خلافاً للتيار العام المعادي للجمهوريين، تمكن حاكم ولاية كاليفورينا آرنولد شوارزنيغر من الاحتفاظ بمنصبه بسهولة، بعدما نأى بنفسه عن الرئيس الأميركي جورج بوش واتخذ موقفاً وسطاً. وهزم نجم هوليوود السابق الذي انتخب حاكماً لكاليفورينا قبل ثلاث سنوات، معارضه الديموقراطي وزير خزانة الولاية فيل انغيلايدز، متقدماً عليه بفارق 25 نقطة، في الانتخابات التي أجريت أول من أمس. وحقق شوارزنيغر النصر بعد تخلي بطل أفلام"المدمر"عن أسلوبه الصدامي الذي خدمه في مشواره السينمائي من دون أن ينفعه كثيراً في مبادرة خاصة طرحها في سياسات ولايته السنة الماضية وتعرض للهزيمة. ومنذ تلك الهزيمة، انتهج شوارزنيغر 59 سنة أسلوباً متواضعاً ولم يعد يتفاخر بقوته ويصف نواب الحزب الديموقراطي بأنهم"رجال يتشبهون بالنساء"، وأيد مجموعة من القوانين التي يدعمها الحزبان الجمهوري والديموقراطي، من بينها قانون خفض انبعاثات الغازات المضرة بالبيئة والمسببة للاحتباس الحراري. وكان بوش انسحب من معاهدة"كيوتو"للحد من هذه الانبعاثات بحجة أنها تضر بالاقتصاد الأميركي. وعمد شوارزنيغر إلى الابتعاد عن بوش وتجنبه خلال زيارات الرئيس الأخيرة لكاليفورنيا، كما انتقد سياسات البيت الأبيض في قضايا منها مسألة ارتفاع درجة حرارة الأرض. وقال غراي ديفيز حاكم كاليفورنيا السابق الذي هزمه شوارزنيغر قبل ثلاث سنوات:"نجح شوارزنيغر في تبني جدول أعمال أكثر اعتدالاً مما أثر في حياة الناس إيجاباً. الجمهوريون في واشنطن قلبوا جدول الأعمال هذا رأساً على عقب ودفعوا الثمن". وساعد نجم هوليوود السابق المولود في النمسا انه متزوج من ماريا شرايفر ابنة شقيقة الرئيس الأميركي الديموقراطي الراحل والمحبوب جون كينيدي.