قدم ممثلو الادعاء الذين يتهمون الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بالإبادة الجماعية أدلة على إصداره أوامر بشن هجمات بمواد كيماوية على الاكراد. وكان صدر حكم بإعدام صدام في محاكمة منفصلة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية بعدما دين بقتل عدد من الشيعة، لكن محللين قانونيين قالوا ان الادعاء لم يستطع تقديم أدلة دامغة لإثبات مسؤوليته الجنائية. وفي القضية الحالية يحاكم الرئيس السابق وستة آخرون بتهمة شن حملة الانفال ضد الاكراد في شمال العراق في الثمانينات. ويقول ممثلو الإدعاء ان ما يصل الى 180 الف شخص قتلوا خلالها، اثر هجمات بالغاز السام وعمليات إعدام جماعية. وبدأت المحاكمة في قضية الانفال في 21 آب أغسطس واستمعت المحكمة الى أقوال اكثر من 70 شاهداً، وصفوا الهجمات الجوية بالمواد الكيماوية والقرى التي أحرقت واحتجاز وتعذيب الاكراد. وانتهت مرحلة الاستماع الى الشهود، وحين استؤنفت المحاكمة أمس تحول الادعاء الى الأدلة وقدم وثائق من الاستخبارات العسكرية العراقية ومكتب الرئيس وقادة الجيش تفصل سلسلة القيادة والاوامر التي صدرت لاستخدام الاسلحة الكيماوية. وكانت الوثيقة الاولى مذكرة صادرة عام 1987 عن استخبارات الجيش تطلب الاذن من مكتب الرئيس باستخدام غاز الخردل وغاز الاعصاب ضد الاكراد، مستخدمة تعبير"ذخيرة خاصة"، قال ممثلو الادعاء انها اشارة الى الاسلحة الكيماوية. اما الوثيقة الثانية فكانت ردا على أوامر صدام للاستخبارات العسكرية بدراسة احتمال شن"هجوم مفاجئ"، باستخدام هذه الاسلحة ضد القوات الايرانية والقوات الكردية. ويجادل دفاع صدام بأن المتمردين الاكراد أخذوا جانب ايران التي حاربت العراق بين 1980 و1988. وأكدت مذكرة داخلية للاستخبارات العسكرية أنها حصلت على موافقة مكتب الرئيس على شن هجوم باستخدام"الذخيرة الخاصة"وأكدت عدم شن أي هجمات من دون ابلاغ الرئيس أولاً. ومن بين الوثائق واحدة من رئيس أركان الجيش يقول فيها ان غارة جوية ب"الذخيرة الخاصة"أدت الى مقتل 31 مقاتلاً كردياً و"عميلاً شيوعياً"واصابة 100 في منطقة قرب دهوك. ومن المتهمين في هذه القضية علي حسن المجيد، ابن عم صدام الشهير باسم"علي الكيماوي". وقد برر المتهمون شن حملة الأنفال بأنها حملة عسكرية مشروعة ضد الميليشيات الكردية التي أخذت جانب ايران في الحرب. وقال رئيس هيئة الادعاء منقذ الفرعون الشهر الماضي ان لديه تسجيلات صوتية تثبت أن الرئيس العراقي أصدر أوامره شخصياً بشن هجمات بالغاز ضد الاكراد في الثمانينات.