الممثلة العالمية جين فوندا، الأميرة الراحلة ديانا، المغني الشهير ألتون جون، الممثلة الكوميدية جوان ريفرز، المغنية ماري اوزموند، عارضة الأزياء بيفرلي جونسون، الممثلة التلفزيونية جوستين باتمان، الرياضية ناديا كومانوشي، الممثل البريطاني آدام ريكيت... القاسم المشترك بينهم مرض الشراهة البوليميا. وهو انتشر في الدول الصناعية، وتفشى بين المشاهير، ويتزايد عدد المصابين به باستمرار. ومرض الشراهة يصيب الفتيات عادة وهو نادر لدى الذكور. وما يميزه هو الرغبة العارمة في التهام كميات هائلة من الطعام من دون رادع. والطعام غالباً ما يكون من النوع السريع الذي يتم ازدراده من دون لذة ومن دون حساب، الى درجة ان المصابات به يشعرن بالتخمة والقرف والاشمئزاز من أنفسهن، فيلجأن الى وسائل مختلفة للحفاظ على الوزن، مثل التقيؤ بوضع الإصبع في الفم، أو تناول الأدوية المسهلة، أو الإفراط في ممارسة الرياضة، أو تجويع النفس. وهذا السيناريو يتكرر مرات عدة في اليوم ليصبح مع مرور الوقت قاعدة ثابتة في التهام الطعام. والمريضة المصابة بالشراهة غالباً ما تخفي معاناتها، فهي تلجأ سراً الى التهام الطعام ثم التخلص منه. ومن هنا صعوبة تشخيصه. وفي شكل عام يمكن الاعتماد على توصيات الجمعية النفسية الأميركية التي نادت بضرورة توافر خمسة شروط لتأكيد الإصابة بمرض الشراهة، وهي: تناول كميات كبيرة من الطعام خلال فترة زمنية قصيرة، مقارنة بالأشخاص العاديين. اتباع سلوك غير معتاد للتخلص من الطعام ولمنع زيادة الوزن، مثل التقيؤ القسري، واستعمال العقاقير الملينة، أو اللجوء الى مدرّات البول أو الحقن الشرجية، أو الامتناع عن الطعام، أو ممارسة الرياضة العنيفة. حدوث ما ذكرناه مرتين اسبوعياً ولمدة 3 أشهر متتالية. وجود ممارسات ناتجة من الهوس بالنحافة. نفي وجود عوارض الإصابة بفقدان الشهية العصبي، فكثير من الاصابات بهذا المرض تكون بداياتها في شكل نوبات من الشراهة. ما هي الأسباب المؤدية الى الشراهة؟ الواقع ان لا أحد يعلم حتى اللحظة الأسباب الحقيقية لهذا المرض، ولكن هناك من يقول بوجود أسباب عصبية ونفسية تلعب دوراً في إشعال فتيله. غير ان أبحاثاً حديثة أشارت الى ارتباط مرض الشراهة بوجود خلل في هورمون مسؤول عن الشهية والحال المزاجية، ألا وهو هورمون السيروتونين. ومرض الشراهة عادة لا يحدث إثر التعرض لصدمة عاطفية خلال فترة المراهقة، فتعاني المصابة من الإحباط النفسي الذي يقودها الى معالجته بالتهام كمية غير طبيعية من الطعام، ومن ثم تعمد فوراً الى التخلص منها قسرياً. وهكذا تدخل المريضة في حلقة مفرغة. ويجب تشخيص مرض الشراهة ليعالج باكراً ولقطع الطريق على تأثيراته، التي من بينها الأضرار الناتجة من التقيؤ، مثل انفجار المريء، وتمزق المعدة، وفقدان الأملاح المعدنية والفيتامينات، وظهور الاضطرابات القلبية، والميل الى العزلة بعيداً من الأسرة والمجتمع. ان الشفاء من مرض الشراهة ممكن للغاية باتباع العلاج النفسي المناسب، تحت إشراف طبيب مختص لإحاطة المريضة علماً بمشكلتها الصحية وبالأضرار التي تلحقها بنفسها جراء محاولاتها غير السليمة.