حسم رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت التقديرات العسكرية المتضاربة حول احتمالات مواجهة عسكرية مع دمشق بالتشديد على أنه لم يتلق أي انذارات استخبارية تؤشر الى احتمال اندلاع حرب مع سورية. وقال ان المعلومات المتوافرة لديه لا تشير الى استعدادات سورية لحرب فورية وأن ما يقوم به الجيش السوري لا يعني بالنسبة اليه استعدادات لمواجهة عسكرية. وكان نائب وزير الدفاع افرايم سنيه قال في مقابلة للاذاعة الاسرائيلية صباح أمس ان ما صدر عن الجيش من تقديرات لم يشر أبدا الى ان لدى الجيش معلومات عن نيات سورية"لاستخدام استعدادات عسكرية تقوم بها لمواجهة مع اسرائيل". وأضاف ان الرئيس السوري بشار الأسد"يبني خيارا عسكريا.. لكننا لا نملك معلومات استخبارية عن نيته شن حرب في الصيف المقبل". وزاد ان الجيش لا يبني حساباته على نيات انما على أعمال وانه منذ الحرب الأخيرة على لبنان يعمل الجيش وفقا لفرضية عمل متشددة ليكون جاهزا لمواجهة أي طارىء. وتابع أن الجيش يبذل جهودا مكثفة لتعزيز جهوزيته، و"لا يستخف بشيء.. لكن ينبغي أن لا تخرج الأمور عن سياقها". الى ذلك، تطرق اولمرت في تصريحات أدلى بها قبيل مغادرته تل ابيب متوجها الى برلين وبعد يومين الى روما الى القضية الفلسطينية وإلى المبادرة السعودية للسلام التي قال وزير دفاعه عمير بيرتس قبل يومين انه ينبغي أن تشكل أساسا لحل الصراع. وقال اولمرت ان الأساس الوحيد للمفاوضات هو"ما هو متفق عليه ومقبول لدى المجتمع الدولي: خريطة الطريق وتفاهمات شروط الرباعية الدولية للتعاطي مع حكومة فلسطينية". واعتبر اولمرت المؤتمر المنعقد في ايران حول"محرقة اليهود"في الحرب العالمية الثانية"تظاهرة صوتية صاخبة تعكس عمق الكراهية والتشدد الأصوليين للنظام الحاكم في ايران". وقال انه ينبغي على كل دولة متنورة أن تتحفظ عن هذا المؤتمر"لأنه لا تجوز المساومة في مسألة كهذه". وقالت أوساط قريبة من اولمرت انه سيتناول في زيارته برلين الملفين الايراني والفلسطيني وسيؤكد وجوب مواجهة"محور الشر الممتد من طهران الى دمشق الى الأراضي الفلسطينية". أضافت ان اسرائيل تعول كثيرا على"أكثر الدول الاوروبية صداقة معها"، المانيا التي ستتسلم رئاسة الاتحاد الاوروبي مطلع العام المقبل حيال موقفها المؤيد لفرض عقوبات على ايران في حال واصلت برنامجها النووي. كما سيتناول اولمرت ملف الجنديين الأسيرين لدى حزب الله. اما في روما فقد أفادت المصادر ذاتها ان اولمرت سيطلب من أركان حكومتها مواصلة الضغط مع سائر الدول الاوروبية على حكومة"حماس"وتأكيد الشروط الرباعية الدولية للتعامل معها. كما سيطلب من نظيره الايطالي العمل على"اغلاق الثغرات التي تبدت في الموقف الاوروبي الموحد من حماس". وتابعت انه سيطلب دعم ايطاليا لقرار دولي محتمل بفرض عقوبات على ايران لمنعها من مواصلة مشروعها النووي.