البطاطا الحلوة والموز، وكثير من الأطفال يعانون من الحمى والإسهال". وأرسل ألف جندي إلى إقليم أتشيه وإقليم سومطرة المجاور مع تجهيزات ثقيلة ومروحيات، كما قال القائد محمد سونارتو سيورونوبوترو. ويترافق موسم الأمطار في إندونيسيا الذي يدوم من تشرين الأول أكتوبر إلى نيسان أبريل، مع أمطار غزيرة وخصوصاً في كانون الثاني يناير وشباط فبراير. وتكثر في المنطقة انزلاقات التربة والفيضانات، وهي دامية في بعض الأحيان. لكن نائب الرئيس الإندونيسي يوسف كالا ندد بقطع أشجار الغابات غير القانوني، واعتبره أحد ابرز العوامل التي تزيد من خطورة الفيضانات الدامية. والى جنوب جزيرة سومطرة الكبرى التي تلحقها لعنة قطع الأشجار مع عيد الميلاد، قتل 19 شخصاً على الأقل عندما أدى انزلاق للتربة إلى طمر عشرات المنازل. وضربت السيول إقليم موارا سيبونجي، وهو منطقة ضربها زلزال الأسبوع الماضي وأوقع أربعة قتلى وألحق أضراراً ب860 منزلاً. وأعلن شرطي من مدينة بانيامبونغان:"أخرجنا 19 جثة من الوحول". وأضاف:"توقف هطول المطر هذا الصباح لكن الطقس كان ممطراً عندما وقع الحادث مساء الأحد". وواصل رجال الإسعاف جهودهم أمس، واعتبروا أن مزيداً من الضحايا طمروا تحت الوحول.