يعتبر المشرف العام على مجموعة "أم بي سي" علي الحديثي ان المنافسة، "هي ما يمنحنا الوقود اللازم للإبداع والتألق، ووجودها يكفل لنا التجدد والاستمرارية، وإذا لم نجد من ننافسه سننافس أنفسنا بأنفسنا! ولأننا نطرق كل الأبواب تجدنا ننافس الكل، في الأخبار والدراما والمنوعات ... حتى أن برامجنا الرياضية تحصد نجاحات تفوق بعض القنوات المتخصصة رياضياً". ويشير الحديثي في دردشة مع"الحياة"الى أنه"يحلم باليوم الذي ترفع فيه الحكومات العربية، يدها عن القنوات التلفزيونية وتحررها من كل التبعات، ذلك ان التنافس مع القنوات الحكومية غير متكافئ، لأن أحد الطرفين لا يعيش هماً اقتصادياً، بينما يتحمل الآخر كل التبعات". ويؤكد الحديثي أن توجه بعض القنوات والحكومات الغربية الى البث باللغة العربية، أمر فاشل،"فهم لن ينجحوا أبداً. أما انعكاس هذا الموضوع على صناعة التلفزيون في بلادنا فإيجابي، لأنهم يخلقون لنا كوادر جديدة ويدربونهم على افضل وجه". ويتابع:"بلا شك لهم أهدافهم، وإلا لِمَ أنشأوا تلك القنوات؟ ولكن إذا لم يشاهدها أحد لا يصلون إلى أهدافهم!". ويوضح الحديثي ان نسبة السعوديين العاملين في مجموعة"ام بي سي"ضئيلة، ويقول:"ليست لديّ الأرقام الدقيقة، لكنها لا تتجاوز 8 في المئة. ولكي نتجاوز هذه النسبة نحن نبني الآن نواة لمكتب كبير في السعودية، لندرب فيه كوادر سعودية إعلامية وفنية قادرة على تقديم منتج إعلامي يليق بهذا الوطن، علماً أننا نولي هذا الموضوع اهتماماً كبيراً. ومن المتوقع أن يرى هذا المركز النور عام 2008، وسيكون مقره الرئيس في الرياض". ويعتبر الحديثي أن الثقافة على الفضائيات لا تجذب المشاهد، و"للأسف لم نصل بعد إلى صيغة نوصل عبرها المنتج الثقافي أو المثقف إلى العامة بشكل سهل. فجمهور البرامج الثقافية هم النخبة، ومشكلتنا أننا نحاول كسب أكبر شريحة من المشاهدين. وأقولها - بكل أسف - إن الناس يحبون مشاهدة ناسي عجرم وهيفاء وهبي أكثر من أن يشاهدوا مقابلة مع مثقف أو شاعر معين، أضف إلى ذلك أن لا أحد يحرص على الإعلان والرعاية للبرنامج الثقافي، وهذا يجعل القناة تتكبد الخسائر الكبيرة في هذه النوعية من البرامج... حتى ان المذيعين يخافون على أنفسهم من البرامج الثقافية، لأن بريقها ينطفئ بسرعة ويملهم الناس، ولا أخفيك أن التواصل مع المثقفين صعب وبعضهم لا يملك الكاريزما التي تمنحه حضوراً يضيف اليه والينا معاً". ويلفت الحديثي إلى أن انضمام مسلسل"طاش ما طاش"إلى قناة"ام بي سي""في مصلحة القناة ومصلحة البرنامج والمشاهد، لأن انضمامه إلينا سيمنحه انطلاقة أقوى وحرية أكثر في العرض والطرح. وأرى أن التلفزيون السعودي خسر كثيراً بالتنازل عن هذا العمل"، مشيراً إلى أن"ام بي سي"قادرة على تحمل الجدل حول ما يطرحه هذا العمل من قضايا شائكة:"نحن قادرون على تحمل العواقب، فنحن أبناء هذا المجتمع، ونخاف عليه مثل ما يخافون هم عليه. والمهم أن يكون اختلافنا حوله بصورة حضارية ووفق آليات تخدم مصالح الكل ولا تمس ثوابت معينة لا يمكن الاقتراب منها، ونحن حريصون على منح البرنامج كل الحرية لتقديم عمل يضيف الينا الكثير". وحول أصعب المراحل التي مرّت فيها القناة، يتطرق الحديثي إلى أزمة عام 1998، ويقول:"في تلك الأثناء فقدنا الثقة والحماسة في كل شيء، وكدنا أن نبيع القناة، ولكن استطعنا أن نستجمع قوانا وننطلق من جديد، والآن نحن على ثقة أن لا مجال لأزمات جديدة، فالعمل يسير بصورة مثالية ووفق نظام يكفل له الاستمرارية والتطور".