فوجئ مشاهدو برنامج "من واشنطن" الذي تبثة فضائية "الجزيرة" من العاصمة الاميركية بأنه تحول الى "من القاهرة" في حلقته الاخيرة، إذ استضاف ثلاثة من ابرز مقدمي البرامج المصرية، وهم محمود سعد برنامج"البيت بيتك" ومنى الشاذلي "العاشرة مساء" ومعتز الدمرداش "90 دقيقة". ووصف مقدم"من واشنطن"حافظ الميرازي المذيعين الثلاثة بأنهم اصحاب التأثير الإعلامي الأكبر في الشارع المصري من خلال نجاح برامجهم في جذب المشاهد. وبالفعل نجح هؤلاء ببرامجهم التي تبث على الهواء مباشرة في إعادة المشاهد المصري الى قنواته المحلية مرة أخرى، إذ تتمتع هذه البرامج بهامش كبير من حرية إعلامية غير مسبوقة في تاريخ الإعلام المصري، وهو ما لم يعتده المشاهد المصري الذي كان يتنقل بين المحطات الفضائية العربية بحثاً عن إعلام حر وجريء يناقش قضاياه الداخلية- وحول سقف الحرية في التلفزيون المصري، أتت اجابات المذيعين الثلاثة متباينة، إذ بينما اعتبر محمود سعد ومعتز الدمرداش أن نسبة الحرية في برنامجيهما كبيرة، كانت منى الشاذلي الاقرب الى الواقع المعلوم من الجميع حينما رفضت تحديد النسبة لعدم معرفتها بطبيعة ما يدور حولها. لكن وبعد إصرار الميرازي وافقت الشاذلي على مضض على إعطاء برنامجها نسبة 50 في المئة. وبدت المنافسة واضحة بين البرامج الثلاثة على احتلال المرتبة الأولى في الفترة الاخيرة، إذ غالباً ما تزيد أسهم هذا البرنامج أو ذاك، بحسب مواضيع الحلقة وضيوفها وأهميتها ومدى اثارتها للجدل في الشارع المصري. فمثلاً شغل برنامج"90 دقيقة"الملايين أخيراً حين استضاف وزير الثقافة المصري فاروق حسني في حوار حول رأيه بالحجاب. وفي السياق ذاته شغل برنامج"العاشرة مساء"في فترات سابقة اهتمام الشارع المصري. أما محمود سعد وحواراته في"البيت بيتك"، وخصوصاً فقرة"أهلاً بالمعارك"، فكانت الأكثر متابعة خلال رمضان. أياً يكن الامر، لا يمكن ان ينكر المرء تأثير هذه البرامج في الشارع المصري، لاعتبارها متنفس المواطن العادي من دون ان يغيب عن بالنا الكثير من الخطوط الحمر التي تواجهها الشاشة المصرية، ما يعوق تطورها... ولا شك في ان ما نشاهده اليوم ما هو إلا خطوة جريئة في رحلة الألف ميل.